توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر

  مصر اليوم -

المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر

بقلم : عماد الدين حسين

 هناك واجبان مهمان ينبغى على الحكومة والمعارضة الوطنية أداؤهما فى مرحلة السنوات الأربع المقبلة للرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد فوزه رسميا بولاية ثانية الأسبوع الماضى.

الواجب المفروض على المعارضة ــ إذا قررت أن تكون جادة ــ أن تغير من طريقتها شكلا ومضمونا، بعد أن ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأسلوب القديم كان عقيما.

عندما أقول المعارضة الوطنية، أقصد القوى التى تؤمن بالقانون والدستور والدولة المدنية، وأستبعد أى حزب دينى أو يتاجر بالدين، أو أى فئة أو حركة أو جماعة أو منظمة تستخدم العنف والإرهاب طريقا لتحقيق أهدافها.

لفترات طويلة اعتمدت المعارضة على الحديث الإعلامى داخل غرف مقراتها المغلقة. قد يكون بعض كلامها صحيحا عن الحصار الذى نتعرض له من الحكومة وأجهزتها. لكن الأكثر صحة أنها المسئول الأول عن ضعفها.

الاهتمام الجماهيرى بالأحزاب ضعيف، وإذا استمرت الأمور بهذه الصورة، فقد يتلاشى تماما أثر هذه الأحزاب!!.

تتخيل بعض دوائر المعارضة، أن الحكومة يفترض أن تقدم لها الحكم على طبق من ذهب. هذا الأمر لا يحدث فى أى مكان بالعالم. وبمقدار جهد وتضحية المعارضة، تحصل على نتائج على الأرض. هى تحتاج أولا أن تكون لها برامج مختلفة عن الحكومة، ثم تطرحها على الناس، وتقنعهم بها، ليصوتوا لها فى أى استحقاقات انتخابية.

لن تحصل المعارضة على ثقة المواطنين أو بعضهم، إلا حينما يثق الناس أنها جادة، وليست مجرد «سبوبة» أو «خيال مآتة».
الصورة النمطية الموجودة عند كثير من المصريين، أن معظم قادة الأحزاب يستغلونها لتحقيق منافع مادية أو وجاهة شخصية، فى حين أن وظيفتها الرئيسية، هى طرح بدائل لما تقدمه الحكومة.

أما إذا اتفقت رؤيتها مع رؤية الحكومة، فعليها أن تتوقف عن المعارضة، وتنضم كفرع إلى الحزب الحاكم!!. ولا يعقل أن يكون الحزب السياسى مؤيدا للحكومة ومعارضا لها فى الوقت نفسه!.

الناس فى كل بلدان العالم الطبيعية، تنضم للأحزاب لأنها تؤمن ببرامجها، وتدفع اشتراكات شهرية منتظمة وتحضر مؤتمراتها وندواتها وتصوت لها فى كل انتخابات.

لا يوجد مواطن طبيعى ينضم لحزب من أجل الحصول فقط على بطاقة تموين أو وظيفة أو رخصة مخبز!!!. قد يحدث ذلك لاحقا عبر العلاقات، لكن الانتماء لحزب والدفاع عن أفكاره، أمر بعيد تماما عن الحصول على المنافع الشخصية فقط.
رأينا نماذج صادمة للمعارضة فى الانتخابات الأخيرة. شخصيات تعلن عن احتمال الترشح لرئاسة بلد بحجم مصر، ولم يتمكنوا من جمع ٢٥ ألف توكيل شعبى.

هذه ليست معارضة، بل مجرد ظواهر صوتية، تجد لها بعض الصدى فى مواقع التواصل الاجتماعى ليلا ثم تتلاشى، مع شروق الشمس!!!.

من دون تحرك المعارضة للتواصل مع الجماهير، فعليها أن تلوم نفسها فقط.

أما الواجب المفروض على الحكومة وأجهزتها، فهو أن تدرك وتوقن أنه من دون وجود حياة سياسية طبيعية، فإنها تخاطر ــ لا قدر الله ــ بعودة قوى التطرف والعنف إلى الساحة السياسية مرة أخرى، لأنها تجيد اللعب على مشاعر البسطاء باسم سلطان الدين، وتتاجر به جيدا.

من زاوية مصلحية نفعية فقط فإنه من مصلحة الحكومة، أن تكون بجانبها أحزاب مدنية قوية، حتى تواجه المتاجرين بالدين، وبالتالى فإن الدولة يمكنها أن تفكر كثيرا فى طرق دعم وتشجيع القوى السياسية المدنية الشرعية، بكل الوسائل القانونية الممكنة لتقف على قدميها ويشتد عودها، أو على الأقل تتركها تعمل من دون الحصار الذى تفرضه عليها.

لو أن الحكومة طبقت على أرض الواقع ما دعا إليه الرئيس السيسى، فى خطاب فوزه يوم الاثنين الماضى، فإن المشهد السياسى المصرى، سوف يتغير إلى حد كبير. خصوصا فى قول السيسى إن مصر تسع الجميع، وأنه سوف يسعى لتوسيع المشتركات بين كل المصريين.

من دون هذين الواجبين من المعارضة والحكومة، فسوف تستمر المعاناة من هشاشة المشاركة الانتخابية، وانصراف الناس عن مجمل العملية السياسية، وليس فقط التصويت فى الانتخابات.

علينا أن نفكر فى وسائل خلاقة لتشجيع اندماج المواطنين فى الأحزاب والنقابات والقوى والقنوات الشرعية، ولو حدث ذلك، فالمؤكد أننا سنكون قطعنا شوطا كبيرا فى هزيمة الأفكار المتطرفة بصورة جذرية، وبدء تغيير المجتمع للأفضل.. والسؤال: هل هذا الأمر قابل للتحقيق، أم أنها أحلام اليقظة؟!!.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر المطلوب من الحكومة والمعارضة فى مصر



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon