توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة

  مصر اليوم -

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة

بقلم - عماد الدين حسين

فى 20 فبراير الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «حال الإعلام فى بريطانيا.. وفى مصر!». وكان يفترض أن ينشر هذا المقال فى اليوم التالى مباشرة أى 21 فبراير، باعتباره مرتبطا به عضويا، لكن تلاحق الأحداث حال دون ذلك. أقول ذلك حتى لا يبدو مقال اليوم، وكأنه تبرير للخطأ الذى وقعت فيه عدة مواقع إخبارية مصرية، بشأن «وزير النقل المزيف أو الميت». الخطأ قاتل ولا ينبغى تبريره تحت أى مسمى.
بعد هذه المقدمة أعود إلى ما يحدث فى بريطانيا، فربما يكون مفيدا لمحاربة الأخبار المضروبة عندنا فى مصر.
التقرير أعدته الباحثة الاقتصادية البريطانية فرانسيس كورنكروس، بتكليف من رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى، عند «حال الإعلام البريطانى»، واستغرق عاما كاملا وشارك فيه خبراء يمثلون مختلف الجوانب الإعلامية والإعلانية.
فى التقرير عبر مستخدمو الأخبار عن مخاوفهم من عدم قدرتهم على التعرف على الأخبار الكاذبة، واعترف ربع مستخدمى منصات الإنترنت، بأنهم لا يعرفون كيفية التعرف على هذه الأخبار، أو التحقق منها.
التقرير الذى تم إعداده أساسا لمواجهة الأزمات الصعبة، طلب من منصات الإنترنت ضرورة التعرف السريع على الأخبار الكاذبة، وإزالتها من على المواقع، مقرا بأن خطر الأخبار الكاذبة يهدد الصحافة الورقية والرقمية، مقارنة بالراديو والتليفزيون.
الاتهامات موجهة طوال الوقت إلى «الفيسبوك» باعتباره المملكة التى شجعت هذه الأخبار الكاذبة، لكن متحدثا باسم الشركة قال إنهم يبذلون جهدا كبيرا للتأكد من أن الجمهور يتصفح أخبارا ذات مصداقية، وإنهم أحرزوا بعض التقدم فى توفير أدوات تمكن المستخدمين من معرفة الأخبار التى يعتمد عليها، بما فى ذلك زر يوضح مصادر الأخبار على الموقع.
ما سبق هو صلب ما جاء فى التقرير بشأن الأخبار الكاذبة، وللأسف يبدو أن هذا السرطان يصعب مقاومته بالأساليب العادية المتبعة حاليا. وما أصابنى بالهلع، أنه إذا كانت بريطانيا، بكل ما تملكه من إمكانيات وإعلاميين مؤهلين، غير قادرة حتى الآن على مواجهة هذه الظواهر الملعونة، فكيف يكون الحال فى البلدان النامية المغلوبة على أمرها؟!
التقرير يقول إن الاخبار الكاذبة تضرب الجميع، الدول المتقدمة والنامية، ولذلك علينا البحث بعمق فى كيفية مواجهتها.
المسألة باختصار أنه يمكن لمجموعة قليلة جدا من البشر، لكنها محترفة فى تزييف الأخبار، أن تصيب مجتمعا كاملا بالشلل، وتجعله يعيش فى فوضى وارتباك وتشوش. وبالتالى فإن مجموعة صغيرة منظمة وممولة جيدا، يمكنها أن تكون أخطر من حزب جماهيرى كبير، أو تنظيم سياسى عقائدى. هنا تبرز الخطورة التى تعانى منها العديد من المجتمعات.
كنا نظن أيضا أن «اللجان الإلكترونية» قاصرة على بعض الحكومات أو التنظيمات، لكن يبدو أنها بصدد أن تصير «أسلوب حياة» فى مناطق مختلفة من العالم.
التصميم الراهن للفيسبوك فى أحد جوانبه يعطى فرصة عبقرية لكل اللجان الإلكترونية أو التنظيمات الفردية المتطرفة أو المتمردة، أن تبث ما تشاء من أكاذيب أو حتى خطاب كامل ومتكامل، مملوء بالحقد والغل والتطرف سواء كان يعبر عن واقع حقيقى أم مملكة من الأوهام!
نتذكر جميعا أيضا فضيحة «كامبردج انالتيكا» التى تآمرت فيها شركة بريطانية مع فيسبوك للتأثير فى الاتجاهات التصويتية لخمسين مليون ناخب أمريكى خلال الانتخابات الرئاسية السابقة. هذه الحملة، صارت فضيحة مدوية، واستلزمت اعتذار مالك فيسبوك مارك زوكربيرج، أكثر من مرة أمام الكونجرس ومجلس العموم والصحافة. 
الدرس المستفاد من الفضيحة هو أنه إذا كانت الأخبار الكاذبة أو الموجهة أو الممنهجة، يمكن أن تؤثر فى الناخبين الأمريكيين، فالمؤكد أن خطورتها تزيد أكثر فى بلدان العالم النامى. والنتيجة الأخطر من وجهة نظرى، هى أن القول بأن ثورة الاتصالات حسنت من وعى الجماهير، ليس صحيحا بصفة كاملة، لأنها أيضا جعلت من التلاعب بمشاعر ورغبات واتجاهات الملايين أمرا سهلا، قد لا يتكلف أكثر من تصميم رسالة محكمة على وسائل التواصل الاجتماعى.
حتى الآن فإن الأخبار المضروبة تحتاج جهودا ضخمة فى كل مجتمع لكى يقاومها، السلاح الأول هو توفير الأخبار والمعلومات الصحيحة أولا بأول، ومزيد من تدريب الاعلاميين، ثم فضح المتلاعبين بالعقول، وأن تكون هناك قوانين وتشريعات رادعة ضد مزيفى الأخبار ومفبركيها، وكما يقول مرسيل خليفة: «الله ينجينا من الآن!!!».

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة حلول إنجليزية للأخبار الكاذبة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon