توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للإخوة الجزائريين: لا تكرروا تجارب جيرانكم

  مصر اليوم -

للإخوة الجزائريين لا تكرروا تجارب جيرانكم

بقلم - عماد الدين حسين

أتمنى أن يفكر كل أبناء الشعب الجزائرى، خصوصا الذين شاركوا فى المظاهرات المناهضة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للفترة أو «العهدة الخامسة»، تريليون مرة، قبل أن يندفعوا إلى هوة لا قرار لها.
المتظاهرون حققوا انتصارا مهما، بإجبار بوتفليقة على سحب ترشيحه للانتخابات الرئاسية فى ١٨ إبريل المقبل، لكن بعض قادة هذا الحراك يرون ما تحقق جزئيا، ولا بد من تحقيق كل مطالبهم. ولو جاز لى أن أنصح المتظاهرين وقادتهم وكل أبناء الشعب الجزائرى، من منطلق عروبى وأخوى بحت لرجوتهم أن يتريثوا كثيرا قبل الذهاب إلى نقطة لا عودة منها. النصيحة الجوهرية هى أن يدرسوا تجارب الربيع العربى الذى طال العديد من الدول العربية نهاية ٢٠١٠ وبدايات ٢٠١١، وبعضها دول مجاورة للجزائر، مثل تونس وليبيا ثم مصر وسوريا واليمن.
الدرس الجوهرى هو أن هناك فارقا جوهريا بين المطالب المثالية الكاملة، والواقع المريرعلى الأرض.
لا أحد يجادل فى قيمة الانتصار الذى حققه المتظاهرون ليلة الإثنين الماضى، ولا يوجد عربى عاقل لم يفرح لانسحاب بوتفليقة من السباق الرئاسى، فالرجل وعمره 82 سنة أصيب بسكتة دماغية عام 2013، قال فى بيان انسحابه إنه «مريض ولا يستطيع الاستمرار، ولم يكن ينتوى الترشح». وهنا نسأل ولماذا ترشح، أم أن من حوله هم الذين أصروا على ترشحه ليكون غطاء لهم من دون استشارته؟!.
يفترض أن كل الشعوب العربية وقواها السياسية أدركت خطورة الاندفاع إلى تحقيق الحدود القصوى التى تتصادم مع وقائع راسخة على الأرض.
جيد أن يطالب المتظاهرون بوجود ديمقراطية كاملة وتداول للسلطة وحريات شاملة، لكن شرط أن تكون الصورة واضحة أمامهم. والأهم أن تكون هناك قوى سياسية منظمة تستطيع قيادة الجزائر إلى بر الأمان.
المتظاهرون الذين خرجوا إلى الشارع ليسوا قوة منظمة واحدة أو اثنين أو حتى ثلاثة. معظمهم شباب «نصف الشعب تحت سن 30 سنة» لم يعجبهم أن يفرض عليهم وجود رجل مريض جدا، وشاركهم فى ذلك العديد من المواطنين العرب، بل وفى العالم أيضا.
لكن الملاحظة الرئيسية هى أن القوى السياسية التقليدية كانت غائبة أو ضعيفة، أو التحقت بالمظاهرات، حينما أدركت أن احتمالات انسحاب بوتفليقة كبيرة. وهو نفس السيناريو الذى تكرر فى مصر تقريبا فى ٢٥ يناير ٢٠١١. كانت هناك أشواق الشباب المتطلع إلى دولة مدنية ديمقراطية متطورة، لكن لم تكن هناك قوى سياسية منظمة ومؤثرة، ولذلك تمكنت القوى الدينية بأشكالها المختلفة من سرقة هذه الثورة العظيمة، وتحويلها إلى نموذج مضاد تماما لكل ما حلم به غالبية المصريين.
النقطة الجوهرية التى يفترض أن يدرسها قادة المتظاهرين وبقية رجال الدولة، ألا يتصلب ويتطرف كل منهم، مما قد يقود ــ لا قدر الله ــ إلى صدامات تكرر مشاهد ومآسى «العشرية السوداء» التى ضربت الجزائر، بعد إلغاء المسار الانتخابى نهاية عام ١٩٩١، ولجوء الجماعات الإسلامية إلى العنف والإرهاب، الذى كلف الجزائر مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين، ناهيك عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية الكارثية.
القوى السياسية الجزائرية، ضعيفة إلى حد ما. هناك حزب سلطة هو جبهة التحرير ويشبه كل أحزاب السلطة فى الوطن العربى، مع فوارق ضئيلة. وأحزاب أخرى جرى ضربها وحصارها وتهميشها، والنتيجة هى مشهد سياسى ضبابى قد تحركه السوشيال ميديا أو تنظيمات تنتظر الفرصة للانقضاض على الجزائر للثأر مما حدث فى «العشرية السوداء». هناك أيضا أزمة اقتصادية رغم البترول والغاز غير المستغل بكامل طاقته، ومشكلة بطالة وصلت إلى 29%.
علمنا التاريخ القريب والبعيد أن مثل هذه الفترات لا يوجد فيها منتصر كامل ومهزوم كامل. بل تحتاج إلى انتقال متدرج حتى يمكن تجنيب البلاد الفوضى والارتباك والعنف والإرهاب.
تحتاج السلطة إلى الإدراك أن هناك فترة تاريخية انتهت، وحان الوقت لبداية جديدة، تقوم على شرعية جديدة. وتحتاج المعارضة الموجودة فى الشارع إلى الإدراك بأن هناك قوى تقليدية ومؤسسات صلبة لا يمكن أن يقال لها «اذهبوا إلى الجحيم».
تحتاج الجزائر هذه الأيام إلى أكبر قدر من العقل والتعقل والمتعقلين، لو فعلت ذلك، لربما مثلت نموذجا جيدا للانتقال السلمى الهادى، بعد أن كانت تجربتها فى عقد التسعينيات من القرن الماضى، نموذجا محزنا ومؤسفا جرى استنساخه فى العديد من الدول العربية. مرة أخرى قلوبنا مع الجزائر حتى تخرج من هذه الفترة العصيبة.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للإخوة الجزائريين لا تكرروا تجارب جيرانكم للإخوة الجزائريين لا تكرروا تجارب جيرانكم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon