توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلاميون بلا عمل!

  مصر اليوم -

إعلاميون بلا عمل

بقلم - عماد الدين حسين

أين سوف يذهب الإعلاميون والصحفيون الذين استغنت عنهم أماكن عملهم فى الشهور الأخيرة؟!

أتمنى أن تنشغل كل الجهات المعنية وذات الصلة بالبحث عن إجابة لهذا السؤال الصعب؟!

لا أتحدث اليوم عن السياسة أو المحتوى أو لماذا تقشفت هذه الصحيفة أو توقفت تلك المحطة ــ فذلك موضوع متشعب ــ لكن أتمنى أن ننشغل جميعا بالتفكير فى أمر الزملاء الذين يفقدون وظائفهم.

فى الشهور الأخيرة شهدت غالبية الصحف والفضائيات عمليات تقشف واسعة النطاق بفعل أزمات اقتصادية طاحنة. نعلم جميعا أن أسعار الورق ارتفعت عالميا أكثر من مرة. قبل أقل من سنتين كانت الزيادة ٨٠٪، بسبب تداعيات قرار تعويم الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية، وقبل شهرين ارتفعت الأسعار مرة أخرى إلى نسب تقترب من ٤٥٪ بسبب تغيرات فى سوق الورق عالميا بفعل الحروب التجارية بين أمريكا والصين وأوروبا، أو لتغيرات فى قوانين عالمية تتعلق بآليات استخدام بعض أنواع الوقود فى النقل.

هذه الارتفاعات مصحوبة بتراجع حصة الإعلانات التجارية، خصوصا تلك الموجهة للسوق المصرية إقليميا، حتمت على غالبية الصحف وقف التعيينات، أو تخفيض الرواتب ورغم ذلك كان غالبية الصحفيين يتقبلون هذه الإجراءات مكرهين، لكن الجديد أن العديد من الصحف والفضائيات بدأت عمليات استغناء واسعة النطاق عن بعض العاملين فيها.

فى الماضى عندما كان يتم الاستغناء عن زميل، كان يجد فرصة فى صحيفة أو فضائية أو موقع إلكترونى آخر. الآن عمليات التقشف تتم على نطاق واسع. وفى الشهور الأخيرة، رأينا العديد من الصحف والفضائيات والمواقع تتقشف أو تتوقف نهائيا سواء طوعا أو كرها.

النتيجة أن مئات الصحفيين والإعلاميين وجدوا أنفسهم جالسين فى بيوتهم، لا يجدون فرصة عمل، تحافظ لهم على الحد الأدنى من الدخل اللازم لمعيشتهم، وبعضهم لم يعد يملك الا البدل النقدى الذى تقدمه نقابة الصحفيين ولا يزيد على 1670 جنيها.

فى بعض المؤسسات كانت عمليات الاستغناء واسعة النطاق، ونظرا لعدم وجود فرص عمل فى صحف أو مواقع أو فضائيات أخرى، كان الجلوس فى المنزل هو الخيار الوحيد. أعرف قصصا مأساوية كثيرة لزملاء فى المهنة، لا يصدقون حتى الآن أنهم بلا عمل، بعضهم كانوا نجوما بارزة فى سماء الإعلام وبعضهم كانوا فى بداية مشوارهم المهنى.

مرة أخرى، لا أتحدث الآن عن سبب هذه الظاهرة، لكن أتمنى أن نلتفت جميعا إلى تداعياتها.

علينا أن نسأل سؤالا بسيطا: هل ندرك خطورة أن يجلس المئات وربما الآلاف من الإعلاميين بلا عمل وبلا أى مصدر رزق؟!

فى السنوات الأخيرة صار فى كل جامعة كلية إعلام أو أكثر من قسم للإعلام فيها. والجميع يحلم بأن يصبح صحفيا لامعا، أو مذيعة مشهورة، ودخل المهنة من يستحق ومن لا يستحق، لكن النتيجة النهائية أن هناك أكثر من ١٢ ألف صحفى عضو فى نقابة الصحفيين، وربما مثلهم أو أكثر غير معينين، وآلاف آخرين يعملون فى الفضائيات ما بين مذيعين ومعدين ومصورين وفنيين.

السؤال بطريقة أخرى: أليس هناك احتمال أن تحاول جهات ليست بريئة استقطاب بعض هؤلاء الإعلاميين بحجج مختلفة، وأليس واردا أن يضعف بعض هؤلاء أمام إغراءات لقمة العيش؟!

أتمنى أن تكون هناك لجنة طارئة تدرس هذا الملف ويكون ممثلا فيها نقابتا الصحفيين والإعلاميين والمجلس الوطنى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والوطنية للصحافة، وكل جهة مختصة ومعنية بهذا الملف الحيوى والحساس، قبل ان يجدوا المئات معتصمين فى نقابة الصحفيين، أو نقابة الاعلاميين الوليدة.

لا نريد لجنة روتينية تصدر توصيات لا يتم تنفيذها، ثم تذهب إلى حال سبيلها، ولا نريد كلاما مرسلا. ما نريده دراسة وافية للمشكلة وأعراضها والتداعيات المأساوية، التى يمكن أن تنتج عنها. هناك احتمالات كبيرة أن يؤدى تسريح وإنهاء خدمات مئات الصحفيين والإعلاميين إلى نتائج ضارة جدا للأمن القومى، وبالتالى فالمطلوب أن يتم البحث فى آليات وخطوات إجرائية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

أتمنى أن تكون هناك تحركات عاجلة قبل ان نتفاجأ بأن بعضا من الزملاء العاطلين عن العمل كرها، قد تحولوا إلى تروس فى آلة الحرب الاعلامية المسعورة ضد مصر.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلاميون بلا عمل إعلاميون بلا عمل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon