توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ومن يحمى بعض الرجال من التحرش؟!!

  مصر اليوم -

ومن يحمى بعض الرجال من التحرش

بقلم - عماد الدين حسين

قولا واحدا ومن دون تبريرات أو تفسيرات أو حجج زائفة، ينبغى إدانة التحرش ضد النساء بصفة عامة، وأن تتم محاربة ذلك بشتى الوسائل، حتى يعود الجميع بشرا أسوياء، يحترم فيه الرجل المرأة كإنسان أولا.

الفقرة السابقة استمرار لحديث الأمس فى نفس المكان، وقد وضعتها قاطعة مانعة، حتى، لا يلومنى احد اولا أو يتصيد لى، وثانيا حتى يمكننى مناقشة الفكرة التى أراها جوهرية أيضا، وهى: إذا كان الجميع ولهم كل الحق فى مكافحة التحرش ضد النساء، ألا ينبغى أن نفكر أيضا فى حماية بعض الرجال من ابتزازهن بفكرة التحرش وهم منها أبرياء؟!

حركات وجماعات مقاومة التحرش تكسب أرضا جديدة كل يوم فى مختلف أنحاء العالم، خصوصا بعد الانتشار الواسع لحركة «Me Too» أو «أنا أيضا» التى ظهرت عقب فضيحة منتج أو «وحش هوليوود» الأشهر هارفى ونستين.

لا أحد يشكك إطلاقا فى وجود خريطة تحرش واسعة تغطى مناطق كثيرة فى العالم، ولا ينفى إلا أعمى وجود «حيوانات بشرية» ذكورية تتعامل مع المرأة باعتبارها سلعة أو أداة جنسية للمتعة العابرة، يعطون لانفسهم الحق فى التحرش بها وانتهاكها فى كل لحظة!!

لكن فى المقابل هناك مخاوف كثيرة بدأت تظهر من استغلال بعض السيدات لهذا السلاح الفتاك لتشويه سمعة الكثيرين أو لابتزازهم، خصوصا إذا كانوا من الشخصيات العامة.

إحدى المشكلات الكبيرة فى قضية التحرش، أنه يصعب فى بعض الأحيان اثباتها، وهو ما يعرض المرأة لظلم كبير، لكن فى المقابل فإن ذلك أيضا، قد يعرض المتهمين الرجال لظلم أكبر، إذا كان الأمر يتم فقط بغرض الابتزاز أو التشويه أو السير فى ركاب القطيع العام، لان الرأى العام فى هذه الحالة سوف ينسى من المخطئ، ومن البرىء، وسوف يتذكر فقط ان هناك رجلا تم تلطيخ سمعته وسمعة اسرته باعتباره «وحشا كاسرا»!!

شخصيا مستعد لتصديق أنه من بين كل مائة حالة تحرش، هناك تسعون حالة حقيقية، أى تسعون متهما من الرجال. هؤلاء تكلمت عنهم بالأمس، وأدنت سلوكهم امس واليوم بلا حدود. اليوم حديثى ينصب على العشرة فى المائة من الرجال المظلومين.

ببساطة لأنه من مطالعة بعض القصص الكثيرة المنشورة عن التحرش فى العديد من بلدان العالم المختلفة، يتبين احيانا أن جزءا منها ــ وهو بسيط ــ لم يكن صحيحا أو دقيقا، وكان هدفه التشويه. حينما طالعت القصص من وجهة نظر الفتيات أو السيدات تعاطفت معهن جدا، لكن وبعد مطالعة ما قاله المتهمون الرجال، ومقارنة القصتين، يتبين أن الأمر لم يكن أبيض وأسود أو ذئبا مقابل فريسة أو طريدة، بل كان مشوشا ومتداخلا.
فى بعض الحالات لم تكن الفتاة تعرف ما هو التحرش، وفى مرات أخرى كانت تريد الإساءة للطرف الثانى، وفى مرات ثالثة كانت تجارى الموجة العامة التى انتشرت بكثرة فى الشهور الأخيرة.

أرجو ألا يفهم كلامى على أنه محاولة للسباحة ضد التيار، أو التماس أى عذر للمتحرشين. بل هو فرصة للتوسع فى عمليات التوعية والتثقيف لكل المجتمع، حتى يعرف الجميع، ما هو التعريف الحقيقى للتحرش، وكيفية مواجهته.

المسألة ليست قانونية فقط، وواهم من يتخيل انه سيتم القضاء على التحرش بمجرد تشديد القوانين. والدليل أن القوانين مشددة ومفعلة فى العديد من بلدان العالم، وبعضها متقدم جدا مثل امريكا، ورغم ذلك فان الظاهرة لم تتوقف.

الأهم فى هذا الأمر، بجانب تشديد القوانين هو البيئة المحيطة والثقافة العامة، وتعظيم القيم الدينية الموجودة فى كل الأديان فيما يتعلق بالنظرة إلى السيدات، وأن يتكاتف الجميع للقضاء عليها. لكن ومرة أخرى فلابد أن يتم ذلك بصورة عادلة وشاملة للمجتمع بأكمله، بحيث لا يتم استخدامها لابتزاز بعض الرجال، «عمال على بطال».

الموضوع ليس سهلا، وشديد التعقيد، ويحتاج إلى حراك مجتمعى على مستوى العالم، حتى يتم القضاء على الظاهرة، أو على الأقل الحد منها، على اعتبار أن القضاء عليها ليس متصورا فى الأمد القريب، باصدار قانون، أو بجرة قلم!!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومن يحمى بعض الرجال من التحرش ومن يحمى بعض الرجال من التحرش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon