توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الديموغرافيا ستهزم الجغرافيا

  مصر اليوم -

الديموغرافيا ستهزم الجغرافيا

بقلم - عماد الدين حسين

صباح الخميس الماضى كنت أتناول الإفطار مع السياسى القدير عمرو موسى وزير الخارجية، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية فى أحد فنادق العاصمة البريطانية لندن.

المشهد من الفندق كان ساحرا لأنه يطل مباشرة على نهر التيمز، ومن خلاله يمكنك مشاهدة العديد من معالم لندن التاريخية، خصوصا مبنى البرلمان فى منطقة ويستمنيسترعلى اليمين، وبجواره برج «بيج بن» حيث الساعة الشهيرة، و«عين لندن» ومبنى «الام آى 5» على اليسار.

بعد نهاية الإفطار دخل شخص وسلم على موسى، وجه الرجل مألوف لى تماما، موسى قدمنى إليه، وكان ميجيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية الإسبانى والمبعوث الأوروبى الشهير السابق إلى ممنطقة الشرق الأوسط، الرجل خبير بالمنطقة العربية والشرق الاوسط، عمل سفيرا فى المغرب وإسرائيل، ومديرا لإدارة شمال إفريقيا بالخارجية الإسبانية، ومديرا لمعهد التعاون مع العالم العربى، ورئيسا لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا. 

فى المساء قابلت موراتينوس فى نفس الفندق، هو بسيط جدا وبشوش، وقدمنى إلى زوجته السيدة دومنيكا، سألته باعتباره يعرف المنطقة جيدا، عن توقعاته لما يسمى بصفقة القرن، فرد بإجابة من ثلاث كلمات بالإنجليزية: «الأمر ليس سهلًا» ولم يرد أن يسترسل.

فى مساء الجمعة قابلته أيضا فى عشاء أقامته القائمة بأعمال السفير المصرى فى لندن نرمين الظواهرى، لأعضاء مجلس أمناء الجامعة البريطانية بالقاهرة برئاسة محمد فريد خميس، فى مقر إقامة السفير. كررت عليه نفس السؤال فاسترسل قليلا لكن بعبارات موجزة بما معناه أن الأمريكيين لن يقدموا شيئا، ويأمل أن يكون مخطئا وتحدث معجزة.

فى نفس اليوم قابلت دبلوماسيا بريطانيا مرموقا عمل فى إحدى العواصم العربية الكبرى لسنوات، ويعرف القاهرة جيدا، وله فيها صداقات كثيرة، وسألته نفس السؤال، فكانت إجابته بما معناه: «لن يحدث شىء، المعروض فى أفضل الأحوال، لن يلبى الحد الأدنى من المطالب العربية المعلنة.. والمتوقع أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس سوف يرفض هذه الصفقة، وبالتالى سوف يريح الإسرائيليين ويجعلهم يقولون أو يزعمون: «نحن منفتحون على الحلول والمقترحات لكن الجانب الفلسطينى هو الرافض والمتعننت»!!.

الدبلوماسى البريطانى يتفهم الرفض الفلسطينى والعربى، لكن فى نفس الوقت يدعوهم إلى التفكير فى بدائل، هو يتصور أن حقائق القوة على الأرض تميل بشدة لصالح الإسرائيليين، وبالتالى فإن التسوية قد تتأخر لعشرين سنة أو أكثر بهذا المنطق، وإذا حدث ذلك فقد تستولى إسرائيل على المزيد من أراضى الضفة، وتستمر فى حصار قطاع غزة بصورة أو بأخرى».

خلال الزيارة التى استمرت أربعة أيام قابلت أكثر من عشرة صحفيين وباحثين عرب وتناقشنا فى الكثير من الموضوعات بينها موضوع ما يسمى بصفقة القرن، كان هناك اتفاق بينهم تقريبا، على أن الوقت الحالى هو أسوأ توقيت للتفاوض مع إسرائيل، لأن توازن القوى شديد الاختلال لمصلحتها وضد العرب تماما.

هم أجمعوا على أن العرب والفلسطينيين يتحملون مسئولية كبرى عن هذا الاختلال، بسبب انقسامهم وتفتتهم، وبالتالى عليهم أن يلوموا أنفسهم فقط، وليس فقط إسرائيل وإدارة دونالد ترامب.

فى تقدير غالبية هؤلاء الزملاء أن أفضل ما يفعله الفلسطينيون أن يوقفوا الانقسام ويتوحدوا حتى يفوتوا الفرصة على إسرائيل، لاستغلال هذا الانقسام، وإذا تمكنوا من الحفاظ على الوضع الراهن حتى تتحسن أحوالهم التفاوضية، فسيكون ذلك جيدا شرط ألا تتغير الحقائق على الأرض.

أحد الدبلوماسيين الأجانب قال إن إسرائيل قد تتفاجأ بعد سنوات قليلة، بأن الفلسطينيين صاروا أغلبية فى عموم فلسطين، وعندما سألت عمرو موسى عن هذه النقطة قال أيضا: «أوافق على ذلك تماما، وأؤكد أن الديموغرافيا سوف تهزم الجغرافيا، وحتى يكون الانتصار حقيقيا وتعود الحقوق بطريقة يقبلها الشعب الفلسطينى ويقبلها العالم».

تلك هى الصورة من العاصمة البريطانية لندن، التى أصدرت وعد بلفور فى 2 نوفمبر 1917، وكان سببا فى بداية المأساة منذ 101 عاما، ومن الواضح أن المأساة الفلسطينية مستمرة حتى إشعار آخر، أو حتى يدرك العرب والفلسطينيون أن «من يهن يسهل الهوان عليه، وما لجرح بميت ايلام»!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديموغرافيا ستهزم الجغرافيا الديموغرافيا ستهزم الجغرافيا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon