توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحرش.. ليس مرضًا مصريًا فقط!!

  مصر اليوم -

التحرش ليس مرضًا مصريًا فقط

بقلم - عماد الدين حسين

«أن تكونى امرأة، يعنى أنك ستتعرضين حتما لتحرش جنسى أحد الأيام، لا يمكنك توقع مكان حدوثه، قد يكون فى الشارع، فى إحدى وسائل المواصلات فى مكان العمل أو الدراسة أو حتى فى إدارة عمومية، تقضين فيها بعض شئونك، كما ليس ضروريا أن تتعرضى للتحرش عن طريق اللمس، فالراجح أنك ستسمعين كلمات ذات إيحاءات جنسية، أو مجرد صفير يفهم بشكل اتوماتيكى أنه تحرش جنسى، وفى أقصى الحالات، قد يلاحقك أحدهم ببضعة أمتار، ويمطرك بسيل من كلمات الغزل مثل: «يا حلوة، على أمل أن تتوقفى للحديث معه».

العبارات السابقة موجودة فى مقدمة تقرير كبير على موقع «رصيف ٢٢»، وحينما قرأتها للوهلة الأولى، ظننت أن التقرير يتحدث عن مصر. ثم كانت المفاجأة أن التقرير بأكمله يتحدث عن ظاهرة التحرش فى المغرب الشقيق.
حتى شهور مضت كنت أعتقد واهما أننا الدولة الأولى الأكثر تحرشا فى العالم، وذلك من خلال التقارير والبيانات والكتابات والأهم من خلال الملاحظات الشخصية، وما تتعرض له السيدات فى كل مكان بمجرد أن يتحركن من بيوتهن. وتبين لاحقا أن بعض السيدات يتعرضن أحيانا للتحرش من أقارب داخل بيوتهن.

لكن المفاجأة أن انفجار ثورة «Me Too» أو «أنا أيضا»، قد كشفت أن وباء أو فيروس التحرش موجود للأسف فى مناطق كثيرة بالعالم، لكن بدرجات متفاوتة.

ثورة «أنا أيضا» اندلعت بعد تفجر فضيحة «متحرش هوليوود» المنتج السينمائى الكبير هارفى وينستين الذى تم وصفه «بوحش هوليوود»، وتم فضحه وتجريسه وطرده من مجال الانتاج السينمائى، بعد أن ثبت تحرشه بمئات وربما الآلاف فى هوليوود من عاملات البوفيه إلى نجمات السينما!!!.

انكشاف أمر وينستين جعل الكثير من السيدات المشهورات وغيرهن يخرجن ليحكين تجاربهن. وما تعرضن له ولم يكن قادرات على البوح به، خوفا من مضايقات أكثر، أو عدم ثقة فى الحصول على حقهن.

أحدث المنضمين إلى المعترفين هو مصمم الرقصات الاسترالى الشهير ويد روبسون، الذى كشف قبل أيام قليلة عن نجم البوب الشهير مايكل جاكسون كان يتحرش به ويغتصبه لسنوات طويلة من سن السابعة إلى سن السابعة عشر، حينما كان يقيم معه فى مزرعته الخاصة، وأنه كان يهدده دائما لو قام بكشف المستور. المعروف أن روبسون نفى تحت القسم الاعتراف على جاكسون خلال محاكمته الشهيرة بالاعتداء على قاصر.

ثم اكتشفنا قبل ثلاثة أيام أيضا أن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد كيس قد تحرش بـ ١٢ سيدة منهن بعض سيدات المجتمع فى أمريكا مثل جوليا سالازار، المرشحة لمقعد فى مجلس شيوخ السلطة التشريعية لولاية نيويورك، والصحفية فى «وول ستريت جورنال» الأمريكية شايندى رايس.

نسمع كل يوم حكايات تحرش كثيرة فى مصر وخارجها، ومن الواضح أن الفيروس قد انتشر بصورة وبائية، ولا نعرف هل هذا الانتشار جديد، أم أنه كان موجودا فى المجتمع طوال الوقت، لكن وسائل التواصل الاجتماعى هى التى جعلتنا نعتقد أنه جديد وبهذه الضخامة؟!.

هذا الجدل ليس مهما كثيرا، فالأهم هو كيفية القضاء، على هذا المرض المنتشر، كالنار فى الهشيم. كان الأزهر الشريف موفقا جدا، حينما أدان قبل أيام التحرش قطعيا، مطالبا بعدم التماس أى أعذار للمتحرشين. خصوصا أن لدينا فى مصر والمنطقة العربية منطقا أعوج يدين الفتاة الضحية بسبب ملابسها مثلا أو حتى لمجرد خروجها من بيتها، ولا يدين الفاعل الأصلى وهو المجرم المتحرش.

تابعنا قضية فتاة التجمع، التى أصرت على فضح المتحرش وأظن أن ذلك ساهم فى تسليط الضوء على الظاهرة أكثر، خصوصا أنه سينبه المتحرشين إلى أن هناك احتمالات كبيرة لفضحهم، صوتا وصورة.

السؤال إذا كنا ندين ظاهرة التحرش بكل قوة ممكنة أليس هناك واجب أيضا أن نحمى بعض الرجال الأبرياء من ابتزازهم بفكرة التحرش، وهل هناك خيط رفيع بين التحرش الرجالى وبين الابتزاز النسائى؟!!.
سؤال سنحاول الإجابة عنه لاحقا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحرش ليس مرضًا مصريًا فقط التحرش ليس مرضًا مصريًا فقط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon