توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا غضب عمال «فيات» من رونالدو؟!

  مصر اليوم -

لماذا غضب عمال «فيات» من رونالدو

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى العلاقة التى تجعل عمال شركة فيات فى إيطاليا يقررون التظاهر والإضراب عن العمل احتجاجا على انتقال نجم كرة القدم البرتغالى كرستيانو رونالدو من نادى ريال مدريد الإسبانى إلى نادى يوفنتوس الإيطالى؟! وهل صار تأثير كرة القدم وتداعياتها إلى هذه الدرجة؟!.

عائلة انييلى تملك نادى يوفنتوس وكذلك شركة فيات العملاقة فى صناعة السيارات التى يقع مقرها فى مدينة تورينو.
نقابة العمال فى مصانع فيات أصدرت بيانا قبل أيام قالت فيه: «من غير المعقول أن الإدارة تطالبنا بتضحيات كبيرة وتقشف منذ سنوات سواء فى مصنع فيات أو كرايسلر، ثم تقوم نفس الإدارة بإبرام صفقة ضخمة لجلب لاعب واحد بقيمة ١٠٠ مليون يورو». النقابة دعت إلى إضراب لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الأحد، احتجاجا على صفقة رونالدو، وطالبت مالكى شركة فيات بضرورة الاستثمار فى قوتها العاملة، من أجل تحسين وتعزيز موارد آلاف العمال والموظفين فى الشركة، بدلا من الاستثمار فى شخص واحد فقط «ويقصدون به رونالدو».

هذا الأمر يمثل إشكالية حقيقية وجديدة، ويكشف عن حجم التداخل الرهيب الذى صارت تمثله الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا فى معظم مجالات الحياة، بعد أن كان كثيرون يتعاملون معها باعتبارها «لعب عيال» وينهرون أولادهم إذا مارسوها، أو قضوا وقتا طويلا فى ممارستها بدلا من المذاكرة، ثم باتوا الآن يحلمون بأن يكرر أولادهم حكاية «محمد صلاح» أو الننى أو أى محترف كبير آخر.

السؤال: من هو الأصح: إدارة وملاك نادى يوفنتوس الذين اشتروا رونالدو بمائة مليون يورو وسيدفعون له ٣٠ مليون يورو راتبا سنويا، أم عمال وموظفو شركة فيات الذين يقولون إنهم دفعوا ثمنا باهظا نتيجة سياسات التقشف التى تتبعها إدارة الشركة وملاكها؟!.

لو اعتمدنا على النظرة التقليدية، فإن كثيرين سيقولون فليذهب أى لاعب مهما كان حجمه إلى الجحيم، إذا كان سيتسبب فى إنهاء عمل أو التأثير على حياة ومعيشة آلاف الموظفين.

أما التفكير الآخر والذى يبدو أن إدارة يوفنتوس اقتنعت به، فهو أن الملايين التى تم دفعها لشخص واحد، سوف تجلب ملايين أكثر فى صورة عائدات تجارية متنوعة من الإعلانات إلى الحضور الجماهيرى الواسع وبيع التذاكر، مرورا ببيع التيشيرتات. وأن المكاسب التى سيجنيها النادى ستكون أكثر بكثير مما سيفعله مئات العاملين معا. وقد تقول إدارة النادى أنه من المحتمل أن رونالدو قد يساعد فى تحسين الأداء الاقتصادى للنادى والمجموعة المالكة له، وبالتالى تحسين حياة العاملين فى شركة فيات. فهو صار واحدا من أشهر اللاعبين فى العالم، ولعب الدور الحاسم فى إحراز فريقه السابق ريال مدريد لبطولة دورى الأبطال ثلاث مرات، إضافة إلى دوره مع منتخب البرتغال فى مونديال كأس العالم الحالى فى روسيا.

يوفنتوس ليس أول نادٍ يدفع الملايين من أجل شراء لاعب. باريس سان جيرمان الفرنسى الذى يملكه الآن القطريون دفعوا ما يقارب مليار يورو، فى صفقة نيمار، والإماراتيون الذين يملكون نادى مانشستر سيتى الانجليزى، دفعوا أيضا مبالغ طائلة لشراء نجوم كبار، والروس الذى يملكون تشيلسى الإنجليزى فعلوا نفس الشىء.

لكن الجديد فى حكاية اليوفنتوس أن العمال فى فيات يقولون إنه ليس عدلا أن يتقشفوا هم فقط فى حين تذهب الملايين لشخص واحد، حتى لو كان فى حجم رونالدو.

الجديد الذى ينبغى أن نلتفت إليه هو المفاهيم الجديدة التى بدأت تغزو اقتصاديات كرة القدم العالمية، وبدا هناك ما يشبه المضاربة المجنونة على أسعار اللاعبين، وهو ربما ما أصاب عمال شركة فيات بالدوار!.

بعض أعراض هذه الظاهرة بدأت تدخل السوق المصرية. صحيح أنها لاتزال ضعيفة، وأكبر الصفقات تدور بين واحد أو اثنين مليون دولار، لكنها أيضا ــ للأسف ــ تدور بعيدا عن أى معايير أو أسس اقتصادية سليمة. وبعضها يبدو أنه بقصد أو من دون قصد قد يتسبب فى توجيه ضربة صعبة للاقتصاد الكروى فى مصر، فهل نحن منتبهون؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا غضب عمال «فيات» من رونالدو لماذا غضب عمال «فيات» من رونالدو



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon