توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزراء على الفيسبوك.. يتفاعلون أم يقاطعون؟!

  مصر اليوم -

الوزراء على الفيسبوك يتفاعلون أم يقاطعون

بقلم - عماد الدين حسين

هل يفترض أن يكون لدى الوزراء وكبار المسئولين حسابات شخصية على الفيسبوك وتويتر، أو على الأقل اهتمام بما يجرى فى هذا العالم العجيب والمريب؟!.

مناسبة هذا السؤال أننى قابلت قبل أيام قليلة، وزيرًا من الذين دخلوا الحكومة فى تشكيلها الجديد قبل حوالى شهر، وقال: «ليس عندى حساب على الفيسبوك وغير مهتم به أصلا».

حالة هذا الوزير ليست استثنائية، فهناك كثيرون ليس لديهم حسابات، أو كان لديهم، ثم زهقوا وطهقوا وخرجوا منه!!.

أعذر الكثير من الذين تركوا الفيسبوك وتويتر، أو قاطعوه من البداية، لأن ضرره صار أكثر من نفعه فى بعض الأحيان، بل ويمثل صداعا دائما، ولم يعد وسيلة للتواصل الاجتماعى بقدر ما بات وسيلة للتنافر والتباعد.

لا أحب التعميم والتنميط، وتقديرى أن وسائل التواصل الاجتماعى مثلها مثل أى وسيلة إعلام أو تواصل، قد تكون مفيدة وقد تكون ضارة. ويتوقف ذلك على طبيعة الاستخدام والمستخدمين، وبالتالى فالعيب ليس فى هذه الأداة، ولكن فيمن يستخدمها بطريقة خاطئة. هى أفادت كثيرا فى تواصل الناس اجتماعيا، وقربت بينهم المسافات ووفرت لهم الأموال، وأتاحت لهم تواصلا فعالا بالصوت والصورة وبكل المؤثرات فى التو واللحظة، لكنها لعبت أيضا دورا سلبيا فى تقليل التواصل الحقيقى والمباشر، وأمراض اجتماعية أخرى كثيرة.

بالطبع من حق أى شخص أن يتخذ قراره الذاتى بالاستمرار أو الانسحاب أو مقاطعة وسائل التواصل، لكن هل من حق الوزير والمسئول أن يفعل ذلك؟!.

ظنى أن الإجابة هى لا. لأنه فى اللحظة التى يصبح فيها المواطن العادى مسئولا، وطبيعة عمله تتطلب التواصل والتفاعل ومعرفة ردود فعل الجماهير، فهو لم يعد ملكا لنفسه، ولم يعد مخيرا فى أن ينعزل عن الناس.

من حقه أن يحب ويكره السوشيال ميديا. لكن لم يعد من حقه أن يقاطعها، إذا كان يريد فعلا أن يعرف ما يدور فى محيطه.

سيسأل سائل ويقول: وهل يترك الوزير عمله، ويتفرغ لـ«الكلام الفاضى ووجع الدماغ»؟!.

الإجابة هى قطعا لا. ليس مطلوبا من الوزير والمسئول أن يتفرغ للنظر و«البحلقة» طوال الوقت فى الفيسبوك وتويتر وسائر وسائل التواصل الاجتماعى الأخرى.

يمكنه ببساطة أن يكلف مستشاره الصحفى أو فريق مكتبه الإعلامى بمتابعة هذه الوسائل، ونقل ما يدور فيها ويخص نشاط وزارته أولا بأول.

طبعا سيقول كثيرون إن معظم ما ينشر ويقال فى السوشيال ميديا هو مجموعة منتقاة من الأكاذيب والحملات الممنهجة التى تديرها كتائب إلكترونية لأشخاص أو أحزاب أو قوى أو جماعات أو أجهزة مخابرات أو حتى دول، الأمر الذى حول الانترنت عموما إلى «مملكة الكذب الكبرى».. هذا الكلام صحيح إلى حد بعيد، ولكنه ليس مبررا لمقاطعة هذه الوسائل لسبب بسيط، وهو أن عدم الرد عليها سيحولها لدى الكثير من المواطنين البسطاء إلى حقائق يصدقونها.
دور الوزير أو من ينوب عنه أن يتصدى لكشف الأكاذيب، وأن ينشر الحقائق.

لنفترض مثلا أن جهة معادية نشرت كذبا أن الحكومة قررت زيادة أسعار الأدوية أو رسوم دخول المستشفيات، وانتشر هذا الخبر على وسائل التواصل الاجتماعى، دون ردٍّ من وزيرة الصحة أو مكتبها الإعلامى أو من مركز معلومات مجلس الوزراء؟!.

الذى سيخسر هو الحكومة، وسيصدِّق الناس الكذبة.

ليس مطلوبا من الوزراء والمسئولين «التمسمر» أمام شاشات الموبايلات لملاحقة السوشيال ميديا، لكن عليهم أن يطَّلعوا على ملخصات بشأن ما يقوله المواطنون عنهم، وعن أداء وزاراتهم.

شئنا أم أبينا، أحببنا أو كرهنا، صارت السوشيال ميديا وحشًا يزداد ضراوة يومًا بعد يوم.

مقاطعة هذا الكيان العملاق قد يصلح حينما يتعلق الأمر بمواطن عادى قرر أن «يشترى دماغه»، لكنه لا ينفع بالمرة حينما يتعلق الأمر بوزير أو مسئول، أو شخصية عامة.

وبالتالى لا تعطوا هذا الوحش الكاسر المادة المجانية للسخرية والتندر.. راجعوا كلماتكم وأفكاركم وعباراتكم قبل نطقها، ولا تنسوا أن تروضوا الوحش، حتى لا يلتهمكم!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزراء على الفيسبوك يتفاعلون أم يقاطعون الوزراء على الفيسبوك يتفاعلون أم يقاطعون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon