توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حزب الدببة

  مصر اليوم -

حزب الدببة

بقلم : عماد الدين حسين

 خلال أيام يفترض أن يتم رفع أسعار الوقود والكهرباء وبعض الخدمات، وبالتالى سترتفع أسعار العديد من السلع. لا اناقش اليوم مضمون الزيادة، فقد فعلت ذلك أكثر من مرة فى الأيام الماضية.

اليوم أتحدث عن طريقة التعامل مع الأمر. وأسوأ سيناريو متوقع أن يخرج البعض بحسن نية أو جهل ليقول إن بعض المصريين يرحب بقرارات رفع الأسعار!!!.

هذا الفريق يمكن أن نطلق عليه ــ من دون أن نتجنى ــ الدببة التى قد تتسبب فى قتل أصحابها أو الإساءة إليهم وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا!.
فى الفترة الأخيرة قرأت لنماذج تنتمى لهذا الفريق، يتحدثون بسذاجة منقطعة النظير، ليحاولوا إقناعك أن بعض الفقراء سيرحب سعيدا ومبسوطا بقرارات رفع الأسعار.

منطقيا، فإن الرفع المتوقع للأسعار سيصيب الجميع بآثاره السلبية، بمن فيهم الأغنياء، وبالتالى فالحل ليس أن نقول إن الناس سعيدة برفع الأسعار، بل بمحاولة إقناعهم بأنه لا يوجد بديل عن هذا القرار الصعب.
فى الصيف الماضى وعقب رفع أسعار الوقود فى يوليو الماضى ــ على ما أتذكر ــ قابلت رجل أعمال وفنانا على هامش مؤتمر فى شرم الشيخ.

رجل الأعمال قال لى: «بالطبع سوف أتأثر بالقرار لأن تكلفة الإنتاج فى مصانعى ستزيد، والعمال والموظفون سيطالبون بزيادة رواتبهم، لمواجهة التضخم المتوقع، وبالتالى فأنا مضطر أن أدفع لهؤلاء ولو لتعويض نسبة قليلة من الزيادة للموظفين».

لكن الرجل للأمانة قال لى يومها إنه يؤيد بصورة حاسمة قرار تخفيض الدعم عن الوقود؛ لأن الدعم ــ من وجهة نظره ــ كان السبب الجوهرى فى معظم التشوهات التى أصابت الاقتصاد المصرى فى السنوات الماضية، خصوصا العجز المستمر فى الموازنة العامة، والحكومات كانت تشترى صمت المواطنين، وبدلا من وضع سياسات صحيحة، تدعم الإنتاج فإنها كانت تسحب على المكشوف، وتؤجل عملية الإصلاح بحيث تتحملها الأجيال المقبلة».

هذا ما قاله رجل الأعمال، وفوجئت بأن الفنان الكبير الذى قابلته فى نفس المؤتمر، كان أيضا غاضبا، وعندما سألته عن السبب، رغم أنه يتقاضى عدة ملايين فى الفيلم أو المسلسل الواحد، فإنه قال لى إنه مضطر لزيادة رواتب كل العاملين المحيطين به، من السائق إلى الطباخ وعامل الحديقة وحارس الفيلا، وفواتير الكهرباء والغاز والمياه، ناهيك عن البنزين للسيارات.

هو مثل رجل الأعمال يؤيد قرار خفض دعم الوقود حتى ينصلح حال اقتصاد البلد، حسب تعبيره، لكنه لا يمكنه أن يخرج ليعلن أن الفقراء سعداء بقرارات رفع الأسعار!!.

إذا كان رجل الأعمال والفنان ومن فى مستواهم لا يمكنهم أن يقولوا إنهم سعداء بالقرار، فهل نتوقع من بعض الفقراء أو المتضررين أن يعلنوا عن ذلك؟!.

بالطبع الإجابة هى لا، وبالتالى فمن حق الحكومة وأنصارها أن يدافعوا عن قرار الزيادة المتوقع، لكن من المهم أن يختاروا الطرق المثلى لشرح أسباب ذلك، وأن تكون منطقية ومقنعة، وليس بهذه الطريقة الصادمة واحيانا الفجة.

رأينا رد فعل الكثيرين على تصريح أحد المسئولين بجمعية خيرية، حينما قال إنه لا يوجد فقراء فى مصر، رغم أن البيانات الرسمية تقول إن عدد الواقفين تحت خط الفقر يقترب من ٣١٪ من المصريين. ورأينا ردود الفعل الغاضبة على كل من خرج ليقول إن المصريين يرحبون بزيادة الأسعار.

إذا كان هناك ١٪ أو حتى ٢٠٪ من المصريين يرحبون بذلك، فهناك ٨٠٪ آخرين غير سعداء.

لو كنت مكان الحكومة لتوقفت فورا عن الاستماع لـ«حزب الدببة»، ولطلبت منهم أن يوفروا نظرياتهم الساذجة، ويجتهدوا فى أن يشرحوا للمواطنين، الواقع الصعب جدا للاقتصاد المصرى، وضرورة إصلاح مواطن الخلل، وأنه إذا كانت الحكومة سترفع أسعار الطاقة، فإنها فى المقابل ستزيد من حجم شبكة الحماية الاجتماعية خصوصا للموظفين ومحددوى الدخل، مثل المخصصات التموينية وبرنامجى تكافل وكرامة والضمان الاجتماعى واحتمال صرف علاوة غلاء، إضافة لضرورة محاربة الفساد بلا هوادة، وضمان تحصيل الضرائب من القادرين، واسترداد حقوق الدولة المهدرة خصوصا من حيتان الأراضى، الذين استولوا عليها بلا سند من القانون.

مطلوب من الحكومة أن تطلب من كل مسئوليها وإعلامييها والمدافعين عنها أن يجتهدوا فى إقناع الناس بالأسباب المحتمة للزيادة، من دون أن يجرحوا مشاعر الفقراء ويدّعوا أنهم أو حتى بعضهم سعداء بزيادة أسعار الوقود!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الدببة حزب الدببة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon