توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطاووس الإسرائيلى المنفوش

  مصر اليوم -

الطاووس الإسرائيلى المنفوش

بقلم : عماد الدين حسين

 قراءة الواقع جيدا.. أهم خطوة للتغيير نحو الأفضل. وإذا طبقنا هذه القاعدة، فإنه يجدر بنا الإقرار بأن إسرائيل تعيش أفضل أوقاتها، منذ زرعها عنوة فى منطقتنا منذ سبعين عاما فى ١٥ مايو ١٩٤٨.

يوم الاثنين الماضى نقلت امريكا سفارتها من تل أبيب للقدس العربية المحتلة، تطبيقا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ديسمبر الماضى. كنا نعتقد أن كل الرؤساء الأمريكيين منحازين لإسرائيل، لكن لم نكن ندرى أن بعضهم كان «ملاكا» إلى حد كبير، مقارنة مع رئيس مثل ترامب. لمن نسى فإن الرئىس السابق باراك أوباما وقبل مغادرته منصبه بأيام رفض فى 23 ديسمبر 2016 استخدام حق الفيتو ــ فى حركة غير مسبوقة ــ الأمر الذى سمح بصدور قرار من مجلس الامن يعتبر كل المستوطنات فى الضفة الغربية غير شرعية.

الان ترامب وبيته الأبيض يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية كاملة، ورفض حتى مناشدة إسرائيل وقف القتل العشوائى، واعتبر أن إسرائيل تدافع عن نفسها!

تعيش إسرائيل أفضل أوقاتها لأن رئيس أقوى دولة فى العالم يتبنى هو وتياره السياسى كل الأساطير التوراتية. الصهاينة يعتبرون ترامب مثل الملك الفارسى قورش الذى خلصهم عام 538 قبل الميلاد من السبى البابلى على يد نبوخذ نصر.

فى الأسبوع الماضى أيضا ذهب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لموسكو وسار متباهيا ومنفوشا مثل الطاووس بجانب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى ذكرى الاحتفال رقم 73 بانتصار روسيا على النازيين. يقول الإسرائيليون إنه كان ضيف الشرف. وهو أمر غريب للغاية، لأن طائراته وصواريخه تعربد فى الأجواء السورية تحت سمع القوات الروسية.
حتى الآن فإن روسيا هى التى التزمت بالخطوط الحمراء الإسرائيلية وليس العكس. وقررت تجميد تزويدها لسوريا بصواريخ إس ٣٠٠ حتى لا تتعرض للطائرات الإسرائيلية المعتدية.
بريطانيا احتفلت فى ٢ نوفمبر الماضى بالذكرى المئوية لصدور وعد بلفور المشئوم، الذى أعطى من لا يملك لمن لا يستحق. صحيح أن بريطانيا انتقدت قرار ترامب بنقل السفارة للقدس، لكنها فى المجمل أحد الأسباب الأساسية لزرع هذا الكيان فى منطقتنا، كما أنها أحد الداعمين الأساسيين له، بصورة منهجية.

وللموضوعية فهناك حركة نشطة فى عموم أوروبا لمقاطعة إسرائيل أكاديميا، وكذلك منتجات مستوطناتها، لكن تظل غالبية ــ الحكومات الأوروبية ــ رغم بياناتها اللفظية ــ ملتحقة بالموقف الأوروبى، أو خائفة منه باستثناءات قليلة مثل السويد واليونان وبلجيكا وأحيانا فرنسا.
صار نتنياهو وكبار المسئولين الإسرائيليين يكسبون أرضا جديدة كل يوم، ورأينا جولة إفريقية شهيرة له، تم ترجمتها فى أن العديد من الدول الإفريقية، صوتت لصالح نقل السفارة الأمريكية للقدس وأخرى امتنعت عن التصويت، رغم أن كل القارة كانت تصوت تلقائيا لصالح القضية الفلسطينية.

تكسب إسرائيل أيضا المزيد من النفوذ فى أوروبا الشرقية. ورأينا العديد من الدول تعلن عن نيتها نقل سفاراتها من تل أبيب للقدس مثل رومانيا والمجر وتشيكيا. نفس الأمر ينطبق على العديد من بلدان أمريكا اللاتينية.
قبل سنوات قليلة لم يكن يصوت لصالح إسرائيل فى الأمم المتحدة بخلاف الولايات المتحدة، إلا دويلات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة على الخريطة مثل ميكرونيزيا وجزر الماريشال. فى حين أن من صوت مع القرار الأمريكى بنقل السفارة قبل شهور كان 9 دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت.
المفارقة انه بينما حضر مراسم الاحتفال بنقل السفارة رسميا كان 32 دولة من بينها اربع دول من الاتحاد الاوروبى، فى حين حضر ممثلو 12 دولة افريقية هى أنجولا، والكاميرون، والكونغو الديمقراطية، والكونغو، وكوت ديفوار، وكينيا، وجنوب السودان، وتنزانيا، وإثيوبيا، ونيجيريا، وزامبيا، ورواندا.

والغريب أنه بعد كل ذلك فان بعض وسائل الإعلام العربية تعاملت مع الأمر باعتباره مقاطعة دولية لإسرائيل، رغم أن عدد المطبعين يتزايد يوما بعد يوم.

قوة إسرائيل المتعاظمة سببها الجوهرى الانقسام العربى غير المسبوق. وتلهف دول عربية «للعشق الحرام» مع إسرائيل.

ورغم كل ما سبق فمن يطالع بعض ما نشرته الصحافة الإسرائيلية، يكتشف حجم الهلع والرعب الذى يشعر به إسرائيليون كثيرون من المظاهرات الفلسطينية على الحدود فى إطار «مسيرات العودة» أو حتى من الطائرات الورقية.

هى مفارقة مدهشة، إنه فى عز قوة إسرائيل تشعر بالرعب من شعب أعزل لا يملك إلا روحه ودمه يقدمها عن طيب خاطر من أجل وطنه.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطاووس الإسرائيلى المنفوش الطاووس الإسرائيلى المنفوش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon