توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدموع فى تكريم الشهداء

  مصر اليوم -

الدموع فى تكريم الشهداء

بقلم - عماد الدين حسين

فى كل مرة أحضر احتفالا يتحدث فيه أقارب الشهداء، أرى دموع غالبية الحاضرين تنهمر بلا توقف.
هذا المشهد تكرر يوم الأحد الماضى، فى الاحتفال بيوم الشهيد خلال الندوة التثقيفية رقم ٣٠، التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى والقائد العام وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى، وقادة القوات المسلحة والوزراء والشخصيات العامة والإعلاميون.
كان يجلس بجوارى لواءات ونواب وصحفيون كبار، جميعهم بكوا بحرارة، وبصورة تلقائية حينما تفاعلوا مع حديث أهل الشهداء. وحينما قدم العميد ياسر وهبة فقرة تكريم الشهداء قال: «إنه يوم عصيب على الجميع، ولكنه مهم حتى يشعر أهل الشهداء أن جميع المصريين معهم».
على خشبة المسرح الكبير صعدت أمهات وزوجات لشهداء. تحدثن فأبكين الجميع فعلا.
مجرد أن تحكى الأم أو الزوجة عن ذكرياتها مع الابن أو الزوج، يجهش الجميع بالبكاء، حتى لو كان الحديث عاديا وبكلمات بسيطة جدا، لكنها عفوية وصادقة.
الرئيس السيسى قال: «نحن هنا لكى نخلد الشرف ومش هاقدر غير أقول إن ربنا يجمعنا بيهم فى مستقر رحمته، ويكون لينا نصيب معاهم فى المقام العالى قوى اللى يستحقوه، لأنهم قدموا أرواحهم لأجل خاطر الناس ونعيش بسلام».
الرئيس قال ايضا: «فى كل لقاء أسأل أهلى ــ يقصد أهل الشهداء ــ عما إذا كانوا يريدون أى حاجة، فتأتى إجاباتهم عجيبة: هو بعد أن قدمت ابنها أو زوجها أنا هديها إيه؟!، ولا حاجة مش هاقدر أديها حاجة لأنها قدمت أغلى حاجة، فمهما قدمنا لا يساوى حاجة مقابل ما قدموه لبلدهم».
ما قاله الرئيس صحيح تماما، ورغم ذلك يفترض أن تقدم كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى كل ما يمكن تقديمه لأهالى وأسر شهداء الجيش والشرطة والمجتمع المدنى الذين قدموا أرواحهم فداء من أجل أن يعيش هذا البلد فى أمان.
الذى يجعل هزيمة الإرهاب أمرا مؤكدا هو هذا اليقين الذى يتحدث به أقاربهم، بأنهم سعداء وفخورون بأنهم أقارب هؤلاء الشهداء. ولذلك قال الرئيس يومها «ليس غريبا على مصر تقديم الشهداء من أبنائها».
لو كان هناك أدنى تردد من المصريين فى تقديم الشهداء لكان الإرهاب والتطرف والظلام قد فرض كلمته على هذا الوطن وبالتالى فإن إصرار هذا الشعب بجميع أطيافه على الإقبال على الكليات العسكرية، هذه الأيام بصورة لافتة، رغم كل العمليات الإرهابية التى تسقط العديد من الضحايا من العسكريين، يعنى أنه لا مستقبل فعلا للإرهاب والتطرف فى بلادنا، طال الزمن أو قصر.
عندما كنت أتحدث عن بكاء الحاضرين ذات يوم وهم يسمعون قصص الشهداء، قال لى أحد الزملاء: ولماذا لا تشعر بآلام ومواجع أهالى الطرف الثانى الذين يسقطون بنيران الجيش والشرطة؟!.
قلت له الأمر بالنسبة لى محسوم، جندى الجيش أو الشرطة يدافع عن حق وعن مبدأ، ومعه غالبية الشعب. هو لم يبادر ويقتل الإرهابى. هو يقف فى خندقه أو وحدته أو كمينه أو يحرس منشأة أو دار عبادة، ثم وجد نفسه شهيدا برصاصات أو متفجرات الإرهاب.
القتيل فى الطرف الآخر الذى يسقط برصاص الجيش والشرطة، قام بتفجير العديد من الكنائس الآمنة، كما فعل فى البطرسية بالعباسية وطنطا والإسكندرية وحلوان وأطفيح. وقتل أكثر من ٣٠٠ شخص فى مسجد الروضة بسيناء، وقتل عمال وموظفى الشركات فى سيناء وطرد المسيحيين من بيوتهم ونسف محولات الكهرباء. هؤلاء الإرهابيون قتلوا الأبرياء بصورة عشوائية. هم وبدلا من الدفاع عن المسجد الأقصى فى القدس، قتلوا المدنيين وجنود الجيش والشرطة فى سيناء!!. فكيف بعد كل ذلك يمكن أن يتعاطف معهم أى شخص؟!!. شخصيا أتعاطف مع أى مظلوم وأى شخص يلقى مصرعه حتى لو كان فى بلاد الواق واق!، لكن كيف يمكن التعاطف مع شخص يريد أن يفرض علينا منطقا ونمطا غريبا من الدين والحياة؟!!. وأساء للإسلام وشوه صورته وباع نفسه لكل أعداء الدين والوطن، وحقق لهم أكثر مما أرادوه وبلا ثمن؟!
كان الله فى عون أقارب وأهالى وأصدقاء الشهداء. فلا شىء يمكن أن يعوضهم عما فقدوه، حتى لو كانت كل كنوز الدنيا.
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، ولا سامح الله الإرهابيين والمتطرفين الذين حققوا لكل أعدائنا ما لم يحلموا به.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدموع فى تكريم الشهداء الدموع فى تكريم الشهداء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon