توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستطلاعات السريعة.. من المطربين إلى حلايب

  مصر اليوم -

الاستطلاعات السريعة من المطربين إلى حلايب

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الجمعة الماضية، تلقيت العديد من الإشارات والإخطارات والرسائل من زملاء على مواقع التواصل الاجتماعى، يدعون فيها إلى سرعة الدخول إلى موقع «روسيا اليوم»، والتصويت فى استطلاع رأى وضعه الموقع يقول: «حلايب.. هل هى أرض مصرية أم سودانية؟!».

بعدها بقليل، وجدت أحد الزملاء يتعجب من عدم قيام كثير من المصريين بالمشاركة فى التصويت، ويحض الجميع على ذلك، حتى لا يتصور الآخرون أنها سودانية.

كان الأمر غريبا ومريبا أن يلجأ موقع «روسيا اليوم» إلى وضع هذا السؤال المستفز.

وكما نعرف تطور الموضوع بسرعة، وشهدنا انتفاضة مصرية شاملة: من وزير الخارجية سامح شكرى الذى أوقف عمل حوار مع القناة كان مخصصا له صباح السبت، إلى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين والعديد من النواب والإعلاميين وكبار المسئولين. وجاءت الاستجابة الروسية سريعة، وتم سحب الاستطلاع، والاعتذار عنه.

السؤال: هل كان علينا أن نغضب إلى هذا الحد، بشأن سؤال عابر، على موقع إلكترونى؟!

الإجابة: نعم، لأن الدنيا تغيرت، وأدوات السياسة اختلفت وتبدلت. هكذا علينا أن نتعامل مع ظاهرة جديدة فى الإعلام والسياسة، اسمها استطلاعات الرأى الإلكترونية السريعة، والعابرة للحدود والسيادة. فى الماضى كان يمكننا أن نمنع مراكز بحوث الرأى العام الأجنبية أو حتى المحلية من إجراء استطلاع حول أى ظاهرة.

الآن اختلف الوضع تماما، وصار بمقدور أى موقع إلكترونى صغيرا كان أم كبيرا، من وضع سؤال بسيط على صفحته الأولى عن أى موضوع يمكن أن يخطر على البال من أول: أى فرق الكرة تشجع؟ نهاية بـ: الفرق بين العقائد والأديان.

هذه الظاهرة الجديدة، لجأت إليها بعض المواقع لزيادة إقبال القراء عليها، أو نسبة الترافيك، أو للإثارة أو للحصول على عائد مادى.

بعض المواقع التابعة لدول، تضع مثل هذه الأسئلة لقياس الرأى العام فعلا، ومعرفة اتجاهات الناس بشأن قضية معينة، لكن الأخطر، فى الموضوع على الإطلاق أن هذه الاستطلاعات غير علمية بالمرة، وبالتالى فإنها تهدف فى لحظات كثيرة إلى خلخلة الرأى العام وتحويل آرائه فى اتجاه معين.

نتذكر جميعا أن العديد من المسابقات فى القنوات التلفزيونية صارت تعتمد على التصويت الإلكترونى القائم على الحشد والتعبئة فى الاتصال. ونتذكر كيف كانت الدعوات إلى مثل هذا الحشد فى مسابقات غنائية ورياضية وأدبية. وكيف أن دولا بكاملها كانت تحتشد للتصويت لمطرب شاب ضد مطرب آخر من بلد شقيق مجاور.

النجم المصرى البارز محمد صلاح حصد بعض الألقاب، بفعل الإقبال غير المسبوق للمصريين للتصويت فى هذه المسابقات. هذا الأمر ليس عيبا، لأنه أحد العوامل لقياس شعبية هذا النجم أو ذاك الفنان، لكن القياس الحقيقى بالطبع لنجومية صلاح هو أداؤه فى الملعب.

لكن إذا صح الأمر فى الكرة أو الغناء والفن عموما، فهو لا يصح فى تقرير مستقبل قضية سياسية ملتهبة مثل حلايب. بالطبع نتيجة التصويت لن تحسم هذه القضية. لكنها قد تحاول خلق رأى عام أو تغييره، خصوصا أن السودان الشقيق لا يتوقف عن إثارة القضية طوال الوقت فى كل المحافل.

مرة أخرى فكرة التصويت الإلكترونى يمكن التنبؤ بها إذا علمت اسم الموقع الداعى إليها. تخيل أن موقع قناة النادى الأهلى وضع سؤالا يقول: ما هو أهم ناد فى مصر؟! الإجابة ستكون محسومة سلفا لأن غالبية المترددين على هذا الموقع من مشجعى الأهلى. وإذا وضعنا نفس السؤال على موقع مجلة الزمالك، ستكون الإجابة أيضا بأن الزمالك هو الأفضل وهكذا.

قولا واحدا، هى استطلاعات غير علمية بالمرة، وتستند إلى العواطف والمواقف المسبقة، وليس على القواعد والشروط والمعايير الصارمة التى نعرفها عن الاستطلاعات والبحوث العلمية.

ما علينا أن نفكر فيه هو الآتى: إذا كانت «روسيا اليوم» استجابت للغضب المصرى ورفعت الاستطلاع من على موقعها، فماذا سنفعل إذا قامت مواقع دولية أو عربية أخرى لا نملك عليها تأثيرا بعمل استطلاعات مشابهة؟!.
السؤال ليس افتراضيا، بل حدث بالفعل ورأينا أسئلة أكثر استفزازا على العديد من القنوات والمواقع المعادية للحكومة المصرية، ومر الأمر من دون أن يلتفت إليها أحد بالمرة.

الدرس الذى نخرج به من استطلاع «روسيا اليوم» هو ضرورة الإيمان بأن تغير أدوات وآليات السياسة، يحتاج إلى تغيير العقليات والذهنيات وسرعة التفاعل مع العصر الجديد.


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستطلاعات السريعة من المطربين إلى حلايب الاستطلاعات السريعة من المطربين إلى حلايب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon