توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صحافة البيانات الرسمية!!!

  مصر اليوم -

صحافة البيانات الرسمية

بقلم - عماد الدين حسين

أتفهم تماما وجود قانون يلزم وسائل الإعلام المختلفة ألا تنشر بيانات أو أرقاما أو معلومات عن عمليات عسكرية، إلا بناء على البيانات الرسمية الصادرة عن المتحدث الرسمى للقوات المسلحة. لكن أن تتوسع كل الهيئات والوزارات العادية فى تقليد القوات المسلحة، فى ذلك فهو أمر سيؤدى حال تنفيذه إلى قتل كامل لمهنة الصحافة والإعلام.

فى البلدان التى تعيش أوضاعا طبيعية يمكن لوسائل الإعلام نشر أى بيان أو معلومات فى أى وقت، طالما أن القانون يعطيها الحق فى ذلك. لكن استمرار العنف والإرهاب والعمليات الإرهابية يعطل هذه الحياة الطبيعية للاسف الشديد.

نتذكر أن هذه المادة ٣٥ من قانون الإرهاب، جاءت فكرتها أساسا، حينما اجتهدت بعض وسائل الإعلام، ونقلت أرقاما غير دقيقة حينا وغير صحيحة أحيانا، لعدد الضحايا الذين سقطوا جراء محاولة تنظيم داعش الإرهابى السيطرة على مدينة الشيخ زويد فى أول يوليو ٢٠١٥. النشر العشوائى يومها صب فى مصلحة الإرهابيين، وصور الأمر، وكأنهم نجحوا فعلا فى إقامة دويلة أو جيب يرفعون عليه علمهم الأسود.

مرة أخرى نتفهم ذلك بالنسبة للقوات المسلحة، فى هذا الظرف الصعب والمؤقت، والذى يفترض أن يتغير مع عودة الحياة إلى كامل طبيعتها إن شاء الله فى أقرب وقت. لكن كيف يمكن تفهم ذلك مع محاولات بعض الوزارات والهيئات، أن تحصل على نفس المعاملة، وتعتقد ان هذا هو الامر الطبيعى؟!.

فى الأيام الماضية نشرت «الشروق» قصصا صحفية عادية جدا تتحدث عن قرب حدوث تطورات معينة فى ملفات شديدة التقليدية ببعض الوزارات. لكن فوجئت أن بعض المسئولين غاضبون جدا من هذا النشر، ويريدون أن نتوقف عنه حتى يصدر بيان رسمى من هذه الوزارة أو تلك الهيئة!
لنفترض مثلا أن صحيفة ما نشرت خبرا يقول أن الوزارة «س» تدرس التعاقد مع المؤسسة أو الشركة أو المجموعة «ص»، من أجل أن تنجز لها بعض المهمات. فما الذى يسىء للوزارة أو الهيئة أو المصلحة أو المؤسسة؟!

تزيد الحيرة كثيرا إذا كانت الصحيفة متأكدة تماما أن الخبر صحيح مليون فى المائة. علما ان من حق الوزارة أو الهيئة ان تنفى ذلك او تصححه.

تعالوا نفكر بالطريقة التى تفكر بها بعض الوزارات أو الهيئات، وسوف نفترض أن الصحف استجابت لرغباتها، وانتظرت البيانات الرسمية التى تصلها..

فما الذى سيحدث فى هذه الحالة؟!. باختصار شديد ستتحول كل الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية إلى مجرد نشرات صفراء متشابهة فى المحتوى، وليس فيها إلا البيانات الرسمية المعلنة أو المتشابهة؟!.

ما الذى سيضر وزارة التعليم لو قلنا إنها تنوى تطوير المناهج فى المرحلة المقبلة، أو أن وزارة النقل تنوى تطوير المزلقانات، أو رفع أسعار التذاكر لتغطية الخسائر، وماذا سيحدث إذا قلنا إن وزارة التخطيط تبحث أفكارا مختلفة للتخلص من العمالة الزائدة أو تنظيم ساعات العمل فى الجهاز الادارى، أو أن وزارة الزراعة سوف تتشدد فى معاقبة المعتدين على الأراضى الزراعية، أو أن وزارة المالية منهمكة فى البحث عن وسائل حديثة لتحصيل الضرائب وزيادتها، أو أن وزارة السياحة قد تتعاقد مع شركة جديدة للترويج لمصر سياحيا؟!.

كل ما سبق أخبار شديدة التقليدية، خصوصا أن بعضها أو معظمها يندرج تحت الفعل «تدرس» أو «تبحث» أو «تخطط» أى إنها ليست قرارات نهائية، بل مجرد أفكار تمت مناقشتها بالفعل، وقد تتحول لإجراءات أو تظل مجرد أفكار!.

إذا أصرت كل وزارة أو هيئة عامة أو خاصة على أن يقتصر عمل وسائل الإعلام على نشر البيانات الرسمية فقط، فإننى ألفت نظرهم إلى أن الناس فى هذه الحالة ستتوقف تماما عن قراءة أو مشاهدة هذه الوسائل فورا، وبالتالى فإن الخاسر فى هذه الحالة لن تكون وسائل الإعلام فقط، بل الوزارات والحكومة والمجتمع بأكمله، لأن الجمهور وقتها سوف يبحث عن وسيلة أكثر تنوعا وأكثر جذبا.. والسؤال: هل هذه ما نريده؟!

سيقول البعض: «هذا أفضل من أجل الامن والاستقرار؟»، لكن نسأل أنصار هذا الرأى: إذا فقدت الصحف والفضائيات جمهورها وتأثيرها، فكيف ستصلون للرأى العام كى يتلقى رسائلكم المختلفة؟!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافة البيانات الرسمية صحافة البيانات الرسمية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon