توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسرحية الكيماوى فى إدلب!

  مصر اليوم -

مسرحية الكيماوى فى إدلب

بقلم - عماد الدين حسين

السذج والبلهاء فقط هم من يصدقون أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وبقية الدول الكبرى مهمومون فعلا بالدفاع عن السوريين. وهم أيضا من يصدقون «اسطوانة السلاح الكيماوى» فى سوريا.

قبل سنوات قليلة ربما كان البعض يصدق فعلا، أن أمريكا وغيرها شنوا اكثر من عدوان على سوريا، انطلاقا من حرصهم على المدنيين السوريين.

الآن العملية أصبحت مكشوفة وواضحة، ولا يصدقها إلا من يريد أن يستمر غارقا فى الأوهام.

البعض صدق أن الولايات المتحدة، كانت تحارب الإرهابيين فى سوريا، فعلا طوال السنوات الماضية، ثم تبين له بوضوح أنها استخدمت ووظفت داعش والقاعدة، لخدمة مصالحها، ولم تحاربها أبدا بجدية.

الجيش السورى وبمساعدة قوية من روسيا ثم إيران وحزب الله، تمكن من تحقيق انتصارات ميدانية مهمة ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية طوال السنوات الماضية ولم يتبق إلا محافظة إدلب تحت سيطرة الإرهابيين، الذين فروا إليها من كل المناطق التى كانوا يحتلونها قبل تحريرها.

طبقا للمبعوث الأممى الخاص إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، فإن هناك ثلاثة ملايين شخص، بينهم مليون طفل يعيشون الآن فى إدلب، وهناك نحو عشرة آلاف مسلح ينتمون لتنظيم القاعدة الإرهابى «النصرة أو فتح الشام». علما بأنه يسيطر على أكثر من ٦٠٪ من مساحة إدلب، والبقية تسيطر عليها فصائل أخرى.

الغرب أقر أخيرا بأن الجيش السورى انتصر على الإرهابيين، ولكنه يماطل ويريد الحصول على أكبر ثمن سياسى ممكن قبل الإقرار الرسمى بهذا الانتصار.

أمريكا وبريطانيا وفرنسا يعرفون تماما أن الجيش السورى لن يستخدم أسلحة كيماوية حتى لو كان يمتلكها ضد الإرهابيين فى إدلب، لأنه يعرف العواقب التى جربها أكثر من مرة.

مرة أخرى ليس معنى كلامى أن نظام بشار الأسد هو مجموعة من الملائكة مقابل الإرهابيين الفعليين. رأيى المسجل فى هذا المكان أكثر من مرة، أنه لولا الاستبداد الحكومى، منذ عشرات السنين، ما كانت هناك حرب أهلية أصلا. وما وجدت داعش وأمثالها البيئة الخصبة للنمو والانتشار واحتلال أكثر من نصف مساحة سوريا قبل أن يتم دحرها. 
الدول الغربية الكبرى تستخدم شماعة الأسلحة الكمياوية لتأجيل حسم معركة إدلب. هى تتغنى ليل نهار بأنها ضد الإرهاب. لكن انتهازيتها الراهنة تفضح مواقفها وتجعلها تهدد الحكومة السورية حتى لا يتم القضاء على داعش والنصرة فى إدلب. هى تدرك أن نهاية هؤلاء الإرهابيين سينهى مبرر وجودها فى سوريا.

من المؤكد أن أى حسم عسكرى سيؤدى إلى خسائر رهيبة بين المدنيين، لكن أن يتم الضغط على الحكومة السورية، بعدم محاربة الارهابيين خوفا من موجة نزوح للمدنيين، فهذا معناه أن الغرب يريد استمرار سيطرة القاعدة على إدلب، وهو يعنى أيضا أن هذا الغرب يقر بأن الارهابيين أخذوا المدنيين فى إدلب رهينة.

وبالتالى فإذا كان الغرب ومعه تركيا مشغولين فعلا بالمدنيين السوريين، فيمكنهم إقناع النصرة ومن يدعمونهم من الفصائل المسلحة بترك أسلحته، لسحب كل الذرائع من نظام بشار الأسد.

الأسبوع الماضى قابلت دبلوماسيا أجنبيا مرموقا. هو مطلع بدقة على تفاصيل ما يحدث فى سوريا. قال لى إنه لا يتوقع معركة كبرى تشنها سوريا وروسيا وإيران فى إدلب، ويعتقد أن القصف الروسى الأخير هو لتمهيد الحل السياسى، وللضغط على تركيا كى تضغط على الفصائل التى تدعمها. تركيا تدرك أن الحرب الكاسحة ستعنى هزيمة الفصائل وبالتالى فرار مئات الآلاف إلى أراضيها، مما يعمق أزمتها الاقتصادية الراهنة.

حسب هذا الدبلوماسى، فإن أمريكا تريد من روسيا حلا سياسيا، لأن إدلب هى آخر ورقة فى يد الغرب للضغط على روسيا وسوريا. وبالتالى فالغرب يريدون شراء الوقت عبر استمرار المحادثات والمفاوضات، حتى يستطعيوا تحقيق أهدافهم السياسية هناك أو أكبر قدر ممكن منها.

الغرب كما قال وزير الخارجية الفرنسى قبل أيام يدرك أن الحرب العسكرية تم حسمها لمصلحة نظام الأسد، لكنه يبحث عن أى مكسب سياسى، سواء بتعميق هيمنة إسرائيل أو إبعاد إيران أو تمكين الأكراد، إضافة إلى أهداف أخرى متنوعة تهم كل طرف من الأطراف الذين كانوا سببا فى هذه المأساة السورية.

هذا التوصيف للدبلوماسى الدولى قريب جدا من الحقيقة. على الأقل يبدو منطقيا مقارنة بتمثيلية «الكيماوى» التى اخترعتها الدول الغربية وصدقها الكثير من المخدوعين فى المنطقة.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية الكيماوى فى إدلب مسرحية الكيماوى فى إدلب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon