توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست مشكلة سائق أو وزير فقط

  مصر اليوم -

ليست مشكلة سائق أو وزير فقط

بقلم - عماد الدين حسين

جيد أن يبادر ويسارع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى قطع أعمال مجلس الوزراء، والتوجه هو ووزراء الصحة والتضامن والنقل، إلى محطة سكة حديد مصر، لمتابعة تفاصيل حادث انفجار واصطدام جرار قطار برصيف نمرة ٦ مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات. لكن ذلك وحده لا يكفى بالمرة.
رئيس الوزراء قال للصحفيين داخل المحطة: «انتهى عصر السكوت على أى نوع من أعمال التقاعس. وكل شخص سوف يحاسب حسابا عسيرا بقدر الضرر والأذى الذى تسبب فيه. روح المواطنين عزيزة جدا علينا، وسنحاسب كل المقصرين والمهملين، وكل واحد فى مصر، لازم يبقى عارف انه له مكانه فى بلده».
مرة أخرى كلام جيد ومهم للدكتور مدبولى، لكن أتمنى أن يدرك سيادته، وسائر أعضاء الوزراء وكبار المسئولين أن المشكلة، ليست فقط فى محاسبة المسئول، ولكن فى السيستم. وهو أمر يشبه محاولة الارهابيين وليس الارهاب نفسه!!.
قد يسفر تحقيق النيابة العامة عن إدانة السائق، أو السائقين، أو حتى غالبية قيادات السكة الحديد. فهل يحل ذلك المشكلة؟!
النيابة دورها أن تحدد المتهم والمقصر فى هذا الحادث فقط وهو أمر مهم أن نعرفه، حتى يتم معاقبته وبكل شدة ممكنة. لكن ما نريده من الحكومة أن تقوم بتغيير المنهج أو الطريقة أو النظام أو السيستم، حتى لا نتفاجأ كل فترة، بمثل هذه الحوادث المميتة.
أقدر حماس الدكتور مدبولى وسائر أعضاء الحكومة، وحزنهم على الضحايا، ومحاولة تهدئة غضب الرأى العام الثائر. لكن أذكر الجميع بأن هناك أكثر من طريقة للتعامل مع مثل هذه الحوادث.
أبسط الطرق وأسهلها هو إقالة المسئولين من أول محولجى المحطة نهاية بوزير النقل. جربنا هذه الطريقة مرارا وتكرارا، فهل انتهت الفوضى والحوادث؟!
لمن نسى فإن أرشيف الصحف يذكرنا بأن هناك خمسة وزراء نقل دفعوا مناصبهم ثمنا لحوادث قطارات شهيرة. المهندس سليمان متولى الذى استمر فى منصبه عشرين عاما متواصلة، تمت إقالته حينما سقطت سيدة من دورة مياه قطار كان متجها للصعيد عام ٢٠٠٠.
وفى ٢٠ فبراير ٢٠٠٢ تم إقالة الدكتور إبراهيم الدميرى عقب الحريق الذى اشتعل فى قطار الصعيد أمام العياط وأدى لتفحم ٣٦١ جثة، وهو العدد الأكبر على الإطلاق فى حوادث القطارات.
وفى ٢٠٠٩ استقال المهندس محمد منصور بعد اصطدام قطارين أمام العياط مما أدى لمصرع ٣٠ شخصا وإصابة ٥٨ آخرين.
حظ المهندس محمد رشاد المتين كان الأسوأ، حيث تولى منصبه لأربعة شهور فقط، وقع خلالها نحو ١٥ حادثا فى السكة الحديد، وتمت إقالته فى ١٧ نوفمبر ٢٠١٢ بعد كارثة اصطدام قطار، أسيوط بأتوبيس مدارس أدى إلى مقتل ٤٧ طفلا وإصابة ١٣ آخرين، وكان آخر وزير نقل تم إقالته هو المهندس حاتم عبداللطيف فى ١٥ يناير ٢٠١٣ بسبب حادث قطار البدرشين الذى أوقع ١٩ قتيلا و١١٧ مصابا.
الملاحظة الجوهرية أن هذه الاستقالات أو الإقالات، لم تغير شيئا فى المنظومة الخربة بالسكة الحديد. غالبية الوزراء كانوا خبراء حقيقيين، وأعرف المهندس الدميرى جيدا وهو عالم كبير فى هندسة النقل، كما أن المهندس هشام عرفات، بدأ فعليا فى تنفيذ إصلاحات جذرية بهذا المرفق بناء على تعليمات رؤية الحكومة والرئاسة.
السؤال الجوهرى الذى يفترض أن نسأله لأنفسنا، ما هى فائدة إقالة وزير إذا كانت المنظومة سوف تستمر كما هى؟!
لا يعنى هذا السؤال أننى أطالب بعدم إقالة الوزراء المقصرين بشخصهم أو فى الهيئات التابعة لهم. بالعكس تماما، ثقافة المحاسبة أمر مهم للغاية، لكن شرط أن تتم فى إطار إصلاح شامل للأخطاء، وليس لامتصاص غضب الرأى العام.
بالطبع مراعاة مشاعر الرأى العام مهمة جدا والوزير يجب أن يتحمل المسئولية السياسية حتى لو كان أفضل العلماء فى مجاله، لكن أتمنى أن يكون ذلك فى إطار أشمل يتضمن معالجة الخلل الجوهرى فى المنظومة.
بدايات إصلاح هذا الخلل أن تصارح الحكومة الشعب بحال مرفق السكة الحديد، وأن يتم التوافق المجتمعى على بدء الإصلاح، شرط ألا يكون ذلك برفع أسعار التذاكر فقط. المواطنون سيقبلون زيادات فى الأسعار، حينما يدركون أنه لا توجد مجاملات أو استثناءات أو محاربة صورية للفساد داخل هذا المرفق وغيره. وإذا تبين لهم فعلا أن الحكومة والوزارة تكافئ المجد والمتفوق، وتحاسب المقصر والمهمل. لو أن ذلك حدث فعلا، فربما ما كان مثل هذا الحادث قد وقع من الأساس.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع        

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست مشكلة سائق أو وزير فقط ليست مشكلة سائق أو وزير فقط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني

GMT 22:39 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

رانييري يطالب بعقد صفقات جديدة لإبقاء فولهام حيًا

GMT 05:30 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

خدعة تمكنك من الظهور بشكل أنحف عند ارتداء البيكيني

GMT 03:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير كعكة التيراميسو مع الكريما

GMT 19:07 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

علاء عبدالعال ينفي خوفه من مواجهة مدرب الأهلي الجديد
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon