توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خصوصية هند المفقودة

  مصر اليوم -

خصوصية هند المفقودة

بقلم - عماد الدين حسين

هل ما تزال لدى كل واحد منا خصوصيته الطبيعية، أم أننا نفقدها بالتدريج، لصالح وسائل التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا؟!».
من الواضح أن فكرة الخصوصية بمعناها الكلاسيكى القديم تتراجع وتتلاشى، وصارت أنفاسنا معدودة من قبل آخرين كثيرين، لا نعرف معظمهم.
قضية السيدة «هند» التى أجبرت ابنها على القفز إلى بلكونة المنزل بمدينة أكتوبر قبل أيام، بعد أن نسى المفتاح داخل الشقة، تكشف عن تراجع فكرة الخصوصية بشكل كبير.

هذه القضية التى شغلت الرأى العام كثيرا، لها أبعاد مختلفة، منها طريقة تعامل الام العنيف مع ابنها، لكن اليوم سنركز على جانب الخصوصية فقط.
ما لفت نظرى أكثر إلى هذا الجانب ما كتبته الباحثه والكاتبة الصحفية هدى رءوف، على صفحتها على الفيس بوك مساء يوم السبت قبل الماضى وأنقله مع بعض التصرف البسيط: «على فكرة فى المناطق الشعبية والأرياف الناس اتعلمت تمشى أمورها فى كل تفاصيل حياتها. والست تتصرف فى حدود إمكاناتها، ومش كل شوية تتصل بالافندى بتاعها، وتقوله باب اتقفل أو غيره، هم بينطوا من شباك لشباك ويتصرفوا، ده طبعا لا يبرر مخاطرة الأم بابنها. لكن ممكن الولد يكون نط قبل كده، وكرر الموقف وده اللى خلاها تسيبه ينط تانى.. المشكلة الحقيقية هى الانطاع اللى بدل ما تتدخل وتساعد بإيجابية وتنزل تساعده، لا بيصوروا من شباكهم ويفضحوا الناس عشان هوس السوشيال ميديا .اللى صور اتسبب فى فضح وتعرية أسرة وتفاصيل حياتها من أب مريض لأم شقيانة وجرها عالحبس هى وعيالها. فى رأيى اللى حصل امتهان لكرامة أسرة كاملة. أى سلوك إنسانى بقى مادة للتصوير والنشر من قبل أى واحد معاه موبايل. بجد مبقاش فيه أى خصوصية، ومحدش آمن على نفسه.. سيبوا الناس فى حالها.. واتعاون بجد دى الإيجابية مش تصوير وشير دى نطاعة وقلة أدب. والإعلام كان لا بد يوبخ الشخص اللى صور بدل ما يساعد، مش يقعدوا يزايدوا على أم غلبانة طالع عينيها فى الدنيا».

اتفق مع معظم ما جاء فى كلام هدى رءوف، وأضيف أن السوشيال ميديا قد قلبت الموازين فى الكثير من مجالات حياتنا، ومنها الخصوصية.
بالطبع لوسائل التواصل الاجتماعى العديد من المزايا، لكن لها العديد من العيوب القاتلة، ومنها انتهاك الخصوصية. المؤكد أن ما فعلته هند سلوك خاطئ، لكنه يتكرر كل يوم فى العديد من المناطق الشعبية والريفية، لكن لم نكن نراه.
لم يعد أحد منا فى مأمن من التلصص. يمكن لأى شخص فى الشارع أو النافذة أو سطح منزله أن يفتح كاميرا تليفونه، ويسلطها على أى شخص أو أسرة، وينقل ما يراه على الهواء مباشرة لكل العالم!.

بعض صور وفيديوهات السوشيال ميديا، تفك ألغاز العديد من القضايا والجرائم، وتكشف عيوبا خطيرة، تفيد المجتمعات. لكن بعض هذه الصور انتهاك فاضح لأبسط مبادئ الخصوصية، فكيف يمكن حل هذه المعضلة؟!.
أدرك أن بعض مواد القانون يمكنها أن تعالج هذا النوع من التلصص واختلاس النظر، لكن ماذا عن اللقطات والصور التى تنتهك الخصوصية، أو تقع «بين بين؟!».
من أطرف ما قرأته فى هذا الصدد أن سيدة متزوجة كانت على علاقة برجل آخر، ذهبت معه إلى إحدى الحدائق العامة فى دولة بأمريكا اللاتينية، ونامت على رجليه فى الهواء الطلق، شخص ما كان يبث على الهواء من هذه الحديقة. الزوج المخدوع، كان يتصفح أحد المواقع بالصدفة، فرأى زوجته، وعرفها من ملابسها. وهنا كانت الفضيحة والطلاق.
المطلوب أن يتم سد الثغرات القانونية بحيث يتم معاقبة أى شخص ينتهك الخصوصية بمعناها الحقيقى. لكن وحتى إذا حدث ذلك، فلم يعد بإمكان أحد منا أن يحلم بالخصوصية. صار ذلك من الماضى. على كل شخص أن يدرك أنه معروض طوال الوقت تقريبا على الهواء، وبالتالى وجب عليه أن يلتزم أقصى درجات الحذر.
من أصدق ما قالته والدة الطفل تعليقا على فضحها بهذه الطريقة: «ما كنتش عارفة إن حد هيصورنى، وما كنتش عارفة أن الموضوع هيكبر كده».

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

GMT 01:43 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

قاموس الاستقرار وقاموس النار

GMT 01:32 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

بريد الليل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خصوصية هند المفقودة خصوصية هند المفقودة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon