توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفقراء كثيرون يا سيادة اللواء!

  مصر اليوم -

الفقراء كثيرون يا سيادة اللواء

بقلم : عماد الدين حسين

 هل صحيح أنه لا يوجد فقراء فى مصر كما قال اللواء ممدوح شعبان رئيس جمعية الأورمان يوم الأربعاء الماضى، فى المؤتمر الوطنى الخامس للشباب؟!!.

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعى بسبب هذا التصريح، خصوصا أنه جاء بعد أقل من خمسة أيام من رفع أسعار تذاكر المترو.

السؤال من الذى يحدد حجم ومستوى وخط الفقراء؟!

لن نلجأ لتعريفات معارضين للحكومة، بل إن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ــ الذى كان يرأسه اللواء أبوبكر الجندى قبل تعيينه وزيرا للحكم المحلى ــ أعلن أن المواطن الذى يحصل على دخل يقل عن ٤٨٢ جنيها شهريا أو ما يعادل ٥٧٨٨ جنيها سنويا يقع تحت خط الفقر. وطبقا لهذا المقياس فإن حوالى ٢٨٪ من سكان مصر، تحت خط الفقر، وليس فقط مجرد فقراء. وهذا الرقم مستمد من بحث الدخل والإنفاق الذى أجراه الجهاز لعام ٢٠١٥.

هل تحسَّن دخل المصريين فى الأعوام الثلاثة الماضية أم زاد سوءًا؟.

تعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود وسائر أنواع الخدمات، قفز بالأسعار إلى مستويات قياسية، ولأن الرواتب والحوافز تراجعت إلى حد كبير، أو على الأقل لم تكن مساوية لمستوى ارتفاعات الأسعار، فإن القيمة الشرائية للنقود انخفضت. وبهذا المعنى فإن الـ٤٨٢ جنيها التى كان يتم القياس عليها عام ٢٠١٥، تقلصت إلى النصف، وبالتالى، وطبقا لبعض التقديرات فإن كل من يقل دخله عن ٨٠٠ جنيه وربما ألف جنيه شهريا صار تحت خط الفقر.

كنت موجودا فى فندق الماسة، حينما طلب الرئيس السيسى من اللواء ممدوح شعبان أن يتحدث عن جهود جمعية الأورمان. الرجل تحدث بصورة صادقة وأمينة، وسرد جهود جمعيته، وقال إن حجم التبرعات زاد من ٣٠٠ مليون جنيه إلى أكثر من مليار جنيه خلال ٣ سنوات، وصارت الجمعية تقيم مشروعات لحوالى ٨٣ ألف أسرة، وليس فقط ١٢ ألفا.

ظل اللواء شعبان يتحدث بصورة مبشرة حتى ختم كلامه بعبارة «مفيش فى مصر حد فقير». حينما قال هذه الجملة قلت لزميل صحفى يجلس بجوارى فى القاعة: «ستكون هذه الجملة حفلة السوشيال ميديا لهذه الليلة، وربما ليالٍ أخرى»!!.

حينما خرجنا من القاعة بعد نهاية جلسة «أسأل الرئيس»، قابلت اللواء ممدوح شعبان وقلت له: «لقد كنت موفقا فى كل ما قلته، لكن خانك التعبير فى الجملة الأخيرة؛ لأنها غير صحيحة بكل المقاييس». الرجل شرح بأنه لم يقصد المعنى الذى وصل لنا، وان تعريف مفهوم الفقر يختلف من شخص لآخر، وبالنسبة له مثلا فإن أى مواطن ينام فى مكان له سقف، أو لديه قوت يومه فهو ليس فقيرا. قلت له أتفق معك فى تعريف «قوت اليوم»، لكن أختلف فى مسألة السقف، الأخيرة مفهوم إنسانى اجتماعى جيد، لكن ماذا عن أسرة من خمسة او سبعة أفراد مثلا تقيم داخل غرفة مسقوفة ولها باب، ودورة مياه، لكن بلا دخل أو دخل ضئيل جدا؟!.

ظنى الشخصى أن الرجل، لم يكن يقصد المعنى المباشر للفقر، وربما يكون التعبير قد خانه، فأطلق الكلمة نتيجة حماسه.
وربما أيضا هو متفائل نتيجة ما يراه من كثرة التبرعات التى تصل لجمعيته. لكن المشكلة الكبرى أنه مع كل التقدير للجهود الكبيرة التى تبذلها جمعية الأورمان وسائر الجمعيات الأخرى مثل «رسالة» و«مصر الخير» وغيرها، إلا أنها جزء صغير من المشكلة.

الفقر فى مصر مشكلة حقيقية، وسببها ليس الحكومة الحالية، لكنها نتيجة تراكم سياسات خاطئة منذ عام ١٩٧٤ حسب رأيى. وفى رأى آخرين أنها منذ عام ١٩٦٧ أو حتى عام ١٩٥٢!.

كل ما تجمعه الجميعات الخيرية، هو نقطة فى بحر الأزمة. على سبيل المثال، «الأورمان» جمعت مليار جنيه فى ٣ سنوات، فى حين أن الرئىس يقول فى كل اجتماع، أن أى مرفق من مرافق الدولة يحتاج لعشرات المليارات. فى جلسة يوم الاربعاء الماضى قال الرئيس إن تطوير الخط الأول من المترو يحتاج ٣٠ مليار جنيه، وقبلها قال إن السكة الحديد تحتاج إلى أكثر من خمسين مليار جنيه.

أين تكمن المشكلة؟ إننا نعانى من ندرة المسئولين السياسيين. لدينا مسئولون كثيرون يتمتعون بالطيبة والأخلاق والعمل الجاد، لكن معظمهم لا يملك مهارات السياسى. ولهذا السبب رأينا عشرات الأخطاء المجانية.. وهذا حديث قريب إن شاء الله.

نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفقراء كثيرون يا سيادة اللواء الفقراء كثيرون يا سيادة اللواء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon