توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انفعال وزير التعليم العالى

  مصر اليوم -

انفعال وزير التعليم العالى

بقلم - عماد الدين حسين

أحد الزملاء الصحفيين سأل وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبدالغفار صباح يوم الإثنين الماضى قائلا: هل سيتم الاعتراف بالشهادة التى ستمنحها «جامعة كندا فى مصر»، التى تم افتتاحها تجريبيا فى هذا اليوم؟

الوزير أجاب بالإيجاب، وقال إن المجلس الأعلى للجامعات سيعترف بكل الشهادات التى ستمنحها الجامعات الجديدة، التى سيتم افتتاحها فى مصر قريبا.

هذا الأمر يقود لسؤال أكبر وهو: أيهما أصح هل نخضع الشهادات الجامعية التى يحصل عليها مصريون من جامعات كبرى فى الخارج للمناهج والبرامج والاعتمادات المصرية، أم أن العكس هو الصحيح؟!. 

د. خالد عبدالغفار قال إنه حان الوقت لنتماشى مع العالم فى هذا الأمر، وليس العكس، لأن العالم يتقدم كل يوم تعليميا، ونحن لدينا مناهج لم تتغير منذ خسمين سنة تقريبا. والحل من وجهة نظره أن ننفتح على العالم بكل مدارسه ومناهجه المتطورة.

الوزير محق تماما، ولم يعد مقبولا بطبيعة الحال أن تستمر هيمنة الفكر البليد والروتين القاتل الذى يغرق الكثير من الخريجين فى دواماته.

لكن كيف يحدث ذلك بصورة صحيحة؟

الإجابة أن الحلال بين والحرام بين وهناك أمور مشبهات كثيرة بينهما. وترجمة ذلك فى مجال الشهادات الجامعية أن نعلن ونكشف ونوضح ما هى الجامعات والكليات المرموقة والمتميزة وما هى الرديئة و«نصف اللبة»!.

لو كان هذا واضحا، فسوف يكون سهلا عدم الوقوع فى مصيدة أن نشرب مقلبا من بعض الجامعات والمعاهد الأجنبية التى لا ترتيب عالميا لها.

ارتباطا بهذا الموضوع فإن وزير التعليم العالى كان منفعلا إلى حد ما صباح الاثنين الماضى، خلال افتتاح جامعة كندا فى العاصمة الإدارية، وهو يتحدث عن بعض المعالجات الصحفية التى شككت فى افتتاح هذه الجامعات وغيرها، وقالت إن ما يحدث مجرد وهم أو سراب، وأموال يتم رميها فى الصحراء!!.

من حق الوزير أن يغضب بطبيعة الحال من هذه المعالجة الظالمة، لأنها من وجهة نظره تتجاهل جهود كثيرين يعملون طوال الوقت من دون أن يشعر بهم أحد أو يقول لهم شكرا.

ورأيه أن من يقولون ذلك هم الواهمون والسوداويون وليس لديهم أمل فى بكرة، فى حين أن ما حدث وسيحدث فى العاصمة الإدارية إعجاز بكل ما تعنيه الكلمة، وستصبح أكثر منطقة حداثة فى العالم.

الوزير وجه لوما كثيرا لبعض الإعلاميين الذين لا هم لهم إلا التشكيك، ودعاهم أن يتوقفوا عن جلد الذات طوال الوقت، حتى لا يصيبوا الجميع بالإحباط. 

من وجهة نظره هناك ضرورة للنقد الذاتى الموضوعى، لكن استمرار النقد الهدام بهذه الصورة يضر أكثر مما يفيد، خصوصا أن وفودا أجنبية كثيرة زارت المشروعات الجامعية الجديدة، وتعاملت معها باعتبارها معجزة. وفى تقدير الوزير فإن فروع الجامعات الأجنبية الجديدة سوف تستقبل العديد من الطلاب من مختلف أنحاء العالم، خصوصا من إفريقيا والمنطقة العربية، وبالتالى فسوف يقل ذهاب الطلاب المصريين للدراسة بالخارج لأن الخارج هو من سيأتى إليهم.

من وحى هذا الجدل والاختلاف نسأل: ما هو الحد الفاصل أو الخيط الرفيع بين النقد الموضوعى والنقد الهدام؟!

سؤال لن نصل إلى إجابة شافية له، خصوصا عندما يتمترس كل طرف عند وجهة نظره. الحل من وجهة نظرى هو حكم الواقع لأنه هو الذى يقوم أفضل الإجابات.

ومثلما قلت فى هذا المكان حينما كتبت عن افتتاح جامعة كندا، فإن العبرة هى بما ستقدمه الجامعات الجديدة، ومدى قدرتها على تلبية احتياجات سوق العمل الفعلية، وأن تكون سمعتها جيدة وترتيبها الدولى متقدما، مما يجذب الطلاب من مختلف أنحاء العالم للدراسة فيها.

نحن نسمع كلاما معسولا منذ عشرات السنين فى كل المجالات، ومنها أننا سنشهد ثورة فى التعليم الجامعى لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

من حق الإعلام أن ينبه الحكومة طوال الوقت، بكل الأسئلة والهواجس والظنون، حتى لا نتفاجأ ذات يوم بأننا «اشترينا التروماى»، ومن واجب الحكومة أن يتسع صدرها للنقد، فربما يكون مفيدا، خصوصا أن « بيزنس التعليم» صار مربحا بصورة تفوق أحيانا تجارة السلاح والمخدرات والآثار مجتمعين، وبصورة قانونية!.

وفى المقابل على الزملاء الإعلاميين الذين يتصدون لمثل هذه لموضوعات، أن يمتلكوا أدواتهم، وأن يتأكدوا من معلوماتهم، وألا يلقوا الاتهامات جزافا. 

إذا حدث ذلك، فربما نصل ذات يوم إلى إعلام موضوعى حقيقى.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انفعال وزير التعليم العالى انفعال وزير التعليم العالى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon