توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المندهشون العرب!!

  مصر اليوم -

المندهشون العرب

بقلم : عماد الدين حسين

 من أعجب ما قرأت فى الأيام الأخيرة، هو استغراب بعض المواطنين العرب من الموقف الرسمى لبعض الحكومات والانظمة العربية من عدم اتخاذها مواقف رافضة ومعارضة للعدوان الأمريكى البريطانى الفرنسى، وقبله الإسرائيلى ضد سوريا بحجة ان النظام استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين فى مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق.

على صفحات كثيرة فى الفيسبوك، وتغريدات توتير، بل وحتى فى مقالات مطبوعة، ومداخلات تليفزيونية نسمع استهجانا من قبل هؤلاء المستغربين لعدم وجود موقف عربى رسمى يعارض العدوان أو يمنع تدهور المأساة السورية إلى منزلقات جديدة.

هؤلاء هم اعضاء ناشطون فى «حزب المندهشون العرب». كأنهم يعيشون فى كواكب زحل أو المريخ أو عطارد، ولا يدرون ماذا يحدث على أرض الواقع فى سوريا منذ مارس ٢٠١١.

الذين نسوا الواقع والوقائع نقول لهم إن جزءا كبيرا من الشعب السورى هب فى مارس ٢٠١١، ضد حكومة وأجهزة أمنه، مطالبا بالحرية والكرامة مثله مثل غالبية الشعوب العربية. المظاهرات كانت سلمية وراقية، وتصدت لها بالطبع أجهزة الأمن بقسوة بالغة. عندها تدخلت «قوى شريرة» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لإفساد هذا التظاهر السلمى، وتمكنت من عسكرة الانتفاضة، وتكوين ما يسمى بـ«الجيش السورى الحر». وكان ذلك هدية عظيمة تلقفها النظام، ليقوم بضرب الجميع من معارضة وطنية سلمية ومعتدلة جدا، إلى معارضات مسلحة ومدعومة من الخارج.

أفلت الأمر من الجميع، ووجدنا على أرض سوريا كل أشرار الأرض. بعض الحكومات العربية خصوصا الخليجية، دعمت المنظمات المتطرفة مثل داعش والنصرة وقبلهما «الجيش الحر» لاسقاط بشار الأسد بكل الطرق، وحكومات أخرى التزمت الحياد مثل بلدان المغرب العربى، فى حين أن حكومات مثل العراق دعمت الحكومة السورية ومعها حزب الله اللبنانى.

تركيا دخلت على الخط ودعمت المعارضة بكل أنواعها، وصارت أراضيها معبرا لكل المتطرفين فى العالم إلى سوريا ومنها للعراق. وفى المقابل تدخلت إيران بكل قوتها لمساندة الأسد، وكونت ميليشيات شيعية من كل بقاع العالم بقيادة قاسم سليمانى لدعم الأسد ونظامه.

الموقف المصرى ظل محافظا على مسافة من كل الأطراف منذ اندلاع المظاهرات حتى وصول الإخوان للحكم. ونتذكر جميعا أن الإخوان ومحمد مرسى جمعوا بعض رموز التطرف فى استاد القاهرة، لحشد وتعبئة المصريين للسفر إلى سوريا للقتال ضد الحكومة. وقام مرسى بقطع العلاقات مع سوريا قبل أيام من عزله.

لكن بعد ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣، عاد الموقف المصرى أكثرا اتزانا، بل واقترب أكثر من الحكومة السورية، باعتبار أنها تحارب نفس الخصوم، أى المتطرفين.

روسيا تدخلت عسكريا عام ٢٠١٥ وتمكنت ليس فقط من إنقاذ الأسد من السقوط، ولكن لتوجيه ضربة قوية للمتطرفين. بسبب هذا التغيير على الأرض بدأ العالم يتعامل مع الأسد باعتباره مستمرا، بل إن ولى عهد السعودية قال إن الأسد باقٍ وهدف بلاده هو عزله عن إيران وليس اسقاطه.

المتغير الذى حدث هو «المفاجأة الأمريكية» قبل اسبوعين. ترامب قال إنه سينسحب من سوريا، ثم عاد وقرر أنه يمكن الاستمرار إذا دفعت السعودية الفاتورة!!. وبعدها أعلنت السعودية أنها يمكنها المشاركة فى الضربة، وهو ما أعلنته قطر أيضا عقب اجتماع أميرها مع ترامب الأسبوع الماضى. علما بأن أمريكا تمتلك أكبر قاعدة عسكرية خارج حدودها فى قطر، وتشن منها أغلب هجماتها فى عملياتها فى المنطقة العربية خصوصا من سوريا والعراق واليمن. وهناك دول عربية اخرى لها نفس المواقف الداعمة لامريكا والمعارضة للحكومة السورية.

بلدان عربية خصوصا فى الخليج ترى العدو هو إيران والأسد، وليس إسرائيل، وبلدان أخرى ما تزال ترى أن العدو هو إسرائيل. وبلدان أخرى لم يعد لديها موقف لأنها غارقة فى همومها.

سوريا وشعبها صارت على مائدة اللئام منذ سنوات. وبالتالى فلو أمعن المندهشون فى تأمل المأساة السورية، فسوف يتوقفون عن الاندهاش، وربما وقتها سيدركون أن مواقف بعض الحكومات العربية كانت سببا فى وصول الأزمة إلى ما وصلت إليه.

الكل مجرمون.. من الأسد وإيران إلى موسكو وواشنطن مرورا بغالبية الحكومات العربية.

وحدة الشعب السورى هى الضحية.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المندهشون العرب المندهشون العرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon