توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

الرجل الذى حاسب على كل المشاريب!

  مصر اليوم -

الرجل الذى حاسب على كل المشاريب

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الأربعاء الماضى كنت أهاتف مستثمرا كبيرا، وتطرقت المكالمة إلى العديد من القضايا الجارية. وجهة نظره أنه لا بد من دعم عملية الإصلاح الاقتصادى التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل الطرق حتى نتمكن من عبور «عنق الزجاجة» الذى نتحدث عن ضرورة عبوره منذ عشرات السنين لكننا نفشل دائما.

هذا الخبير المرموق، لديه استثمارات ضخمة وبالتالى فهو لا يتحدث من جانب نظرى فقط، بل من خبرة عملية حقيقية.

وجهة نظره لخصها لى بقوله: «الوضع الاقتصادى فى مصر يشبه مجموعة أشخاص كانوا يجلسون على مقهى، طوال سنوات. هم لا يدفعون ثمن الطلبات الكثيرة التى يشربونها، يوميا. الرئيس أو نظامه كان آخر من جلس على المقهى، ثم اكتشف أنه مطالب بسداد ثمن كل المشاريب التى تناولها الزبائن منذ عام 1981 أو ربما منذ عام 1970، ولدي البعض منذ عام 1952».

الحل الأسهل والمريح جدا بالنسبة للسيسى من وجهة نظر هذا الخبير الاقتصادى أن يستمر فى الجلوس على المقهى، ويطلب المزيد من المشاريب هو ومن معه من الزبائن، من دون أن يدفعوا الحساب، كما فعل كل من سبقوه.

هذا الحل كان سيوفر للسيسى استمرار الرضا الشعبى الواسع جدا، لكنه فى النهاية سوف يؤدى إلى إغلاق المقهى بأكمله خلال أسابيع أو شهور أو سنوات قليلة.

فى تقدير هذا الخبير الاقتصادى البارز ــ الذى لف العالم شرقا

وغربا ــ فإن ما فعله السيسى كان حتميا ولا بديل عنه.

هو شرح لى الموضوع بمثال آخر مختلف.

قال لى: الأمر يشبه أسرة دخلها الشامل الشهرى ألفان من الجنيهات، لكنها تنفق أكثر من ثلاثة آلاف جنيه.

فى الفترة الماضية كانت هذه الأسرة تعوض الفارق بين الدخل والإنفاق، ببيع ذهب الزوجة، ثم بيع كل ما يمكن بيعه من ممتلكات، وفك الودائع التى كان مفترضا أن تساهم فى تعليم الأولاد وزواج البنات، وعندما انتهت المدخرات بدأت الاسرة فى الاقتراض من بعض الاقارب الأغنياء، أو بعض الجيران الطيبين، أو من أصدقاء فى العمل، وأخيرا بدأت تجرب الاقتراض من البنوك.

الأسرة استنفذت كل الطرق والوسائل التى كانت توفر بها الألف جنيه، الفارق بين الدخل والانفاق. ذات ليلة جلس الزوج والزوجة، وحولهما الأولاد وتناقشوا فى كل الاقتراحات للاقتراض من مصادر جديدة، لكنهم اكتشفوا أن البنوك ترفض إقراضهم، بعد أن تراكمت المديونية وفوائدها، وتأخر السداد، كما أن الجيران والأصدقاء، لم يعد لديهم المزيد من الفوائض ليقوموا بإقراضهم.

انتهت جلسة الأسرة من دون نتيجة، وتكرر الأمر فى الليالى التالية. لكن فى الجلسة الأخيرة طرح الأب حلا يتمثل فى ضرورة أن تجرب الأسرة أن تتوقف عن الاستدانة، وتعيش بدخلها فقط. تململت الزوجة، واعترض الأولاد. لكنهم فى النهاية لم يكن لديهم أى بديل حقيقى، خصوصا أن بعض الدائنين، قد هدد بالذهاب إلى المحكمة، لمقاضاة الوالد الذى عجز عن تسديد الديون، والحجز على الشقة والآثاث.

فى الليلة التالية بدأ الأب فى محاولة إقناع ابنه بالتوقف عن استنزافه ماليا للذهاب إلى الكافيهات والمقاهى، وكذلك ضرورة التوقف عن التدخين، والأم نجحت فى إقناع ابنتها بالتوقف عن «الفشخرة الكدابة» وضرورة أن يجرب الولد والبنت البحث عن عمل خلال الإجازة الصيفية.

انتهت الحكاية، ووافقت الخبير الاقتصادى على مغزاها، لكنى قلت له إن أهم عنصر لكى تستمر الاسرة فى هذا الطريق الصعب، أن تتقشف الحكومة وتكون مثلا وقدوة لبقية المواطنين وتحارب الفساد بلا هوادة، وأن يقتنع الناس أن سياسات الحكومة الاقتصادية هى الافضل، وان تكون الأولويات واضحة وهى إصلاح التعليم والصحة والجهاز الادارى وتوفير أكبر قدر من فرص العمل. إذا حدث ذلك فإن الجميع سوف يتحمل التضحية، لأنه يعلم أنه سيجنى الثمن فى المستقبل له ولأولاده فى المستقبل.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الذى حاسب على كل المشاريب الرجل الذى حاسب على كل المشاريب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon