توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أولويات ولاية السيسى الثانية

  مصر اليوم -

أولويات ولاية السيسى الثانية

بقلم - عماد الدين حسين

أحد الانتقادات الرئيسية التى توجهها المعارضة للحكومة انها اهتمت فى السنوات الأربع الماضية خلال الولاية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى، بالمشروعات الكبرى، خصوصا مشروعات البنية التحتية، والحجر بدلا من الاهتمام بالتنمية الإنسانية والبشر.

من وجهة نظر الحكومة، فإنها كانت مضطرة لذلك، لأنه بالمنطق، لم يكن ممكنا الحديث عن أى نوع من التنمية من دون وجود البنية الأساسية.

هى تقول ــ ولها الحق فى ذلك ــ كيف كان يمكن اقناع مستثمر مصرى أو أجنبى بالاستثمار فى أى منطقة، لا تتوافر بها طرق وجسور؟! وكيف كان يمكن للمستثمر بدء العمل من دون وجود غاز ومحطات كهرباء، هل سيقوم بتشغيل مصنعه بمياه البحر مثلا؟!

يبدو منطق الحكومة قويا إلى حد كبير فى هذا الأمر، فالبنية التحتية حتمية، ومشكلتها أنها تستنزف أموالا كثيرة من دون أن يكون لها عائد مباشر وسريع.

تقديرى أن الحكومة كانت على حق فى هذه النقطة، لكن هناك إمكانية للجدال الكبير، فى أن هناك مشروعات كان يمكن لها الانتظار، وبالتالى يتم توجيه اموالها لمشروعات أخرى أكثر حيوية وجماهيرية.

لكن بصفة عامة الجدل فيما تم إقامته من مشروعات لم يعد مفيدا اليوم، وسيظل مادة للمناقشات التى لن تعيد الماضى. المهم أن نتعلم منه، فيما يتعلق بالمستقبل.

وبالتالى وجب علينا أن نسأل السؤال الجوهرى: إذا كانت الحكومة، قد وجهت كل جهودها وإمكانياتها فى الولاية الأولى للسيسى لإقامة مشروعات البنية التحتية.. فما هى أولوياتها فى الولاية الثانية للرئيس؟!

على المستوى الشخصى أتمنى أن يكون التعليم، فى مقدمة المشروعات الكبرى التى تتوجه إليها كل الإمكانيات. تطوير التعليم هو الهدف والمشروع الذى يفترض أن نوجه إليه كل الإمكانيات.

لدينا ميزة وهى أن وزير التعليم د. طارق شوقى أعلن قبل أيام فى مجلس النواب عن الملامح الأساسية لتطوير التعليم. والمفترض طبقا لما قاله أنه سيبدأ فى التطبيق من سبتمبر المقبل.

على المجتمع أن يناقش هذا المشروع بأكبر قدر من الموضوعية وطرح كل الأفكار بحرية حقيقية، حتى نتوصل إلى درجة عالية من التوافق، وبعدها نبدأ التطبيق.

كل الأمم المحترمة، التى حققت قدرا من التقدم، وجهت معظم مواردها لقطاعى التعليم والصحة، لأنها تدرك أنهما قاطرة أى تنمية فعلية.

إذا تمكن الرئيس السيسى وحكومته، من بدء تطوير مشروع التعليم بصورة جادة، فسوف يكون ذلك، واحدا من أهم انجازاته على الإطلاق، إضافة إلى تطبيق قانون التأمين الصحى فى الولاية الجديدة.

الأولوية المهمة التى يجب أن تركز عليها الحكومة فى السنوات الأربع المقبلة، هى توفير أكبر قدر من الوظائف، عبر إقامة المشروعات الإنتاجية التى تستوعب أكبر عدد ممكن من العمالة.

بالطبع لن تتمكن الحكومة من تحقيق ذلك بمفردها، بل عبر القطاع الخاص، إضافة إلى الفرص التى وفرتها وتوفرها مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

لكن نتمنى التركيز فى الفترة المقبلة على المشروعات الإنتاجية التى تدوم وتستمر، فرصة العمل فى مشروعات البنية الأساسية جيدة نعم، لكنها لا تدوم.

وهناك مثل شائع أن إنشاء مدينة كاملة قد يقوم بتشغيل عشرة آلاف عامل لمدة عام كامل، لكن الذى يستمر فى العمل هو عشرة فقط يقومون بالحراسة، فى حين أن إنشاء مصنع يعمل به خمسون عاملا فقط، يعنى توفير خمسين فرصة عمل دائمة.
يمكن للحكومة أن تشجع القطاع الخاص، وكل من لديه رغبة فى إقامة مشروعات إنتاجية حقيقية. وهذا النوع من المشروعات يستحق كل الدعم والمساندة والتحفيز، لأنه يحقق قيمة مضافة حقيقية.

وبجانب تطوير التعليم وتطبيق قانون التأمين الصحى وإقامة مشروعات إنتاجية توفر فرص عمل، أتمنى أن تفكر الحكومة فى تحقيق أكبر قدر من التوافق الوطنى واستعادة القوى الأساسية التى شاركت وساهمت فى ائتلاف وتحالف ٣٠ يونيو، حتى يمكن تحقيق التنمية من جهة، وفى الوقت نفسه التصدى للتطرف والعنف والإرهاب.


نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولويات ولاية السيسى الثانية أولويات ولاية السيسى الثانية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon