توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسئولية الحكومة وليس الشعب

  مصر اليوم -

مسئولية الحكومة وليس الشعب

بقلم - عماد الدين حسين

وجهة نظر الحكومة بشأن رفع أسعار الوقود والكهرباء والمياه والمترو، لم تصل لغالبية المواطنين بصورة واضحة. أقول هذا الحكم نتيجة معايشة لقطاعات كثيرة من أول بعض أصدقائى وأقاربى، نهاية بعينات عشوائية ألتقيها يوميا من أول سائق التاكسى إلى بائع الخضار والفاكهة، مرورا بمواطنين يستوقفوننى فى الشارع بصورة شبه يومية.

غالبية هؤلاء ليسوا إخوانا أو اشتراكيين ثوريين، بل كانوا من خصوم الإخوان ومؤيدى 30 يونيو والرئيس عبدالفتاح السيسى، وبالتالى فإن موقفهم ليس مسبقا أو معارضة من أجل المعارضة، بل يرجع لشعور يرونه منطقيا.

أتفهم إلى حد كبير موقف الحكومة من عملية الإصلاح الاقتصادى، التى تأخرنا كثيرا فيها، ودفعنا لذلك ثمنا باهظا.. لكن المهم أن يتفهم المواطنون أو غالبيتهم على الأقل، حتى يتحملوا الأمر صابرين وليس مجبرين. السؤال هو: لماذا لا تستطيع الحكومة بكل أجهزتها ومؤسساتها إقناع المواطنين بحتمية الإصلاح الاقتصادى، وأنه سيكون فى النهاية فى مصلحتهم؟!

الأسباب لذلك متعددة، ومنها مثلا أن أى مواطن لا يحب أن يتحمل أعباء إضافية، خصوصا أنه لا يملك ما يكفى، حتى لو اقتنع بجدوى الإصلاح وضروراته.

السبب الثانى والجوهرى هو أن لدى غالبية المواطنين يقينا لا يتزعزع بأنهم لا ينبغى عليهم أن يتحملوا مسئولية عملية الإصلاح. والسبب الثالث هو اعتقادهم بوجود حالة كبيرة من الفساد فى الكثير من المؤسسات، هى المسئولة عن المشكلة الاقتصادية، وبالتالى فعلى الحكومة أن تتقشف أولا وتتخلص من الفساد، قبل أن تطالبهم بالتقشف.

والسبب الرابع: أن غالبية المواطنين لم تعد تصدق منطق ما تقوله وسائل اعلام كثيرة، حتى لو كان صحيحا. هم يعتقدون أن معظم هذه الصحف تردد فقط ما ترغبه الحكومة.

السبب الخامس: أن الحكومة لم تعثر حتى الان على مدخل صحيح ولغة بسيطة، تستطيع بها أن تقنع المواطنين بضرورة عملية الإصلاح الاقتصادى.

مرة أخرى أوضاع الاقتصاد المصرى المتعثرة منذ سنوات، تتطلب علاجا جذريا، سيؤدى بالضرورة إلى آلام مبرحة يشعر بها الفقراء أكثر، لكن الدور المحورى للحكومة أن تتمكن من إقناع الشعب بذلك، وإذا فشلت فى ذلك، فالعيب ليس على الشعب، بل عليها.

وبدلا من تبادل الاتهامات ومن هو الملوم ومن هو على صواب، يفترض أن تنشغل الحكومة، بمحاولة البحث عن وسائل لكى تصل بها إلى الشعب، وتقنعهم بما تحاول أن تفعله.

فى ظنى أن الحكومة نجحت جزئيا فى هذا الأمر، حينما بدأت فى اتخاذ حزمة الحماية الاجتماعية، وقررت زيادة المرتبات، والمعاشات، إضافة لإجراءات أخرى متوقعة.

لكن تأثير هذا الإجراء، لن يكون قادرا على وقف معاناة الطبقات الفقيرة وغالبية الطبقة الوسطى بالكامل، وبالتالى فالمطلوب من الحكومة أن تحاول الوصول إلى عقول وقلوب الناس وإلا فإن الثمن سيكون صعبا، خصوصا فيما يتعلق بالثقة المتبادلة بينهم وبين الحكومة.

استعادة الثقة، لا تكون فقط بالقدرة على إقناع الناس بحقيقة الأوضاع الصعبة، وضرورة التحمل حتى نمر من هذه المرحلة الصعبة، لكن الأهم أن يشعر المواطنون بأن الحكومة جادة فى عملية الإصلاح، وهذا الشعور لن يتحقق إلا حينما يرون تغيرا فعليا على الأرض.

الثغرة الكبرى التى تنسف الكثير مما تقوله الحكومة، هو الفساد الكبير فى المحليات، والتزايد المرعب فى تجارة المخدرات والسلاح والآثار، الأمر الذى يجعل قلة تملك الكثير، وكثرة لا تجد شيئا.

مرة أخرى على الحكومة وأجهزتها ان تنشغل بالبحث عن سياسات وافكار ومداخل مبتكرة، تجعل غالبية المواطنين يتحملون صابرين، تناول الدواء المر لعملية الاصلاح الاقتصادى. لان البديل هو مشاعر من الغضب المكبوت يتزايد داخل الصدور، انتظارا للحظة تنفيس، او انفجار لا قدر الله.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسئولية الحكومة وليس الشعب مسئولية الحكومة وليس الشعب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon