توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدرس الكورى يوقف الابتزاز الدولى

  مصر اليوم -

الدرس الكورى يوقف الابتزاز الدولى

بقلم : عماد الدين حسين

 بعد سنوات من القطيعة التقى الغريمان اللدودان رئيسا الكوريتين الشمالية كيم جونج اون والجنوبى مون جاى، يوم الجمعة الماضى فى القرية الحدودية بانمونجوم، واتفقا على نزع السلاح النووى وإرساء سلام دائم فى شبه الجزيرة الكورية بعد صراع مستمر منذ الحرب الكورية «من ١٩٥٠ إلى ١٩٥٣»، والتى أدت لمقتل نحو ٥ ملايين شخص فى صراع كان يعود سببه الأساسى إلى التنافس الأمريكى السوفييتى، بعد خروج اليابان من كوريا عقب هزيمتها فى الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥. ويفترض ان يحدث اختراق اكبر حينما يلتقى الزعيم الكورى الشمالى مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى موعد أقصاه يونيو المقبل.

كل شعوب جنوب شرق آسيا عموما وسكان كوريا خصوصا يحلمون ويتمنون أن يتم نزع فتيل الأزمة المستمرة، حتى يتفرغوا للبناء والتنمية.

بالطبع شعوب مثل كوريا الجنوبية واليابان حققت قفزات اقتصادية، لكن يظل التهديد الكورى الشمالى عامل ضغط وقلق وإزعاج دائم، خصوصا التجارب النووية والصواريخ الباليستية طويلة المدى التى تجريها بيونج يانج. هذه الشعوب حققت ما يمكن وصفه بالمعجزة الاقتصادية، لكن صواريخ التجارب الشمالية، تصيبها بالهلع، وبالتالى فإن أى حديث حقيقى عن تحقيق السلام، سيجعل هذه الشعوب تنطلق أكثر.

المقارنة بين الكوريتين لا تجوز، فالشطر الجنوبى حقق ما هو أكثر من المعجزة، وصارت منتجاته خصوصا الإلكترونية موجودة فى معظم بلدان العالم. فى حين أن الفقر والمجاعة ينتشران فى الشطر الشمالى. الجنوبيون آمنوا بالحريات والإبداع والتنافس فصاروا بين الكبار. والشماليون لم يبرعوا إلا فى إنتاج السلاح. صحيح أنهم باعوا منه الكثير لبلدان مختلفة، لكن السلاح وحده لا يطعم جائعا، والأهم أن الفجوة العلمية والتكنولوجية بين الشطرين كبيرة للغاية، ورأينا فى السنوات الأخيرة أن سكان الشطر الشمالى لا يجدون حتى البطاطس لأكلها، بفعل الحصار الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة وبلدان جنوب شرق آسيا.

الكوريتان تحولتا إلى ملعب خلفى للصراع والاستقطاب بعد الحرب العالمية الثانية، ثم التنافس الأمريكى مع كل من روسيا والصين.

حل هذا الصراع سيفيد شعبى البلدين والمنطقة، لكنه سيضر المستفيدين من استمراره وهم قوى كبرى خصوصا الولايات المتحدة.

هناك تقارير كثيرة تقول إن كوريا الجنوبية، رفضت ضغوطا من إدارة ترامب، تطالبها بدفع فواتير مالية كثيرة، مقابل الحماية الأمريكية من تهديدات جارتها الشمالية. هذه التقارير تقول إن ثمن التقارب مع بيونج يانج، أفضل كثيرا وأقل تكلفة من الثمن الذى يطالب به ترامب، وصار فلسفة أساسية فى تعامله مع العديد من بلدان العالم من أول اليابان وكوريا مرورا بحلف الأطلنطى ونهاية ببلدان الخليج العربية.
لو صحت هذه التقارير فإن الحكومة الكورية الجنوبية، تكون قد تصرفت بطريقة حكيمة جدا، أما العامل الحاسم، فهو اقتناع كوريا الشمالية بأن طريق المصالحة مع جارتها هو الأفضل.
كيم أون جرب لغة المبارزة النووية مع دونالد ترامب، ودخل كلاهما فى مبارزة لفظية حول من يملك «الزر الأكبر أو الأضخم» نوويا!!

حتى هذه اللحظة تصرف اون بحكمة بالغة، تخالف كل ما تشيعه عنه وسائل الإعلام الغربية. كان يتم تصويره بأنه يقتل أى وزير أو مسئول بصاروخ إذا لم يكن مزاجه رائعا، وسمعنا وقرأنا قصصا خيالية عنه، لكن تصرفه الأخير يوم الجمعة الماضى، يوحى بأنه تصرف بطريقة غاية فى الحكمة.

هو فاجأ العالم بأنه جمد التجارب النووية، لكن ذلك لم يكن استسلاما، بل سبقها بإعلان أن التجميد جاء بعد أن استكمل تجاربه النووية، قال أيضا إنه يريد وصل ما انقطع من الأنسجة والروابط مع الجارة فى الجنوب.

الأزمة تحلحلت لكنها لم تنتهِ تماما. وأغلب الظن أن مفاوضات شاقة وعصيبة ستدور أساسا حول الثمن الذى ينبغى أن تدفعه كوريا الجنوبية واليابان لإعادة إدماج كوريا الشمالية، وهل ستوافق «أمريكا الترامبية» على هذه الصفقة أم تحاول إفسادها؟!

السؤال الذى يفترض أن يشغلنا فى المنطقة العربية: إذا كنا قد تفاوضنا وجلسنا مع الصهاينة، ألم يحن الوقت للتفكير فى صيغة تنهى الصراع الذى يراه البعض حتميا مع إيران وسيأكل الأخضر واليابس عندنا وعندهم، ولا يفيد إلا الإسرائيليين وأعداء العرب والمسلمين؟!.. هل لدينا حكماء يفكرون فى حل يقلد ما فعله الكوريون؟!

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدرس الكورى يوقف الابتزاز الدولى الدرس الكورى يوقف الابتزاز الدولى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon