توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

75% ويريد كلية الطب!

  مصر اليوم -

75 ويريد كلية الطب

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الأحد الماضى كان وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبدالغفار فى مجلس النواب، بمناسبة التصويت على إنشاء فروع للجامعات الأجنبية فى مصر. بعد أن انتهى وغادر المجلس التقى فى طريقه بشخصية عامة يفترض أنها على قدر من المسئولية. هذه الشخصية قالت للوزير بكل جدية: ابنى حصل على ٧٥٪ فى الثانوية العامة وعايزين ندخله طب!!!!.

الوزير رد عليه، أن مكتب التنسيق هو الذى يقرر وليس الوزير، وهذا الأمر ليس فى يدى بالمرة». 

الرجل أصر على موقفه، وحتى هذه اللحظة كان الوزير يعتقد أنه يمزح، لكن عندما أدرك الدكتور خالد الأمر، قرر أن يمزح أيضا ورد عليه: «طيب طب صعب شوية، ممكن ندخله صيدلة؟!»، لكن الرجل، قرر أن يواصل الحديث الجاد وقال له: طب يعنى طب، الواد مش عايز صيدلة!. 

بعدها استغرق الوزير وقتا حتى يقنع هذا الشخص بأن موضوع التنسيق لا يفرق بين ابن الرئيس والوزير والنائب وابن الفقير، وأن الكل سواء أمام التنسيق. وأن المجموع الذى حصل عليه ابنه لا يجعله يدخل طب أو صيدلة حتى فى الجامعات الخاصة، التى صار لديها أيضا تنسيق يقترب من كليات القمة بالجامعات الحكومية.

شخصية عامة أخرى التقت وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى مؤخرا، وطلبت منه أن يتوسط لكى يلحق ابنه بمدارس المتفوقين، فقال له الوزير إن القبول بها يتطلب مجموعا مرتفعا جدا طبقا للقواعد، وان ابنك لم يحصل إلا على ٧٢٪، فكيف تطلب منى أن أكسر كل القواعد، التى تتحدث أنت عنها طوال الوقت، وتتهم التعليم بأنه «متخلف وتعبان»!.

وزير تعليم عالٍ سابق فى عهد حسنى مبارك جاءه نائب سابق وقال له: أريد أن ألحق ابنى بإحدى كليات القمة، فسأله الوزير وما هو مجموع ابنك، قال ٧٢٪، فرد عليه الوزير: إن كليات القمة تقبل من ٩٥٪ فما فوق، فقال له النائب طب ٧٢٪ قريبة من ٩٥٪ والبركة فيك!. فقال له الوزير: مينفعش!!. فرد عليه النائب: أنا عارف انك محرج من الناس دلوقت، إيه رأيك أمر عليك الساعة عشرة ليلا، ونخلص الموضوع بينى وبينك!!!. فقال له الوزير: هذا خطأ وخارج نطاق صلاحياتى، فرد عليه النائب: وما فائدة حضرتك كوزير إلا إذا قمت بتمرير هذا الموضوع الصعب، أو «الشمال»!

هذه الحكايات الغريبة سمعت بعضا منها خلال لقاء قبل أيام مع الوزيرين خالد عبدالغفار وطارق شوقى، وكانت الخلفية هى نتيجة الثانوية العامة، والرغبة المحمومة لبعض أولياء الأمور فى إلحاق أبنائهم بما يسمى «كليات القمة»، بحثا عن شهادة أو برستيج فقط، وليس عن وظيقة أو مهنة حقيقية يحتاجها سوق العمل.

لكن الدكتور طارق شوقى تطرق إلى موضوع أكثر خطورة هو أن بعضا من أولياء الأمور لا يمانعون فى الغش من أجل ما يعتبرونه مصلحة لأولادهم، بل ويقومون بتعليم وتعويد أولادهم هذا الغش.

ما يقوله الوزير صحيح مليون فى المائة، وقد سبق أن تطرقت إليه فى هذا المكان ذات يوم.

بعض أولياء الأمور يدفعون أموالا طائلة لمراقبى الامتحانات من أجل التساهل فى المراقبة، لكى يمكِّنوا أولادهم من الغش والحصول على مجموع كبير من دون وجه حق. بعضهم كان يقف أمام اللجان ممسكا بأسلحة آلية غير قانونية لإرهاب المراقبين. وعندما ينجح أولادهم ولو بمجاميع قليلة، ثم يتخرجون من الجامعات، يحاولون دفع رشاوى بمئات الآلاف لإلحاق أولادهم، بمهن يعتبرونها قيمة ومهمة وذات نفوذ، معظم هؤلاء الغشاشين هم أول من يلوم الحكومة على الواسطة والمحسوبية، وينسون أنهم هم أول من فعل ذلك!.

هم ينسون أن أولادهم الذين نجحوا فى الثانوية بالغش، والتحقوا بجامعة خاصة بمصروفات عالية، ثم التحقوا بوظيفة مرموقة بسبب «واسطة معتبرة»، لن يساهموا فى بناء المجتمع المنشود، بل ربما يكونون معول هدم وتدمير لهذا المجتمع.

هل نلوم هؤلاء الناس الغشاشين والباحثين عن الواسطة فقط؟!

بالطبع لا، بل اللوم الأكبر للمناخ والأجواء التى تسمح لهم بذلك، والشعور الذى يتملك الكثيرين بان أبواب المساواة انسدت أمامهم، فلجأوا إلى الأبواب الخلفية. 

نحتاج إلى أن نغير عقلية وثقافة الناس، حتى يعودوا أسوياء طبيعيين!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

75 ويريد كلية الطب 75 ويريد كلية الطب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon