توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشيطان الذى خرج من التفاصيل

  مصر اليوم -

الشيطان الذى خرج من التفاصيل

بقلم : عماد الدين حسين

  الخاسر الأكبر من التفجير الذى استهدف موكب رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمدلله ومدير المخابرات ماجد فرج فى قطاع غزة صباح يوم الأربعاء الماضى هو الشعب الفلسطينى المغلوب على أمره.

فى ١٢ أكتوبر الماضى وقعت حركتا «فتح» و«حماس» اتفاق المصالحة فى القاهرة برعاية مصرية، لتمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على جميع التراب الفلسطينى فى موعد أقصاه الأول من ديسمبر الماضى.

بعد توقيع الاتفاق فرحنا من كل قلوبنا على أمل أن يقود للمصالحة والوحدة الوطنية، لكن للأسف شاهدنا ما يشبه المؤامرة على المصالحة، ومن أطراف كثيرة داخل وخارج فلسطين.

فى يوم الخميس ٥ أكتوبر كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان: «شكرا لكل من ساهم فى المصالحة الفلسطينية»،وخصصت فقرات كثيرة منه للتحذير من انتكاسة الاتفاق، وهو ما حدث للاسف أو فى طريقه للحدوث ونتمنى بالطبع ألا تحدث.
يومها كتبت ما يلى:

«آمنت بالله.. صحيح لا يوجد مستحيل فى السياسة!. من كان يصدق أن تعود السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وتتصالح مع حركة حماس»؟!!

ومن كان يصدق أن يتم رفع صور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شوارع غزة، بعد أن كانت ترفع صورمرسى وقادة الجماعة وأحيانا أعلام داعش السوداء؟!

ومن كان يصدق أن يتنافس قادة حماس فى مدح حكومة مصر ورئيسها؟!

تستحق مصر وحكومتها ورئيسها، كل الشكر والتقدير، على هذه النتيجة التى رأيناها متجسدة فى قطاع غزة. وما حدث هو أول ترجمة عملية للمصالحة الفلسطينية.

ورغم ذلك علينا ألا نعتقد أن المشكلة تم حلها، وأن الأمور عادت إلى ما قبل انقلاب حماس فى القطاع فى 14 يونيه 2007.
لا نقول ذلك من باب التشاؤم أو اليأس بل لنكون على بينة من الأمر، ونكمل الجهد بالطريقة الصحيحة، وبالتالى لا نتفاجأ بأن شخصا، أو جهة، أو دولة ما «ألقت كرسى فى الكلوب»، وأجهضت كل هذا الانجاز، فنعود إلى ما كنا عليه، وربما بصورة أسوأ.

سيجتمع الفلسطينيون (أى السلطة وحماس) فى القاهرة الأسبوع المقبل لبحث كل الملفات وكيفية حلها. ستكون هناك آلاف، وربما ملايين الشياطين كامنة فى دهاليز التفصيلات المختلفة، التى خلفها انقسام دام عشر سنوات، لم تستفد منه إلا إسرائيل وأعوانها.

محمود عباس يقول إنه لن يقبل إلا بـ«دولة واحدة بسلاح واحد ونظام واحد وقانون واحد»، والعقدة الأساسية هى «سلاح المقاومة».. هل يظل مع حماس وذراعها العسكرية «كتائب القسام» أم تحت سيطرة السلطة؟!.

إسماعيل هنية من جهته يقول: السلاح نوعان، الأول سلاح الشرطة وأجهزة الأمن وسيكون فى يد الحكومة، أما سلاح المقاومة فسيظل معها؟

السؤال: كيف يمكن الوصول لحل عبقرى يحفظ للسلطة هيبتها، وفى نفس الوقت لا يحقق رغبة إسرائيل بتجريد المقاومة من سلاحها؟.هذا هو التحدى الذى نتمنى أن يتغلب عليه الوسيط المصرى.

إسرائيل حيرت كثيرين بأنها لم تعارض المصالحة، لكن ذلك لا يبدو صحيحا، فرئيس وزرائها نتنياهو وضع وقتها شروطا تعجيزية وهى أنه «يرفض أى مصالحة فلسطينية من دون الاعتراف بإسرائيل وحل كتائب القسام وقطع العلاقات مع إيران والاعتراف بيهودية الدولة»!!!.

لكن تقريرا مهما فى صحيفة هاآرتس فك اللغز وهو أن إسرائيل قررت ألا تبدو فى صورة الشيطان الذى يحاول إفساد الطبخة بصورة فجة، مراهنا على أن الفلسطينيين سيختلفون إن آجلا أو عاجلا على ملفى الأمن والسلاح، وبالتالى سيبدو الأمر أمام العالم بأن إسرائيل بريئة من إفساد عملية السلام!!

مرة أخرى الموضوع صعب ومعقد ويحتاج إلى «صبر أيوب» وأن يفكر الفلسطينيون بطريقة عملية ووطنية، وألا يعطوا الفرصة للصهاينة للحصول على انتصارات مجانية.

هذا ما كتبته يوم 4 ديسمبر الماضى، وللأسف فقد «خرج الشيطان من التفاصيل» ورأيناه كامنا فى الاختلافات بين فيت وحماس، ثم انطلق وخرج علنا، وأطلق الرصاص على موكب الحمدلله صباح أمس الأول فى غزة ليصيب بعض مرافقيه، وبعدها تبادلت فتح وحماس الاتهامات بشأن من هو المسئول.

أكاد أتخيل المسئولين فى الإسرائيليين وهم يتبادلون الانخاب مع حلفائهم فى المنطقة، والعالم بنجاح «صبيانهم» فى إفساد المصالحة، على أكمل وجه، وبصورة مجانية اللهم إلا من ثمن عبوة ناسفة قد لا يزيد عن بضع دولارات!!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيطان الذى خرج من التفاصيل الشيطان الذى خرج من التفاصيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon