توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلال على أردوغان.. حرام على السيسى!!

  مصر اليوم -

حلال على أردوغان حرام على السيسى

بقلم - عماد الدين حسين

هل ما يحق للرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحكومته، محرم على الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى وحكومته؟!.

السؤال موجه إلى أنصار ومحبى أردوغان فى مصر والمنطقة العربية، وأحاول طرحه بأكبر قدر من الموضوعية والمنطق بحثا عن توحيد المعايير، بمناسبة الانهيار الكبير الذى لحق بالليرة التركية وأفقدها أكثر من ٢٠٪ من قيمتها فى يوم واحد، و٥٠٪ من قيمتها منذ بداية العام الحالى.

لو عدنا إلى الوراء وبالتحديد إلى الشهور التى سبقت قرار الحكومة المصرية والبنك المركزى، بتحرير سعر صرف الجنيه المصرى مقابل العملات الأجنبية فى ٣ نوفمبر ٢٠١٦، فسوف نتذكر أن المضاربة على سعر الدولار وقتها بلغت الذروة، لدرجة أن سعره تجاوز العشرين جنيها.

فى هذا التوقيت انقسم الناس والخبراء والمعلقون حول المتسبب فى ذلك، وما الذى كان ينبغى عمله، ثم انقسموا أكثر بعد قرار التعويم، خصوصا أن العملة المصرية فقدت أكثر من ٦٠٪ من قيمتها.

الحكومة وقتها قالت إنه إجراء حتمى ولا بديل عنه حتى يمكن بدء عملية الإصلاح الاقتصادى على أسس صحيحة، والمعارضون قالوا إنه أسوأ قرار ممكن لأنه دمر مدخرات المصريين، ورفع أسعار معظم السلع خصوصا المستوردة.

قبل هذا القرار، اتهمت الحكومة المصرية بعض أنصار جماعة الإخوان، بأنهم يضاربون على سعر الدولار ويحاولون شراءه بأكبر كمية ممكنة من الداخل والخارج، كى تستمر الأزمة. وألقت الحكومة وقتها القبض على بعض كبار تجار العملة وأصحاب الصرافات ورموز اقتصادية محسوبة على الجماعة. أنصار الإخوان وغالبية المعارضين سخروا من قرار الحكومة، قائلين إنها تحاول إلقاء مسئولية فشلها على كاهل المؤامرة الخارجية والداخلية، بدلا من البحث عن حلول حقيقية للأزمة.

لست الآن بصدد إصدار حكم على برنامج الاصلاح المصرى وخصوصا قرار التعويم، رغم أن لى تحفظات كثيرة منشورة عليها فى هذا المكان، لكن من عجائب الأقدار أن الأزمة التى شهدتها مصر يومها تكاد تتكرر فى تركيا الآن، مع فارق فى التفاصيل بطبيعة الحال!.

خبراء مصرفيون محايدون يرجعون سبب الأزمة إلى سياسات أردوغان، ومخاوف المستثمرين من تدخله فى الشأن الاقتصادى، وكذلك الأزمة بين أنقرة وواشنطن بشأن اعتقال تركيا للقس الأمريكى اندرو براتسون، بتهمة المشاركة فى محاولة الانقلاب الفاشلة فى منتصف يوليو ٢٠١٥، إضافة للأزمات المتعددة التى تحيط بتركيا خصوصا فى سوريا والعراق، وتوتر علاقاتها مع معظم دول الجوار وكذلك مع دول أوروبية عديدة.

والسؤال المنطقى الذى لابد من طرحه هو: كيف كان رد فعل أنصار جماعة الإخوان وأردوغان على أزمة الليرة التركية؟!.

للأسف لم يجرؤ أى إخوانى أو مصرى من المقيمين فى تركيا على أن يوحد المعيار الذى أدان به الحكومة المصرية طوال السنوات الماضية، ويطبق نفس المعيار على تركيا!!.

وعلى العكس تماما وجدنا بعضهم يطلق تصريحات بضرورة دعم الليرة التركية، وتحويل ما معه من دولارات إلى الليرة، لأن دعمها يعتبر ذروة الإسلام وسنامه، وركن من أركان الدين!!!.

أحدهم كتب يقول: «أدعم الليرة، ولا تستصغر عملا، قد يكون السبب فى نجاتك من النار ودخولك الجنة». وإعلامى آخر قال فى مقطع فيديو: «إذا سقطت تركيا فسوف تغتصب زوجتك أمام عينيك، حتى وان كنت تعيش فى أى بلد بعيدا عن تركيا»، وقال ثالث: «دعم الليرة ليس معركة تركيا، بل هى معركة الأمة الإسلامية بأكملها»!.

هذا ما قاله بعض أنصار جماعة الإخوان فى معظم العالم العربى. ولم يجرؤ أحدهم على أن يكون أمينا مع نفسه وجمهوره، ويوحد المعايير فى الحكم على الحكومتين التركية والمصرية فى قضية واحدة.

هؤلاء ارتكبوا الجريمة نفسها حينما جبنوا، وما يزالون، عن انتقاد أردوغان على ما فعله مع جميع معارضيه واعتقاله وفصله وتشريده لآلاف منهم بحجة مطاطة اسمها الانتماء لجماعة عبدالله جولن. لم يتحدث أحدهم منذ ثلاث سنوات عن ملف حقوق الإنسان والحريات ومصادرة أموال المعارضين.

رأيى الواضح أن ما يحدث فى تركيا الآن نتيجة سياسات معينة، وصراعات مختلفة فى الداخل والخارج، مثلما هو الحال فى مصر وغيرها من البلدان، قد يكون هناك دور خارجى، لكنه ليس هو الاساس، ولا توجد مؤامرة كونية بالطريقة التى يتصورها أنصار أردوغان الآن أو أنكروها حينما تحدث عنها قبل ذلك أنصار الحكومة المصرية!!. 

مرة أخرى وليست أخيرة، لا أحكم الآن على ما يحدث فى تركيا، أو ما حدث فى مصر قبل سنوات.. لكن أكرر السؤال: كيف يصل التناقض إلى هذا الحد؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلال على أردوغان حرام على السيسى حلال على أردوغان حرام على السيسى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon