توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من قتل أبيفانيوس؟

  مصر اليوم -

من قتل أبيفانيوس

بقلم - عماد الدين حسين

فى الثالثة من فجر يوم الأحد قبل الماضى «29 يوليو»، خرج جبريل المقارى مسئول الألحان فى قداس دير الأنبا مكارى من قلايته أو مسكنه فى الدير، لكى يحضر تسبيحة منتصف الليل، والإعداد لقداس الأحد بعد عدة ساعات.

لدى خروجه فوجئ بجسد الأنبا ابيفانيوس رئيس الدير ملقى على وجهه فى الممر المؤدى إلى الكنيسة، التى كان سيقام فيها القداس، وحوله بركة من الدماء، وجزء من المخ صار خارج الجمجمة. الراهب سارع بأخبار الرهبان الموجودين، وبعد دقائق قليلة كان الجميع قد استيقظ على هذا الخبر الصادم.

هذه الرواية نشرتها جريدة الوطن قبل أيام منسوبة إلى الراهب باسيليوس المقارى أمين مكتبة دير أبومقار، وقال باسيليوس أيضا إنه جرى إخطار البابا تواضروس، الذى طلب الاتصال بالشرطة والنيابة للتحقيق فى الحادث.

على ذمة باسيليوس فإنه يصعب تصور أن تكون الجريمة بهدف السرقة، فالمقتول كان زاهدا وناسكا ولا يملك أصلا ما يمكن سرقته، ثم إن كل عمال الدير من المسيحيين، وبالتالى فإن القاتل هو أحد الموجودين بالدير وليس من خارجه. 

ومن الملفت للانتباه ــ كما كشف البعض ــ ان بعض الرهبان الذين يخرجون للعمل طوال ايام الاسبوع فى مزارع الدير الخارجية يعودون ليلة السبت، للاشتراك فى قداس الاحد.

كما أن أسوار الدير عالية جدا والحراسة مشددة. القاتل يعرف المكان جيدا خصوصا الممرات، وأماكن كاميرات المراقبة غير الموجودة فى الممرات. القاتل أيضا كان يريد قتل الأنبا وليس أى شخص آخر، وبالتالى فقد ارتكب جريمته بأكبر قدر من الاتقان حتى يثبت العكس لاحقا! 

مقتل ابيفانيوس صادم جدا، لأنه أول جريمة قتل فى تاريخ الكنيسة تقع داخل الدير. علما بأن هناك ثلاث جرائم قتل خطيرة وقعت قبل ذلك، ولكنها كانت خارج جدران الأديرة.

فى ١٩٤٥ قتل الأنبا ثاؤفيلس مطران القناة والقدس الشرقية، ورشح مرتين للكرسى البابوى ووقعت الجريمة فى مدينة بوش قرب بنى سويف. وفى عام ١٩٥٣ قتل الأنبا مرقص أول أسقف مصرى لجنوب إفريقيا بالرصاص داخل سيارته فى الطريق العمومى لدير وادى النطرون. أما الجريمة الثالثة فكانت مقتل الانبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية وسكرتير المجمع المقدس بالسم عام ١٩٦٣، حينما كان يستعد لحضور حفل زفاف «إكليل» ووضع السم له فى زجاجة دواء، بعد ان شعر بألم خفيف نتيجة للكحة.

جرائم القتل الثلاثة تم قيدها ضد مجهول، وهناك خشية بين كثيرين ألا يتم التوصل فى هذه الجريمة الجديدة إلى اسم الفاعل.

البعض يستبعد فرضية العمل الإرهابى لأسباب كثيرة، منها أن ابيفانيوس شخص غير معروف للعامة، هو معروف جدا للدوائر الكنسية المحلية والعالمية ومعروف فى الأوساط الثقافية الضيقة مثل مكتبة الإسكندرية، لكنه كان شديد العزوف عن الظهور الإعلامى تماما، بل إذا أجبرته الظروف على حضور أحد المؤتمرات، فكان يفضل الجلوس فى المقاعد الخلفية.

لكل ذلك، فإن المهم ليس فقط من الذى قتل الأنبا بالآلة الحادة، بل من الذى اتخذ قرار القتل؟! وهل هناك محرض ومخطط، شخصا كان أو تيارا، ولمصلحة من اختفاء الأنبا ابيفانيوس؟!

هل الأمر متعلق بجريمة قتل عادية لخلاف شخصى؟ هذا أمر مستبعد إلى حد ما كما يقول المتابعون.. هل هو متعلق بأن هذا الرجل قرر محاربة بعض الفاسدين أو المخالفين للقانون واللوائح الكنسية، أو الذين حاولوا ان يفرضوا آراءهم ومنطقهم على رئيس الدير أو الكنيسة عموما؟

لا نملك أى اجابة وفى انتظار ما تسفر عنه التحقيقات، وفى كل الأحوال فإنه لكى نفهم حقيقة ما حدث، فعلينا أن نفهم أكثر حقيقة الخلاف بين البابا شنودة والأنبا متى المسكين والذى ما تزال آثاره مستمرة حتى الآن رغم رحيل الاثنين عن دنيانا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قتل أبيفانيوس من قتل أبيفانيوس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon