توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مديح المصدر الذى رفض ذكر اسمه

  مصر اليوم -

فى مديح المصدر الذى رفض ذكر اسمه

بقلم - عماد الدين حسين

هل الصحيفة أو الفضائية التى تستخدم أو تتوسع فى الأخبار المنسوبة إلى مصادر لا تذكر اسماءها صراحة، ترتكب خطأ أو جريمة مهنية أم أن الأمر طبيعى؟!.

هذا السؤال صالح كى نطرحه فى مصر، مثلما هو مطروح بقوة الآن فى الولايات المتحدة، وفى أماكن أخرى مختلفة من العالم، وسوف يظل يُطرح إلى أن تقوم الساعة.

مناسبة السؤال هو الجدل الدائر فى الولايات المتحدة، بعد أن نشرت صحيفة النيويورك تايمز افتتاحية غير مسبوقة، كتبها شخص وقع باعتباره عضوا مهما فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقال إنه «جزء من عملية مقاومة هادئة داخل الإدارة للقرارات الهوجاء التى يتخذها الرئيس وتهدد من وجهة نظره الديمقراطية الأمريكية».

ترامب وبعض مساعديه وأنصاره، استنكروا ما فعلته الصحيفة، وطالبوها بالإعلان عن اسم كاتب الافتتاحية واتهموها بتهديد الأمن القومى للبلاد، وقائمة مطولة من التهم الشنيعة.

لن نتوقف كثيرا عند منطق ترامب، الذى كسر كل الحدود والقواعد، ويتعامل مع أى صحيفة مختلفة معه باعتبارها شريرة وظالمة وتنفذ أجندة معادية، رغم أن صعوده المثير، كان فى جزء كبير منه يعود إلى قدرته على التعامل مع الإعلام خصوصا غير التقليدى.

ما يهمنا هو مناقشة القطاعات الكبيرة التى تصدق شيطنة الصحف ووسائل الإعلام، التى تلجأ إلى استخدام المصادر التى لا تذكر اسماءها.

بالطبع فإن الأفضل والأحسن والمثالى، هو أن تذكر كل صحيفة اسم المصدر واضحا ومحددا. لكن السؤال الذى لا يفكر فيه الكثيرون هو: لماذا تلجأ وسائل الإعلام إلى حكاية المصدر المجهول أو العليم أو الذى رفض ذكر اسمه؟!.

للتوضيح، لا يوجد شىء اسمه المصادر المجهولة أو المجهلة. الأصح القول المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه. لأنه مصدر معلوم للصحفى وللصحيفة، وأحيانا يكون معروفا لبعض القراء أو المتابعين النابهين والأذكياء، من خلال الأوصاف التى يذكرها الصحفى عنه.

تلجأ الصحف لهذا النوع من المصادر، لأنها لو ذكرت اسمه لحرقته تماما. تخيلوا لو أن المصدر الذى كتب افتتاحية النيويورك تايمز ذكر اسمه، أو كشفته الصحيفة. المؤكد أن ترامب سوف ينكل به بشكل لا يتخيله أحد!.

وبالتالى فالسؤال الجوهرى الذى يفترض أن يسأله الغاضبون من حكاية المصادر غير المعلنة هو: انسوا حكاية المصدر.. المهم هل الخبر صحيح أم لا؟!.. هذا هو المعيار الرئيسى. ثم أن كثيرا من المصادر التى تفضل عدم ذكر اسمها هى مصادر حكومية، فى معظم بلدان العالم.

فى مرات كثيرة يتم تسريب معلومات أو أفكار أو آراء حتى يمكن قياس رد فعل الرأى العام.. وحدث ذلك فى مصر فى الماضى ويحدث فى الحاضر، وسيستمر فى المستقبل. تخيلوا وزيرا يريد أن يلفت النظر إلى خطأ ما داخل حكومته.. فهل يخرج ويقول: أنا الوزير الفلانى اعترض على سياسة زميلى الوزير أو رئيس الحكومة، أم يسرب الخبر أو القصة للصحفى، ويكتبها تحت اسم مصدر رفض ذكر اسمه، وبالتالى يتم معالجة الخطأ؟!.

نحن ننسى أن معظم القصص الصحفية العظيمة بدأت من أخبار لا مصادر رسمية لها، وفى مقدمة ذلك فضيحة ووترجيت التى فجرها الصحفى الشاب وقتها بوب وودورد ونتيجة لها تم طرد الرئيس نيكسون من البيت الأبيض. المصدر وقتها كان ضابط فى البحرية الأمريكية، كان يمد الصحفى بالمعلومات خلال لقاءات داخل دورة مياه. وودورد صار صحفيا عظيما وهو الذى ألف ونشر قبل أيام الكتاب الأخير «الخوف» وفيه فضح العالم العبثى الموجود داخل البيت الأبيض. معظم معلومات الكتاب منسوبة لمصادر لم تذكر اسمها.. فهل تتهم المؤلف بأنه لا يفهم و«الواشنطن بوسطت» باعتبارها «صحيفة نص لبة؟!».

لولا المصادر التى تفضل عدم ذكر اسمها لماتت الصحف وتحولت إلى نشرات صفراء لا يقرأها أحد. والغريب أن غالبية من يستنكرون الاخبار المجهلة، هم أنفسهم من يلجأون إليها فى معظم اخبارهم وتحليلاتهم، وأحيانا بطريقة فجة!!.

إذا القصة ليست هل المصدر واضح فى هذا الخبر أم لا، بل المهم هو: هل المعلومة أو الرأى أو الفكرة صحيحة أم لا، وكذلك مدى دقة ومصداقية وسيلة النشر. 

من واقع خبرة فى هذه المهنة عمرها ٣٢ عاما، فهذه المصادر التى لا تذكر اسمها، كانت العمود الفقرى فى الصحافة العالمية.. وبالتالى فالمهنة مدينة لهؤلاء المصادر بالكثير.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مديح المصدر الذى رفض ذكر اسمه فى مديح المصدر الذى رفض ذكر اسمه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon