توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البورصة.. بين قرارات الداخل وتقلبات الخارج

  مصر اليوم -

البورصة بين قرارات الداخل وتقلبات الخارج

بقلم - عماد الدين حسين

أرجو أن يتنبه الجميع حكومة وأجهزة ومؤسسات وهيئات ومجتمع مدنى إلى خطورة بعض الأوضاع الاقتصادية العالمية على الاقتصاد المصرى. وأرجو أيضا ألا ننسى أن الكثير من الظواهر الاقتصادية ليست بفعل أسباب اقتصادية فقط، بل لأسباب سياسية أيضا، ولنا فى الانهيار الأخير لليرة التركية عظة وعبرة.

كتبت فى هذا المكان قبل أيام، أطالب بالانتباه لما حدث لبعض العملات الأجنبية مثل الليرة التركية واليوان الصينى والراند الجنوب إفريقى والبيزو الأرجنتينى. 

وقلت إننا قد نجد أنفسنا ندفع ثمنا لسياسات وقرارات وأوضاع، لم يكن لنا دخل فيها بالمرة. واليوم أكرر التحذير، مضيفا إليه ضرورة التفكير ألف مرة، قبل أن يتم اتخاذ أى قرارات داخلية، نعتقد أنها منبتة الصلة، ومنفصلة تماما، لكنها شديدة التأثير على اقتصادنا.

يوم الأحد الماضى خسرت البورصة المصرية أكثر من ٢٦ مليار جنيه من قيمتها السوقية، مسجلة أعلى انخفاض فى يوم واحد منذ فترة طويلة بلغ ٣٫٦١٪ بالنسبة لمؤشر البورصة الرئيسى إى جى اكس ٣٠، وتم إيقاف التعامل على عدة أسهم رئيسية لتجاوزها نسبة هبوط أكثر من ٥٪، وفى يوم الاربعاء الماضى تواصل الهبوط بحوالى 29 مليار جنيه بنسبة 3.7%، وهو ما يعنى أن الهبوط تجاوز أكثر من 7% فى أسبوع واحد وهو أكبر انخفاض منذ نوفمبر 2017.

لماذا حدث ذلك؟!.
هناك أكثر من سبب، الأول هو ما يحدث فى الاسواق الناشئة، خصوصا تركيا التى شهدت عملتها الليرة انهيارا وصل إلى 40% من قيمتها، مما اضطر سلطاتها لرفع سعر الفائدة ٦٫٥٪ لتصل إلى ٢٤٪، فى محاولة انتحارية، لوقف الانهيار فى قيمة العملة، متجاهلة تحذيرات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بضرورة عدم رفع أسعار الفائدة باعتبارها أداة استغلالية، من وجهة نظره!.

هذا الرفع المفاجئ، فى تركيا وكذلك فى جنوب أفريقيا والارجنتين قد يدفع بعض المستثمرين الأجانب الكبار، للتوجه إليها باعتبارها فرصة سانحة، رغم أن خبراء مصريين يقولون إن ذلك صعب الحدوث، لأن الاقتصاد المصرى ما يزال واعدا وجذابا مقارنة بالأزمة العميقة التى تعيشها تركيا.

وحتى قبل ارتفاع أسعار الفائدة، فإن غالبية الأسواق الناشئة، تشهد مشاكل مختلفة، مما يلقى بالشكوك حول المستقبل القريب فى هذه الاسواق.

أحد أكبر الأسباب أيضا هى سياسة ترامب الذى يشن حربا تجارية ضد الجميع تقريبا من أول جارته كندا، إلى الصين مرورا بالاتحاد الأوروبى وكذلك تركيا.

لكل الأسباب السابقة، فإن البعض يتوقع أن ترفع مصر أسعار الفائدة، أو على الأقل لا تقوم بتخفيضها كما افترض كثيرون قبل أسابيع، خصوصا بعد أن ألغت وزارة المالية ثلاثة عطاءات متتالية لطرح سندات خزانة فى السوق المحلية. يضاف إلى ذلك أيضا تراجع الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية، حتى لو كان التراجع بنسبة قليلة. كما أن البعض يعتقد أن اتجاه البعض لتسييل أسهمهم، استعدادا للطروحات الحكومية المنتظرة فى الشهر المقبل، وزيادة عطاءات أذون الخزانة، سيعزز من أسباب الانخفاض.

الأسباب السابقة تحدث عنها كثيرون، لكن هناك عاملا يراه البعض مهما. وهو إعادة المتهمين فى قضية التلاعب فى البورصة إلى السجن مرة أخرى، قبل أن يتم إخلاء سبيلهم عصر الخميس الماضى، بعد قبول طلبهم برد المحكمة، وهو ما تزامن مع تحسن ملحوظ فى مؤشرات البورصة جعلها تعوض نصف خسائرها.

درس الاسبوع الماضى فى البورصة يعلمنا أن يكون تحركنا شديد الحساسية، فى مثل هذه الموضوعات، وأن نحسب الأمور بدقة متناهية، حتى لا نتفاجأ بأن «الأمور أفلتت مما يتطلب القيام بإجراءات أسوأ»، والنتيجة النهائية هى التأثير ليس فقط على البورصة، ولكن على الاقتصاد المصرى بأكمله. 

دون الدخول فى ملفات أو مناطق شائكة، علينا أن نحسب كل خطوة وكل قرار أو اتجاه، ومدى تأثيره على سمعتنا واقتصادنا، علينا ألا نراهن طويلا، بأن الخارج معنا، حتى وإن أعطانا شيكا على بياض. أفضل وديعة هى الوضوح مصحوبا بالتوافق الداخلى، وأن يتم إدارة الاقتصاد على أسس اقتصادية فقط، وأن تكون هناك سياسات صحيحة، وإلا دفع الاقتصاد ثمنا فادحا.. فهل نحن منتبهون؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البورصة بين قرارات الداخل وتقلبات الخارج البورصة بين قرارات الداخل وتقلبات الخارج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon