توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حاربوا المدمنين بلا هوادة

  مصر اليوم -

حاربوا المدمنين بلا هوادة

بقلم - عماد الدين حسين

«لا يصح أن يأخذ موظف استروكس، ويسوق قطارا ليحوله إلى صاروخ طائر، ليضيع أهلنا وأولادنا، لن نسمح بذلك وسنحاسب فى إطار القانون، ومن يتعاطى المخدرات سيتم إنهاء خدمته فورا.. الدولة ستجرى تحاليل للكشف على المخدرات فى جميع مرافقها، ولن يكون هناك استثناءات».
الفقرة السابقة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حديثه فى الندوة التثقيفية صباح الأحد الماضى، وإذا جرى تطبيقها بصورة جادة، فستكون بداية فعلية لإصلاح كثير من أحوالنا المعوجة.
حسب كلام النائبة منى منير، فنسبة تعاطى الاستروكس فى مصر تزيد 10% عن المعدلات العالمية بواقع 72 % بين الذكور، و27% بين الإناث. أما عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، فقال إن الاستروكس يفوق الحشيش فى الهلوسة بنسب تزيد من 200 إلى 3000 مرة، وإنه بالكشف على 8282 موظفا فى 8 وزارات ومؤسسات حكومية تبين تعاطى 250 حالة للمخدرات بنسبة تصل إلى 2.5%.
أما اللواء علاء عبدالعظيم مساعد وزير الداخلية السابق فقال لجريدة الوطن، إنه وخلال الأشهر الأخيرة تم ضبط 68528 متهما فى 60 ألف قضية اتجار وتعاطى.
هذه هى بعض الأرقام، ومعظمنا يتحدث عن انتشار تعاطى وإدمان المخدرات منذ سنوات، لكن لم يتم اتخاذ خطوات شاملة ومنسقة لمحاربة هذه الظاهرة حتى الآن باستثناءات قليلة نذكر منها دور وزارة التضامن، وسأعود لهذا الدور لاحقا إن شاء الله.
وحتى بالملاحظة البسيطة سنكتشف زيادة مطردة فى الظاهرة، أبرزها أن العديد من طلاب المدارس والجامعات، صاروا يتعاطون أنواعا متنوعة من المخدرات، تباع أحيانا علنا فى بعض الشوارع.
أسافر الصعيد بانتظام، وأسمع كل مرة حكايات موجعة ومؤلمة عن زيادة تعاطى الشباب للمخدرات المختلفة، خصوصا الاستروكس وغيره.
نسمع أيضا عن انتشاره بين بعض سائقى التوك توك، وانتشاره الأكبر بين غالبية سائقى النقل والمقطورات، لدرجة أن البعض يقول إنه صار جزءا من شخصية العديد من السائقين!!.
نسمع أيضا عن الانتشار الرهيب للمخدرات بين العديد من الموظفين الذين يعتقدون واهمين أنه مهم جدا لـ«عمل دماغ» من أجل المزاج، أو الهروب من الواقع الاقتصادى والاجتماعى الصعب.
كتبت قبل أكثر من عام فى هذا المكان نقلا عن خبير مصرى كبير، عن المطالبة بتوقيع كشف المخدرات على الموظفين فى هيئة رسمية مهمة، وتعميمه على بقية المؤسسات. فى رأى هذا الخبير، فإن الحكومة إذا أرادت إصلاحا جادا، فعليها تطبيق كشف المخدرات فورا، والقانون يكفل لها فصل المدمن من دون أى عواقب قانونية. 
اليوم بلغت الخطورة منتهاها، ورأينا نتيجة «توهان» سائق جرار محطة مصر، الذى قتل وأصاب العشرات، بسبب المخدرات، طبقا لما جاء فى بيان النائب العام المستشار نبيل صادق.
كنا نعتقد أن المخدرات موجودة فقط لدى بعض الأغنياء، ثم فوجئنا بأنها منتشره فى كل الطبقات الفقيرة والمتوسطة. لدرجة تدفع للتساؤل: هل هناك قوى وأجهزة ودول تعمل على نشر الإدمان، وبيع المخدرات بأسعار زهيدة، حتى يتم «هد حيل المجتمع؟!».
بالطبع لا يمكن التعويل فقط على نظرية المؤامرة الخارجية، من دون مواجهة مشاكلنا، وأهمها البيئة التى تدفع هذه الأعداد المتزايدة من المصريين لتعاطى المخدرات بأنواعها المختلفة!!.
كان البعض يعتقد أن الإدمان مجرد مشكلة شخصية لأصحابها، ثم اكتشفنا الآن أنها مأساة عامة للمجتمع بأكمله.
سائق الجرار المتهم فى كارثة محطة مصر، كان «شاردا ومسافرا وتائها تماما «خلال حواره المهم مع وائل الإبراشى على قناة «ON E». لم أكتب ذلك بوضوح بعد الحادث مباشرة لأنه كان مجرد تخمين، لكن بيان النائب العام اتهم السائق صراحة بأنه ثبت تناوله لمخدر «الاستروكس».
إدمان الموظف لم يعد مشكلته الشخصية، أو حتى مشكلة أسرته، بل صار يضر كل المجتمع، بأخلاقه وقيمه، ونشاطه وإنتاجه، وصورته العامة، مرورا بتحوله إلى أداة قتل للجميع كما رأينا فى حادثة الجرار بمحطة مصر.
أتمنى أن نكون جادين هذه المرة، وننهى فورا خدمات أى موظف يثبت أنه مدمن أو حتى متعاطى، وأن نتوقف عن الطريقة المصرية التقليدية حينما نضبط لصا أو مدمنا أو مخطئا ونقول: «حرام سيبوه عنده أسرة وأولاد!!». علينا أن نبذل كل الجهد لإقناع المدمنين بالتوقف، ونعطيهم فرصة أخيرة عبر النصيحة العلنية.. لكن إذا أصروا فلا بديل غير إنهاء الخدمة، فربما يتعظ الآخرون!!.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاربوا المدمنين بلا هوادة حاربوا المدمنين بلا هوادة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon