توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

1.4 تريليون دولار منهوبة!

  مصر اليوم -

14 تريليون دولار منهوبة

بقلم - عماد الدين حسين

لست متخصصا فى الاقتصاد الإفريقى، لكننى شعرت يوم الأربعاء الماضى، أنه ما لم يتوقف الفساد والاستبداد فى قارتنا السمراء، فإن كل جهود الإصلاح والتنمية لن تحقق نتائج فعلية.

فى صباح الأربعاء الماضى حضرت افتتاح الاجتماع السنوى لجمعية البنوك المركزية الإفريقية فى شرم الشيخ، بدعوة كريمة من البنك المصرى.

بطبيعة الحال، أمر جيد أن يوجد هذا الجمع الإفريقى الكبير، خصوصا فى مدينة شرم الشيخ التى تعانى وضعا صعبا وهجرة سائحيها منذ سقوط الطائرة الروسية فى نهاية أكتوبر ٢٠١٥.

فى هذا اليوم كان هناك غالبية رؤساء البنوك المركزية فى القارة الإفريقية يمثلون ٥٢ بلدا. وهى المرة الأولى التى تستضيف مصر هذا الاجتماع، الذى يعد أحد أهم الأحداث الاقتصادية والمصرفية على مستوى القارة، وهو المسئول عن تطبيق التعاون النقدى للاتحاد الإفريقى والذراع النقدية للاتحاد.

يوم الأربعاء كان هو اليوم الرابع للمؤتمر الذى بدأ الأحد وانتهى الخميس، وفى هذا اليوم كانت الندوة السنوية للجمعية حيث حضرها رؤساء البنوك المركزية، وكان عنوانها: «تراجع علاقات البنوك المراسلة، وتدفقات رأس المال غير المشروعة فى إفريقيا، والتحديات والمخاطر المترتبة بالنسبة لإفريقيا».

قد يبدو العنوان طويلا، وغير مفهوم لكثيرين، لكنه يعنى فى النهاية الفساد وعمليات غسيل الأموال وأى أموال غير مشروعة تدخل وتخرج من القارة، وتؤدى إلى استمرار تخلفها وإفقار غالبية مواطنيها.

حينما تحدث طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى ركز فى كلمته على أهمية الاستقرار السياسى، لكنه أيضا أشار إلى قضية مهمة هى أن الأسواق الإفريقية انفتحت أمام السلع الأجنبية، وكان يمكن توفير جزء كبير من هذه المليارات لحل كل مشاكلنا.

ما قالته السكرتيرة التنفيذية لمفوضية الأمم المتحدة الاقتصادية للشئون الإفريقية، فيرا سونج وى، هو الذى قلب المواجع على الجميع، وذكرنا بحجم المأساة التى تعيشها القارة. وقالت إن حجم التدفقات النقدية غير الشرعية وصلت إلى 1.4 تريليون دولار خلال الفترة من عام 2009 حتى الآن. وأن حجم الخسائر من التهرب الضريبى حوالى 73 مليار دولار خلال الفترة من 2005 وحتى 2015. وأن هناك 27 مليار دولار خارج قنوات التجارة الشرعية.

جانب آخر من المشكلة كشفه آلان روسولفونداريب محافظ بنك مدغشقر، حينما قال إن حجم الأموال غير المشروعة فى بند واحد هو خشب الورد المصدر لآسيا يصل إلى ٢٥٩ مليون دولار فى عام واحد، والأمر يتكرر فى مجالات متعددة مثل الأحجار الكريمة ونشاط الشركات المتعددة الجنسيات والمناجم، كاشفا عن وجود ثغرات فى أموال غير مشروعة تترافق دائما مع المواسم الانتخابية.

مدير ومقدم الندوة قال: إننا نحتاج لتعزيز الجهود لمحاربة هذه الظاهرة وكذلك معالجة أنظمة الدفع بالجملة وأسعار التحويل للعملة، والبداية هى ضرورة توافر الإرادة السياسية.

هذا هو الواقع المرير، والمضحك المبكى أنه قبل بداية هذه الندوة كنت قد قرأت أن هناك اقتراحات بإنشاء بنك وعملة موحدة للقارة الإفريقية. طبعا هذا حلم نتمنى تحقيقه، مثلما حلمنا بعملة موحدة وسوق عربية مشتركة، والمأساة أنه مع استمرار ظاهرة الأموال غير المشروعة، لن تكون هناك تنمية أو تقدم، وبالتالى لن نشهد بنكا أو عملة موحدة. والكلام العملى هو ما قاله طارق عامر فى المؤتمر الصحفى الختامى، بعد أن تسلم رئاسة الجمعية، حينما وضع مجموعة من الاشتراطات، إذا تحققت يمكن وقتها الحديث عن العملة الموحدة.

الواقع يقول إن هناك شبكة أخطبوطية وتحالف شيطانى بين مافيات داخلية وخارجية فى القارة الإفريقية هدفها استمرار هذا النهب المنظم لثروات القارة. هذا النهب من قبل الخارج، يحتاج ببساطة إلى طرف متواطئ فى الداخل. هذا الطرف يكون أحيانا من كبار المسئولين فى جميع المجالات أو لوبيات اقتصادية، وبالتالى يصبح من مصلحة هذا «الخارج» ألا تكون هناك مؤسسات أو حكومات قوية، وألا تكون هناك انتخابات وديمقراطية حقيقية، لأن ذلك يعنى وجود مؤسسات حقيقية ستمنع هذا الفساد والنهب المنظم لثروات القارة خاصة المواد الخام، بحيث تظل القارة مجرد سوق استهلاكية لسلع العالم المتقدم، سواء كان هذا العالم فى أوروبا وأمريكا أو الصين.

الملام فى جلسات يوم الأربعاء الماضى ذكرنا أن «كلنا فى الهم أفارقة»، بعد أن كنا نظن أننا فقط «كلنا فى الهم شرق»!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

14 تريليون دولار منهوبة 14 تريليون دولار منهوبة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon