توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب

  مصر اليوم -

المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب

بقلم : عماد الدين حسين

 قبل نحو أقل من ثلاثة أسابيع، اتصل بى مراسل لواحدة من كبرى وكالات الأنباء العالمية، وسألنى عن رأيى فى ظاهرة «اللافتات الانتخابية» الكثيرة التى تملأ الشوارع، تأييدا للرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية.

تحدثت معه تليفونيا لنحو عشر دقائق، وعرضت له وجهة نظرى كاملة، فى موضوع اللافتات. لكن للأسف فوجئت بأن كلامى المنشور فى التقرير بالإنجليزية، مجتزأ إلى حد كبير، وركز فقط على بضع جمل، تظهر كلامى ناقصا ومبتورا. الغريب أننى أعرف هذا المراسل، وفى المرات التى تعاملت معه فيها قبل ذلك، كان شديد الأمانة فى نقل كلامى، بدقة. بعد النشر تحدثت معه وعاتبته، وقال لى إنه لم يقصد أن يشوه كلامى، وأن الفقرة التى اقتبسها، تضيف زاوية جديدة للموضوع. قلت له ولكن من سيقرأ القصة فى وكالتكم، لن يصله جوهر ما قلته، وسوف يقرأ فقط عبارة تبدو سلبية ومجتزأة من سياق أكبر.

لا أكتب هذه القصة للشكوى، فقد تفهمت الاعتذار الرقيق من المراسل، لكن أسردها لأدلل على المناخ الصعب الذى يحيط بمهنة الإعلام بصفة عامة، ويجعل الجميع يتحسسون ويتوجسون من كل كلمة أو عنوان أو مانشيت، هنا وهناك.

المراسلون الأجانب ليسوا كلهم مجموعة من الملائكة، كما يعتقد المعارضون المصريون، كما أنهم ليسوا جميعهم مجموعة من الشياطين كما يروج بعض أنصار الحكومة.

هؤلاء المراسلون، بينهم الصالح والطالح، المهنى جدا واللئيم جدا.

بعضهم يسعى لأداء عمله بأقصى صورة مهنية ممكنة، طبقا للأصول المهنية التى تعلمها فى بلاده. وفى هذه الحالة يصطدم بالكثير من الصعوبات فى مصر. وأهم مشكلة هى عدم وجود معلومات سريعة، ردا على أسئلتهم، الأمر الذى يجعل بعضهم يملأ هذه الفراغات بمعلومات ناقصة أو مشوهة أو أنصاف حقائق أو «أرباع مصادر».

البعض الثانى توقف عن العمل كصفحى، وصار ناشطا سياسيا. هؤلاء يجلس بعضهم على مقاهى وسط البلد، مع بعض الناشطين المعارضين أو الغاضبين أو المتطرفين، وتتحول وجهات نظر هؤلاء هى السائدة والمنتشرة والمحشورة وسط القصص و«الفيتشيرات» الصحفية التى يتم إرسالها، وشيئا فشيئا تتحول إلى وجهة نظر للمراسل شخصيا.

وتزداد خطورة هذه النوع من المراسلين، إذا كانت صحيفته أو محطته الإعلامية، لها وجهة نظر ضد الحكومة والنظام المصرى، لأنه يتم «تلوين» العديد من الأخبار أو تمرير معلومات مغلوطة أو ناقصة، أو التركيز فقط على كل ما هو مثير أو سلبى.

وللأسف الشديد وعن تجربة شخصية، فإن المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب، أو الإعلاميين الذين يعملون فى فضائيات دولية، يشهد تراجعا كبيرا هذه الأيام.

حينما هاجم الإرهابيون دير الأنبا صموئيل فى المنيا وقتلوا ٢٨ من المسيحيين الذين كانوا ذاهبين إليه يوم الجمعة ٢٦ مايو الماضى، اتصلت بى إذاعة دولية معروفة، وسألنى المذيع: «ألا ترى أن هذا الحادث قد يؤدى إلى مغادرة المسيحيين لمصر، كما حدث فى العراق وسوريا»؟!.

لحظتها شعرت بصدمة كبيرة، لأن الاستنتاج كارثى وخاطئ، ويكشف عن قراءة شديدة التحيز والتوجيه واللؤم والتآمر، ناهيك عن الجهل بحقائق تاريخ مصر، وتاريخ أقباطها. الذين هم جزء حقيقى وأصيل من النسيج الوطنى، وليسوا أقلية طارئة يعيشون فى جيتو منعزل، كما يعتقد بعض الجهلاء.

مثل هذا النوع من المعالجات هو الذى يجعل البعض، يتخيل أو يتأكد أن هناك سعيا دائما للتهجم على مصر، والنيل من استقرارها، سواء تعلق الأمر بملف الأقباط أو الإرهابيين فى سيناء.

مرة أخرى: هل معنى ما سبق أننا مجتمع من الملائكة، والمراسلون مجموعة من الشياطين؟!.

الإجابة هى: لا، والذى يعطى الفرصة أحيانا لبعض هؤلاء المراسلين، للإساءة، هو غياب المعلومات، وعدم رد كثير من المسئولين على اسئلتهم واستفساراتهم، كما أن هناك مشكلات حقيقية فى ملف حقوق الإنسان والحريات خصوصا الصحفية.

وبالتالى وبعد أن نلوم المتربصين من المراسلين الأجانب، علينا أن ندقق فى المنهج الذى نعمل به، والأخطاء التى يقود إليها.

ويبقى السؤال: هل هناك طريقة مثلى للتعامل مع المراسلين الأجانب؟! الإجابة لاحقا إن شاء الله.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب المستوى المهنى لبعض المراسلين الأجانب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon