توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الجمعة 28 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الرابحون والخاسرون فى سوريا

  مصر اليوم -

الرابحون والخاسرون فى سوريا

بقلم : عماد الدين حسين

 حينما تتعارك وتتصارع الأفيال، فإن العشب يكون الضحية. ومن سوء الحظ فإن الشعوب العربية هى العشب، فى الصراع الدائر الآن فى المنطقة، وإذا اندلعت حرب بين إسرائيل وأمريكا من جهة، وإيران من جهة أخرى، فإن أكثر من سيدفع الثمن هم العرب بصفة عامة.

تخيلوا ــ لا قدر الله ــ إذا اندلع الحريق الكبير، وقررت إسرائيل أن تستدرج إيران إلى حرب، بحجة أنها تهدد أمنها انطلاقا من الأراضى السورية، فمن سيكون الكاسب ومن سيكون الخاسر فى هذه المعمعة؟!

الخاسر الأول فى هذا الصراع، سيكون الشعب السورى. هذا الشعب يدفع الثمن منذ انتفاضته التى بدأت سلمية فى مارس ٢٠١١، لكن الأشرار عسكروها، وكانت البداية، التى عصفت ليست فقط بسوريا، بل بكل المنطقة، بحيث جاءت كل القوى الكبرى إلى سوريا، وعاثت فيها فسادا، وماتزال تفعل حتى هذه اللحظة.

فى كل مرة يتصور السوريون أن لحظة نهاية المحنة، قد حانت، يفيقون على مأساة جديدة، تجعلهم ــ يبدأون من جديد، وكأنه مكتوب عليهم لعنة سيزيف الأبدية.

الخاسر الثانى هو الأمن القومى العربى بصفة عامة، فكلما استمر النزاع فى سوريا وعليها، سيعنى ذلك المزيد من الاستنزاف للأمة العربية فى مجالات متعددة من أول قتل وإزهاق الأرواح نهاية بتعطيل عملية التنمية مرورا بإهدار كل إمكانيات الأمة.

الخاسر الثالث هو تأجيل أى آمال فى وقف الاستبداد والتسلط فى المنطقة. لأن الصراع يعنى مزيدا من الفرص والمبررات للمتسلقين لتأجيل أحداث أى نوع من الانتقال إلى ظروف طبيعية.

الخاسر الرابع هو استمرار رهن الثروات العربية للقوى الكبرى خصوصا الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية.
وبالمنطق المعكوس فإن الكاسبون والرابحون من هذا الصراع يمكن تخيلهم بسهولة.

إسرائيل هى المستفيد الأول، لأن كل أهدافها تتحقق بأقل قدر من الجهد وأحيانا من دون جهد. هدفها الجوهرى بعد دمار سوريا، هو استنزاف إيران والقضاء على برنامجها النووى، ومنع إقامة أى تواصل برى بين طهران والجولان المحتلة عبر بغداد ودمشق.

تربح إسرائيل أيضا من اختلال خطير فى الأمن القومى العربى، بحيث صارت بلدان عربية مؤثرة ترى أن العدو الفعلى هو إيران، وليس إسرائيل، بل بدأت تتقارب بصورة متسارعة مع تل أبيب.

الرابح الثانى هو الولايات المتحدة خصوصا إدارة دونالد ترامب، الذى يغرف مليارات الدولارات من البلدان العربية، مقابل أن يقوم بحمايتها، أو يدعى ذلك، كما أنه يحقق وعودا لجمهوره وتياره المحافظ الذى يؤمن بكل الخرافات التوراتية، وتجلت أكثر ما يكون فى خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة.

الرابح الثالث هو روسيا، حيث تمكنت عبر هذا الصراع من العودة للمنطقة وإقامة قواعد عسكرية، ليس فقط فى سوريا، ولكن فى بعض بلدان المنطقة. صحيح أن روسيا لعبت دورا مهما فى تحجيم نفوذ الجماعات المتطرفة خصوصا داعش والنصرة، لكن هى أيضا تمكنت من بيع صفقات سلاح كثيرة، وتجربة أسلحة أخرى وعززت نفوذها فى المنطقة.

الرابح الرابع نسبيا هى تركيا، التى استغلت الأزمة ووجهت ضربات قاسية للأكراد، ليس فى تركيا فقط، ولكن فى العراق ثم سوريا، حيث صارت تحتل جزءا من الأراضى السورية، خصوصا فى عفرين وتحاول إقامة منطقة نفوذ فى الشمال السورى لكنها خسرت نسبيا، وإنهار مشروعها إلى حد كبير حينما حلمت بتكوين وإعادة تأسيس الخلافة العثمانية عبر استغلال تيار الإسلام السياسى.

الرابح الخامس هو إيران حتى هذه اللحظة، فهى وعبر تحالفها مع بشار الأسد ودعمه عسكريا، تمكنت من تعظيم نفوذها فى سوريا بعد أن فعلت الأمر نفسه فى العراق ولبنان واليمن.

لكن هذا الربح غير مؤكد الاستمرار، ويتوقف على نتيجة الصراع مع إسرائيل فى سوريا أولا. وكذلك إلى أى مدى سوف تستمر الولايات المتحدة فى معاقبة طهران بعد انسحابها من الاتفاق النووى قبل أيام.

الرابح السادس هو شركات السلاح الغربية وكذلك شركات المقاولات الكبرى التى تشجع القتل والخراب والدمار، حتى تضمن حصة من إعادة الإعمار، وهو ما يعنى استنزاف كل الثروات العربية اولا بأول فى صراعات وحروب عبثية لا يستفيد منها الا اعداء هذه الامة!!

نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرابحون والخاسرون فى سوريا الرابحون والخاسرون فى سوريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon