توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رؤية متشائمة لدبلوماسى خليجى

  مصر اليوم -

رؤية متشائمة لدبلوماسى خليجى

بقلم - عماد الدين حسين

قبل نهاية شهر رمضان بيومين، التقيت مع دبلوماسى عربى كبير بالمصادفة فى حفل إفطار فى منزل أحد الأصدقاء. مجمل حديث الدبلوماسى كان قاتما إلى حد كبير فيما يتعلق بمستقبل المنطقة العربية.

هو يخشى أن يكون الأسوأ لم يأت بعد، وأننا إذا لم ننتبه فربما ننجرف كافة إلى حال أصعب مما يتخيله أشد المتشائمين.

هو يعتقد أن هناك تخطيطا لتفكيك المنطقة بأكملها. لكن مادامت مصر والسعودية حافظتا على تماسكهما، فإن كل المخططات ستفشل. لكن المشكلة أن تكون هناك سياسات داخلية تساعد الأعداء على تنفيذ المخطط.

فى تقديره أن ما يحدث من تطورات فى السعودية مهم للغاية، لكن ينبغى الحذر والحرص الشديد، وعدم الدخول فى مواجهات مفتوحة مع قوى مجتمعية تتمتع بأرضية كبيرة، كما لا ينبغى أن يتم تصوير الأمر باعتباره صراعا ضد الدين، بل نضال من أجل تغيير الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.

فى تقديره أيضا أن هناك ممارسات فى السعودية لابد من الانتباه إليها، وتخالف تماما الطريقة المعهودة فى التعامل مع الآخرين، وتسىء للملكة أكثر مما تفيدها، وتجعلها تدخل فى صراعات مع قطاعات شعبية عربية كثيرة بسبب تصرفات فردية متهورة.

هذا الدبلوماسى ــ المنتمى لدولة خليجية ــ يقول إننا كعرب أخطأنا خطأ فادحا حينما وثقنا أكثر مما ينبغى فى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى أهان العرب والمسلمين، كما وجه إهانات خاصة لدول الخليج، وتعامل معهم باعتبارهم «أجولة من الأرز ممتلئة بالمال لا تعرف كيف تنفقه!!!».

ما يغضب الدبلوماسى العربى، أن ترامب لا يكلف نفسه حتى عناء مجاملتنا، أو احترامنا، بل يصر على إهانتنا كل يوم بطرق مختلفة، ويريد منا أن نضخ كل ما نملك من أموال فى شرايين اقتصاد بلاده، أو نقدمها «كاش» نظير الحماية الأمريكية!.

من مصلحة أمريكا كما يقول هذا الدبلوماسى، أن تستمر الخلافات العربية العربية، والخلافات العربية الإيرانية، بل وأن تنشب الحرب بينهم، حتى تستمر مبيعات السلاح، وتزداد الحاجة إلى الدور الأمريكى، من أجل الحماية. وبالتالى فليس مستغربا أن تسعى الولايات المتحدة ومن خلفها إسرائيل فى دفع العرب بكل الطرق لمحاربة إيران، حتى ينتهى الأمر باستنزاف الطرفين معا، ولا تتكلف إسرائيل ثمن رصاصة واحدة فى هذه الحرب، التى إذا نشبت ستعيد الخليج قرونا للوراء.

الدبلوماسى الخليجى متشائم جدا أيضا من إمكانية حل الخلاف بين كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وبين قطر. هو يرى أن احتمالات تطور هذا الخلاف إلى درجة أسوأ واردة جدا، وأن زيارة تميم أمير قطر الأخيرة للكويت، كانت زيارة مجاملة رمضانية، ولم تكن مخصصة بالأساس لبحث أفكار جديدة. لكن الكويت سألت قطر: ما هو الجديد الذى تملكونه ويمكن تقديمه للبلدان الأربعة، حتى يمكن استئناف الحديث عن التسوية؟. وكانت الإجابة عامة جدا والحديث عن استعدادها للجلوس وبحث المشكلة من كل جوانبها.

طبعا هذا الرد ليس حلا، وعلى أرض الواقع فإن الإجراءات القطرية العملية تعتبر تصعيدا للأزمة وليس سعيا لحلها. وفى تقدير هذا الدبلوماسى فإن الجهود الأمريكية للحل غير مثمرة، وربما على أطراف الأزمة أن يسألوا: وهل من مصلحة واشنطن حل هذه المشكلة، مادامت هى الأكثر استفادة من استمرارها، خصوصا أنها تبتز طرفى الأزمة للإيحاء بأنها تقف مع كل منهما على حدة!.

الدبلوماسى الخليجى الذى خدم فى مصر منتصف الثمانينيات، يقول إن الأمل أن تعود مصر لسابق دورها المحورى والرائد فى المنطقة العربية. 

هو يتمنى كمواطن عربى ــ محب جدا لمصرــ أن تركز على التعليم والبحث العلمى وأن تعود قوتها الناعمة مرة أخرى. ويتمنى أن يرى «وسط البلد» مليئة بالحدائق والأشجار والخضرة وليس بالأبراج الأسمنتية. يسأل :ما فائدة أن تنقل الوزارات إلى العاصمة الإدارية، كى تخفف الضغط السكانى، فى حين أن هناك تفكيرا فى بناء أبراج فى ماسبيرو والوراق ومناطق أخرى ستزيد من التكدس السكانى فى نفس المنطقة؟!.

هو يقول إن مؤامرات الخارج ضد العرب لا تنجح إلا بسبب جهلنا وتخلفنا وإنقساماتنا. والحل أن نبدأ فى مصالحة أنفسنا أولا داخل بلداننا، وان يكون هناك موقف عربى موحد ولو فى الحدود الدنيا. وبعدها يمكن حل معظم القضايا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية متشائمة لدبلوماسى خليجى رؤية متشائمة لدبلوماسى خليجى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon