توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن نتفق مع الأوروبيين على المهاجرين

  مصر اليوم -

قبل أن نتفق مع الأوروبيين على المهاجرين

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الخميس الماضى، أعلنت فيديريكا موغيرنى الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى دعمها لمقترح دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبى، لعقد قمة أوروبية عربية فى مصر بشأن الهجرة فى فبراير المقبل. وقالت: «أعتقد أنه من المحتمل أن نجد حلا لمشكلة الهجرة بمزيد من المسئولية والتعاون».

الذى لفت نظرى للموضوع هو مسارعة المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبوزيد، بأن القمة العربية الأوروبية لن تكون قاصرة على ملف الهجرة فقط، بل ستركز على جميع أوجه التعاون العربى الأوروبى.

أبوزيد ــ الذى يستعد خلال أيام قليلة لمغادرة منصبه الحالى، ليتولى مهام منصبه سفيرا لمصر فى كندا ــ قال إن انعقاد القمة أمر مقرر سلفا، وفقا لقرار القمة العربية فى البحر الميت فى مارس ٢٠١٧.

السؤال، وما أهمية كل ما سبق؟!.

الموضوع باختصار أن أوروبا ــ شديدة البراجماتية ــ تسعى لتوقيع اتفاق مع مصر، للحد من تدفق اللاجئين إليها انطلاقا من السواحل المصرية.

سيجيب مجيب، ويقول ولكن مصر أعلنت أكثر من مرة وعلى لسان أكثر من مسئول بأنه لم يخرج مهاجر واحد غير شرعى من سواحلها إلى أوروبا منذ نحو عامين، خصوصا بعد غرق المركب المتهالك قبالة مدينة رشيد، وغرق أكثر من ٢٠٠ شخص معظمهم من الأخوة الأفارقة.

نعم هذا صحيح، لكن ما تريده أوروبا، أكثر من ذلك وهو أن تلعب مصر دورا قياديا فى الحد من الهجرة، ليس فقط من سواحلها، ولكن فى المنطقة خصوصا ليبيا.

ولكى تكتمل الصورة، علينا أن نتذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، استقبل دونالد توسك يوم الاثنين الماضى، وكان بصحبته أيضا سيباستيان كورتز مستشار جمهورية النمسا قبل ساعات من لقاء القمة للاتحاد الاوروبى فى السالزبورج النمساوية.

البيان الذى أصدره المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى قال إن المباحثات شملت ملفات كثيرة منها ملف الهجرة، وأن الرئيس أوضح للمسئولين الأوروبيين الأعباء التى تتحملها مصر للتصدى لانتقال اللاجئين إلى أوروبا، واستضافتها الملايين منهم وأنها تعاملهم مثل أبنائها، وأن الحل يتمثل فى ضرورة معالجة الجذور الأساسية للهجرة وهى حل أزمات المنطقة وتنميتها.

ما لا تقوله الأخبار المتواترة الأخيرة بوضوح، أن أوروبا تسعى لعقد اتفاق شامل مع مصر، يبدو أنه على غرار ما حدث مع تركيا عام ٢٠١٥، حينما قالت أوروبا إنها ستعطى لأنقرة ٣ مليارات يورو سنويا، مقابل منعها لتدفق اللاجئين إلى القارة العجوز، وحزمة من التسهيلات المختلفة تشمل إعفاء الاتراك من الحصول على تأشيرة شينجين.

ألمانيا توصلت مع مصر عام ٢٠١٦ إلى اتفاق مبدئى لوقف تدفق اللاجئين، مقابل «دعم اقتصادى وسياسى لتوفير مناخ وظروف معيشية أفضل للاجئين فى مصر، وكذلك إنشاء مركز للوظائف والهجرة وإعادة الدمج فى مصر» والكلام السابق على ذمة شتيفن زايرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل قبل عامين.

إذا كنا نتذكر فإن القاهرة عارضت فكرة هذا المركز، لأن الأمر قد ينتهى إلى فكرة إقامة معسكرات للاجئين. كلام غالبية الاوروبيين عن حقوق الإنسان يمكن أن يتبخر، فى سبيل مصالحها، ويبدو أنها تحاول إغواء القاهرة بالعديد من المزايا، مقابل استيعاب المهاجرين الذين يتم طردهم من أوروبا فى معسكرات داخل مصر.

لا أعرف هل تم طرح الأمر رسميا على مصر بهذه الصيغة أم لا. لكن تصريحات المسئولين الأوروبيين فى الأيام الماضية، تشير لوجود تقدم فى المفاوضات، ليس مع مصر فقط ولكن مع بعض دول شمال إفريقيا المطلة على البحر المتوسط.

بطبيعة الحال منع الهجرة غير الشرعية واجب أمنى وأخلاقى، ومصر نجحت فعلا فى ذلك طوال العامين الماضيين، خصوصا بعد تشديد عقوبات الهجرة غير الشرعية. ومن المهم أيضا أن نسعى للحصول على أكبر دعم اقتصادى أوروبى، لأن مصر تتحمل الكثير جراء المشكلات المتفجرة فى إفريقيا والمنطقة العربية. لكن ينبغى أن ندرس الملف بعناية، ونسأل بوضوح عن المزايا والمخاطر التى ستعود علينا من وراء هذا الاتفاق المحتمل، خصوصا إذا تضمن فكرة إقامة المعسكرات لعزل اللاجئين. والسؤال: هل أى مساعدات أوروبية، مهما بلغ حجمها، ستكون كافية أمام المخاطر من جراء استضافة اللاجئين الذين سيتم إعادتهم من عرض البحر أو من الشواطئ الأوروبية، وربما من المقيمين بالفعل هناك؟!

الموضوع شائك ويحتاج إلى نقاش واسع النطاق بين الخبراء والمختصين، حتى لا ندفع ثمنا كبيرا نظير مكاسب قليلة!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن نتفق مع الأوروبيين على المهاجرين قبل أن نتفق مع الأوروبيين على المهاجرين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon