توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هامش حرية للأحزاب أهم من الدمج

  مصر اليوم -

هامش حرية للأحزاب أهم من الدمج

بقلم : عماد الدين حسين

 مرة أخرى.. أن يكون لدينا عدد أقل من الأحزاب، لكنها أكثر تأثيرا وجماهيرية، أمرا مهما ومطلوبا، لكن السؤال فى الحالة المصرية: هل يتم ذلك بالدمج، أم يفترض أن نبحث فى كيفية زيادة فاعلية هذه الأحزاب، لتصبح أحزابا بجد، وليست مجرد ديكور؟!.

الذين يطالبون بدمج الأحزاب الصغيرة فى أحزاب أكبر، لا يمكن لومهم، فهم يتحدثون بمنطق، لكن يغلب عليه «حسن النية».

مرة اخرى ولسوء الحظ فإن المشكلة الحزبية ليست ناتجة من كثرتها، بل من غياب فاعليتها وهشاشتها وانعدام جماهيريتها.

أكثر من ٩٥٪ من الأحزاب المصرية أنبوبية وكرتونية وهامشية وعائلية، واصطنعتها الحكومات المتعاقبة منذ بدء المنابر الثلاثة داخل الاتحاد الاشتراكى عام ١٩٧٦.

كان الهدف وقتها صناعة ديكور جميل، لكى يكون هناك انفتاح سياسى شكلى يتواكب مع الانفتاح الاقتصادى الشكلى أيضا أو «السداح مداح»، الذى ابتدعه أنور السادات، بعد أن انفتح على «الغرب الرأسمالى» وهجر «الشرق الاشتراكى». غالبية الحكومات منذ هذا الوقت حاصرت الأحزاب المدنية، ومنعت تطورها الطبيعى، وكانت النتيجة الكارثية أننا استيقظنا على كابوس الأحزاب الدينية المتطرفة التى استولت فى «غمضة عين» على مجلس الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية وسائر النقابات المهنية والجمعيات الخيرية، بل وبعض الأندية الرياضية.

لم يكن الأمر فقط حصار الحكومات، بل فشل غالبية هذه الأحزاب فى التواصل مع الناس على أرض الواقع، والنتيجة هى هذا الشلل والعقم غير المسبوق للأحزاب المدنية.

إذًا الحل الحقيقى هو إتاحة هامش حقيقى من الحرية أمام الأحزاب المدنية الجادة، لكى تنمو وتكبر وتتطور، وتغرس جذورها فى هذه التربة شديدة الهشاشة.

ويصاحب ذلك وجود إيمان حقيقى من الدولة والنظام والحكومة بأهمية وجود حياة حزبية جادة، تتبنى أفكارا وبرامج ورؤى مختلفة ومتعارضة، طالما أنها التزمت بالقانون والدستور.

لكن قبل ذلك، لابد من وجود كوادر حزبية مؤهلة، تستطيع تقديم نماذج ملهمة للجماهير، كى تلتحق بعضوية هذه الأحزاب اقتناعا ببرامجها المتنوعة، وليس لتحقيق مصالح آنية سريعة مثل الحصول على وظيفة أو رخصة فرن أو مستودع غاز أو حتى الهرب من كمين!. من دون هذه الشروط الأساسية، فلن تكون هناك حياة حزبية، حتى لو أصدرنا قرارات بدمج الأحزاب كلها فى حزبين اثنين فقط!

بجانب ذلك، فإن الذين طرحوا فكرة الدمج نسوا عاملا مهما، وهو «الشخصانية»، التى تميز الحياة الحزبية المصرية. يعتقد كل واحد من غالبية رؤساء الأحزاب أنه جواهر لال نهرو وأنديرا غاندى، أو تشرشل ومارجريت تاتشر أو هيلموت كول وأنجيلا ميركل معا! رغم أن معظمهم، لم يتدرج فى أى عمل سياسى حقيقى، بل التحق بالأحزاب بمنطق المصادفة أو «السبوبة»!

وبالتالى، فكيف سيتم إقناع كل هؤلاء «الزعماء» بأن يندمجوا فى حزب أو اثنين أو ثلاثة؟!.

هم أساسا، كوَّنوا أحزابهم الكرتونية، لتفجير الحياة الحزبية سواء قبل يناير ٢٠١١ أو بعدها، وبالتالى، سيصبح من قبيل تضييع الوقت الرهان عليهم فى عمليات الدمج، أولًا لأنهم بلا قواعد جماهيرية، وثانيا لأن كلا منهم يعتقد أنه «الرجل الأول» والزعيم المفدَّى!!.

سمعت بعض هؤلاء يقول قبل أيام: إنه يؤيد الدمج، لكنه لم يخبرنا ما هو وزنه وتأثيره الذى سيدخل به عملية الدمج؟!

تقديرى الشخصى أن الحكومة تصنع خيرا، إذا سمحت بهامش حقيقى للأحزاب كى تتحرك، وأسارع للقول بأن ذلك لا ينطبق بأى حال من الأحوال على أى حزب دينى أو يتاجر بالدين أو يدعم العنف والإرهاب، أو يرفض القانون والدستور والدولة المدنية.

إذا سمحت الحكومة بالحد الأدنى من الحرية، وشجعت الأحزاب المدنية، فسوف تستطيع هذه الأحزاب، النزول للشارع والتحرك فيه بحرية، ومناقشة المواطنين فى القضايا الحياتية المختلفة، وتقديم رؤى ووجهات نظر مختلفة، يمكنها أن تساعد الحكومة فى معالجة السلبيات.

نعرف وندرك أنه لن تكون هناك تعددية وديمقراطية على الطريقة الغربية فى المدى المنظور، لكن على الأقل ستحسن الحكومة صنعا إذا بدأت فى تشجيع ودعم الأحزاب الجادة، وسن قوانين تقضى على «الآفات الحزبية الصغيرة»، بحيث نبدأ السير من الآن فى الطريق الديمقراطى الطويل حتى لو بدأنا من «كى جى 1».
المهم أن نبدأ، البداية الصحيحة.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هامش حرية للأحزاب أهم من الدمج هامش حرية للأحزاب أهم من الدمج



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon