توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحق له الكتابة فى الشأن المسيحى؟!

  مصر اليوم -

من يحق له الكتابة فى الشأن المسيحى

بقلم-عماد الدين حسين

بعض الزملاء والقراء وجهوا لى لوما خفيفا، لأنى كتبت خمسة مقالات خلال الأسبوع الماضى عن تداعيات مقتل الأنبا ابيفانيوس رئيس وأسقف دير الأنبا مقار بوادى النطرون.
أسباب اللوم متعددة ومتنوعة، وهى فى مجملها تعكس ــ من وجهة نظرى ــ الحالة التى وصل إليها المجتمع.
السبب الأول من وجهة نظر الملومين هو أنه لا يفضل لكاتب صحفى مسلم، أن يتناول شأنا خاصا بالكنيسة المصرية، لأنه قد يتم فهمه باعتباره تدخلا فى شأن كنسى أو طائفى، والأفضل أن يقوم كاتب صحفى مسيحى بالكتابة عن هذا الشأن. وأصحاب وجهة النظر هذه يتزيدون، حتى يصلوا إلى أنه من غير المستحب أن يقوم صحفى مسلم، بتغطية ملف الكنيسة القبطية، علما بأن أحد أهم من غطوا هذا الملف الزميل والصديق أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة روزاليوسف السابق مسلم وملتزم وعلى خلق، وقد غطاه بكفاءة ومهنية وكانت علاقاته مع قادة الكنيسة وما تزال متميزة.
سبب آخر يسوقه هؤلاء، وخلاصته أن الكتابة عن مثل هذه الموضوعات، قد تزيد الأمور توترا واشتعالا فى حين أن المطلوب هو التهدئة.
سبب ثالث يرى أن الكلام فى مثل هذه الموضوعات قد يعطى فرصة للمتطرفين والتكفيريين وكل أعداء الوطن، للعبث بالوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.
وبعض هؤلاء يقول إنه إذا كان هناك رغبة فى النشر، فالأفضل أن تتحدث دائما عن الإرهابيين الذين يريدون الفتنة، وليس عن أى قضايا فعلية يعرفها الجميع.
ما سبق هو خلاصة رأى بعض الزملاء والقراء، وفضلت أن أعرضها بأمانة حتى نصل إلى توافق حقيقى، هدفه أن أى كتابة يفترض أن تخضع للعقل والمنطق، وأن تكون موضوعية وأمينة. ثم إننى أزعم أننى أكتب عن الكنيسة بنفس المنطق والمنهج والروح التى أتناول بها شأنا يخص الأزهر، أو وزارة الأوقاف المصرية، أو أى جماعات تدعى انها ذات توجه إسلامى، وبالتالى فإن هدفى هو البحث والتحليل لمصلحة المجتمع بأكمله، إضافة بالطبع إلى التزام القوانين والقواعد المهنية ذات الصلة.
الخطأ الكبير الذى يرتكبه أصحاب وجهات النظر السابقة أنهم يعمقون من فكرة عزل الكنيسة والأخوة المسيحيين أجمعين فى جيتو بعيدا عن كل الوطن وقضاياه.
أنور السادات وحسنى مبارك استراحا لهذا التوجه، وخلاصته أن على بابا المسيحيين أن يتولى بمفرده قيادة الطائفة المسيحية بعيدا عن الوطن وقضاياه، على أن يضمن هذا البابا ولاء الطائفة للنظام السياسى. هذه الصيغة ظلت تعمل بكفاءة إلى حد كبير زمن البابا شنودة «١٩٧١ ــ ٢٠١٢» لكنها تعرضت للضعضعة، بقيام ثورة يناير ٢٠١١، والمشاركة الواسعة لقطاعات جماهيرية مسيحية فيها، اكتشفت أن المشكلات التى يعانى منها الأقباط فى مصر، مرتبطة بإصلاح المجتمع بأكمله فى اتجاه ديمقراطى حداثى تنويرى، وأنه لا ينبغى أن يستمر حبس الأقباط فى قفص يمسك بمفتاحه البابا فقط تحت رقابة النظام السياسى.
بعض الإخوة الأقباط ما تزال لديهم حساسية من مناقشة قضاياهم الخاصة، علنا، ويعتبرون ذلك ماسا بهم بل وبعقيدتهم أحيانا. فى حين أن الرؤية المنصفة تقول إنه ينبغى أن يتم مناقشة كل القضايا وبصورة علنية لا فرق فى ذلك بين ما يسمى قضايا إسلامية أو مسيحية فكلها قضايا المصريين، طالما انها بعيدة عن المعتقدات.
القاعدة المنطقية البسيطة تقول إنه حينما يكون هناك راهب فاسد داخل إحدى الكنائس أو الأديرة، فهذا لا يؤثر من بعيد أو قريب فى الديانة المسيحية، مثلما أن فساد شيخ فى الأزهر لا يسىء إلى الديانة الإسلامية. وبالتالى فمن حق الجميع مناقشة كل القضايا بصورة حرة وشفافة وفى إطار قواعد المهنة وقوانينها ومواثيق الشرف المهنية أيضا. الراهب أو الشيخ له وظيفة دينية، لكنه مواطن أولا وأخيرا ويتم معاملته بهذه الصفة طالما ان الامر ليس خاصا بعقيدته، أو معتقداته.
جريمة مقتل الأنبا أبيفانيوس كشفت عن بعض جوانب الخلل فى أحد الأديرة فقط، لكنها لا تسىء من بعيد أو قريب للإخوة المسيحيين وديانتهم، مثلما أن الجرائم التى يرتكبها بعض المسلمين فى تنظيمات متطرفة، لا تسىء إلى الإسلام.
وإلى أن تتضح جميع ملابسات الحادث، فأظن أن الفرصة قد حانت أمام البابا تواضروس لإعادة تنظيم ما لم يكن مرتبا فى الماضى، وإنهاء جيوب التمرد فى هذا الدير أو تلك الكنيسة. ويبقى السؤال حول إمكانية تحقيق ذلك والوقت الذى يفترض أن يستغرقه، وحجم المقاومة الموجودة.

نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحق له الكتابة فى الشأن المسيحى من يحق له الكتابة فى الشأن المسيحى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon