توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لسنا أذكى أو أسوأ الشعوب

  مصر اليوم -

لسنا أذكى أو أسوأ الشعوب

بقلم-عماد الدين حسين

حتى الساعة التاسعة تقريبا من مساء الثلاثاء الماضى، كنا غالبية المصريين فى حالة معنوية مرتفعة جدا، ونظرتنا إلى أنفسنا فى السماء لكن وبعد أن دخل مرمى فريقنا القومى ثلاثة أهداف فى ربع ساعة خلال مباراتنا مع روسيا هبطت الروح المعنوية جدا، وبدأنا فى حملة جلد كبيرة للذات، وكتب البعض يائسا: «إننا شعب كسول ولا نستحق أى شىء».
هنا نسأل: هل نحن أعظم شعب فى العالم والأكثر ذكاء، على الاطلاق مقارنة بكل الشعوب، أم أننا شعب كسول وغير منتج أو غير قادر على المنافسة عالميا؟!
سؤال أتذكره كل لحظة خصوصا فى المناسبات القومية المفرحة والمحزنة، وبعضها يكون فى مدى زمنى قصير لا يستغرق دقائق.
السؤال بطريقة أخرى: متى نتوقف عن المبالغة والأفورة والتضخيم والتهويل؟!
الحقيقة المرة التى لا يريد كثيرون أن يصدقوها، هى أننا شعب طبيعى مثل سائر شعوب الأرض، وعلى مر التاريخ صعدنا إلى أعلى قمم الحضارة فى فترات كثيرة، وهبطنا إلى درك لم نتوقعه فى أيام أخرى.
وعمليا لا يوجد شعب ذكى، وآخر غبى. هناك ظروف كثيرة تساعد على أن يكون الشعب أكثر ذكاء وعلما وإنتاجا وابتكارا وتطورا وتقدما، وظروف أخرى تجعل نفس الشعب أكثر غباء وجهلا وكسلا وتخلفا وتأخرا.
بعضنا صدق وهما أننا الشعب الأكثر ذكاء، وبعضنا صدق كذبا أننا الشعب الأكثر كسلا وبلادة.
الثقافة المتكلسة هى التى تجعلنا ندمن الوقوع فى مثل هذا النمط من التفكير الخاطئ طوال الوقت.
كيف يكون منطقيا أن نعتقد أن منتخبنا هو من أفضل الفرق عالميا قبل بداية المباراة وبعد أن ينهزم نكاد نجزم ونوقن أنه من اسوأ الفرق؟
هذه الحالة ليست قاصرة على الكرة أو الرياضة فقط. هى نمط وحالة تفكير تتكرر كثيرا، ولا تقتصر فقط على فئات بعينها من الشعب، بل تشمل معظمنا بمن فيهم من يعتقد نفسه الأكثر علما وثقافة وتنورا ووعيا!
قرأت تعليقا أعجبنى على صفحة زميلة إعلامية على الفيسبوك يقول: «أحمد فتحى من أفضل اللاعبين وقدم الكثير مع المنتخب.. كفاية بقى موضوع خسف الأرض مع كل غلطة، دى وصلت أنهم يشككوا فى محمد صلاح، صحيح كلنا زعلانين، بس هى دى الكورة.. خلاص خلصنا»!!.
انتهى كلام الزميلة، والمشكلة أن ما حدث مع أحمد فتحى، يحدث فى حالات كثيرة، لأننا لا نفكر كثيرا بعقولنا بل بقلوبنا وانفعالاتنا. فى لحظة نصعد بالأشخاص إلى عنان السماء لمجرد أنهم أجادوا، ثم نهبط بهم إلى أسفل سافلين مع أول خطأ. 
المشكلة فى كل ذلك أننا لا نريد أن نتعلم فضيلة الموضوعية، وهى ببساطة أن ندرك طوال الوقت الحجم والوزن النسبى الصحيح للأشخاص والهيئات والمسئولين والنجوم فى كل المجالات. لو فعلنا ذلك، فلن نحولهم إلى آلهة كما لن نحولهم إلى شياطين!!
لكن يبدو أن هناك مشكلة مزمنة فى الثقافة العامة للمجتمع منذ عقود. كنا نقول «الشعب المعلم والشعب القائد» ثم استدرنا لننتقد الشعب وكسله وأنه لا يعمل أكثر من ٢٧ دقيقة يوميا.
صديق عزيز عركته الحياة، يقول لى دائما: «المشكلة ليست فى الشعب، بل فيمن يديرون أمور هذا الشعب ودائما الامور نسبية، فهناك أناس يعملون بجد طوال الوقت وآخرون كسالى، وإذا كان التعليم والقيم والثقافة بخير سوف تحصل من الشعب على أفضل ما فيه، والعكس صحيح، ولا يمكن لعاقل أن يلوم شعبا بالكامل ويقول إنه كسول، أو يمدحه ليقول إنه مثالى، هناك ثقافة عامة فى وقت معين يمكنها أن تعلى من قيم العمل والإنتاج والابتكار وقد تقود إلى قيم الكسل والتبلد والفهلوة والرشوة».
إذا كان التعليم ليس فى أفضل حالاته ــ كما يقول صديقى ــ فهل تتوقع أن يصبح مجتمعنا مثل نظيره الألمانى أو اليابانى أو الصينى أو الامريكى؟ الإجابة بالطبع لا!
نحتاج إلى أن ندرب أنفسنا على الموضوعية وعدم المبالغة، وأن ننظر إلى أنفسنا بصورة هادئة، نرى عيوننا فنصلحها، ونعرف مزايانا فنعظمها، لكن الأفورة تقود دائما إلى مآسى لا حصر لها.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لسنا أذكى أو أسوأ الشعوب لسنا أذكى أو أسوأ الشعوب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon