توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المواطن الفقير والفنانة الشهيرة.. وبينهما الأسعار

  مصر اليوم -

المواطن الفقير والفنانة الشهيرة وبينهما الأسعار

بقلم - عماد الدين حسين

قبل فترة كنت عائدا من جريدة الشروق سيرا على الأقدام باتجاه ميدان الدقى.
بعد الميدان بقليل فوجئت بشخص فى الخمسين من عمره تقريبا، يهرول خلفى ويوقفنى.
كان سؤاله الأول هو: هل فعلا الأسعار ستزيد مرة أخرى فى الفترة المقبلة؟!.
أجبته صادقا بأننى لا أعرف. قال لى ولكن، أحاديث بعض المسئولين فى الفترة الأخيرة، تعطي انطباعا خلاصته أن الأسعار ستزيد خصوصا الوقود والكهرباء.
قلت له مرة أخرى، ربما يحدث ذلك، وقد لا يحدث. لكن لا أملك فعلا أى معلومة محددة بشأن ذلك.
الرجل انفجر فى موجة شكوى عارمة، وأن مرتبه لا يكفى أولاده الأربعة، وأنه يشعر بأنه مخنوق، وسرد لى بصورة مؤلمة، تفاصيل تكاليف المعيشة وصعوبتها، وأنه هو وأمثاله الذين يتحملون أى زيادة فى الأسعار، وليس الأغنياء.
تفهمت كلام الرجل تماما، وحاولت أن أشرح له بلغة بسيطة الظروف الصعبة التى يمر بها اقتصاد البلد، وأسعار الفائدة العالمية، وتذبذب أسعار البترول بين 60 إلى 85 دولارا، لكنه لم يكن مستعدا لسماع أى شىء، إلا الحصول على تأكيد منى بأن الأسعار لن ترتفع.
قلت للرجل مرة أخرى إننى أعذره وأقدر ما يقوله، لكننى فى النهاية مجرد مواطن مثله يعمل صحفيا، ولا أعلم نوايا الحكومة فعلا فى الفترة المقبلة.
تركنى الرجل وانصرف لحال سبيله، لكن ملامح وجهة الغاضبة والمتحفزة وعنف كلماته، لم تفارقنى.
فى التاسعة مساء نفس اليوم كنت مدعوا على عشاء فى منزل دبلوماسى عربى كبير، وهناك قابلت العديد من نجوم الفن الكبار، وفوجئت بأن إحداهن تشكو أيضا من الغلاء. 
وكان سؤالى للفنانة الكبيرة والمعروفة جدا: حتى أنتم؟! فجاءت الإجابة نعم، لكن بالطبع الفارق فى الدرجة ونوع الشكوى.
من كان يشترى الدواء بخمسة آلاف جنيه شهريا صار يشتريه بعشرة آلاف. ومن كان يعطى رواتب للحارس والسائق والعاملين فى المنزل، فقد زاد كل ذلك بمقدار النصف، ومن كان يتبرع بألف جنيه للأعمال الخيرية، صار مطلوبا منه أن يتبرع بألفين بسبب غلاء الأسعار.
المؤكد أن كبار الفنانين وأمثالهم فى المجتمع قادرون على التعامل مع الأمر، لكن ذكرت هذه الحالة للتدليل على أن مشكلة الغلاء صارت تطارد الجميع مع فارق فى الدرجة.
حينما سأل الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الندوة التثقيفية الأخيرة للقوات المسلحة، كلا من وزير الكهرباء والبترول عن تكلفة وحجم الدعم الذى تقدمه الدولة للكهرباء والوقود، شعر كثيرون أن ذلك قد يكون مقدمة أو تمهيدا لرفع الأسعار فى الفترة المقبلة.
شخصيا سألت وزير البترول المهندس طارق الملا، مازحا وجادا أكثر من مرة عن وجود أى مؤشرات لزيادة أسعار الوقود، فابتسم الرجل ولم يقدم إجابة.. وبعدها أيضا نفت الحكومة التفكير فى رفع الأسعار خلال العام المالى الحالى، أى قبل شهر يوليو المقبل.
الطبيعى والمتوقع أن زيادات أسعار الوقود والكهرباء كانت ستتم مع بداية السنة المالية الجديدة فى شهر يوليو من العام الحالى، طبقا للخطة التى وضعتها الحكومة بتصحيح هيكل وشكل دعم الطاقة خلال فترة زمنية تستغرق خمس سنوات، وأعلنت ذلك أكثر من مرة، بل وقدمته للبرلمان.
الخبر الجيد أن رفع الدعم عن أسعار الكهرباء لن يكون خلال خمس سنوات كما كان مقررا، بل سيكون خلال 8 سنوات تنتهى عام2022، طبقا لما أعلنه وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر قبل أيام.
والخبر الجيد أيضا ما قاله أكثر من مسئول فى الأيام الأخيرة، ومنهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن الجزء الصعب من برنامج الاصلاح الاقتصادى، قد انتهى. يعنى بالبلدى فإن «ما هو قادم لن يكون أصعب مما مر».
أدرك المعضلة الصعبة التى تواجه الحكومة بشأن ضرورة الاصلاح الاقتصادى، لكن عليها ألا تنسى أن هموم الناس وصعوبات حياتهم وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن الفقير والفنانة الشهيرة وبينهما الأسعار المواطن الفقير والفنانة الشهيرة وبينهما الأسعار



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon