توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل

  مصر اليوم -

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

خلال اللقاء مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» مع الصحفيين والإعلاميين المصريين مساء الجمعة الماضى بالقاهرة، أكثر من استخدام الآيات القرآنية، فى مواضع متعددة.
وحينما انتهى اللقاء، وقف الرئيس الفلسطينى وصافح الحاضرين. قلت له مداعبا: «من يسمعك تتلو هذه الآيات الكثيرة، قد يتشكك فى انتمائك للإخوان!!!».
الرجل ضحك بصوت عال، وكان يقف بجانبى فى تلك اللحظة كل من محمود مسلم وأحمد المسلمانى وثروت الخرباوى. أبومازن سألنى: سنك كام؟ قلت له ٥٤ عاما تقريبا. ضحك كثيرا وقال لى عمرى ٨٣ عاما وأعرف الإخوان وخطرهم وأساليبهم قبل أن تولد أنت بسنوات!!.
فى هذا اللقاء قال أبومازن أن رأيه أن الإخوان يعملون بوضوح مع الأمريكيين، وصار لهم وجود وتمثيل بالكونجرس والبنتاجون والبيت الأبيض، وانتقل معظم قادتهم من لندن وبرلين إلى أمريكا «كلهم يعملون مع بعض، والله يعيننا».
فى تقدير أبومازن فإن حركة حماس الإخوانية صارت تخدم المصالح الإسرائيلية، فما يجرى تنفيذه الآن هو وعد بلفور الحقيقى، وعلينا ألا ننسى أن أمريكا هى من فرضت الوعد ووضعته فى ميثاق عصبة الأمم، وفرضته على صك الانتداب، أما بريطانيا فكانت هى الواجهة التى تولت التنفيذ. جوهر الوعد الآن حسب أبومازن هو إلغاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، ومنع عودة اللاجئين، وفرض حكم ذاتى فى الضفة، ولا مانع من إقامة حتى امبراطورية فى غزة، وللأسف فإن حماس تساعدهم فى ذلك، حينما ترفض إتمام المصالحة.
يكشف أبومازن عما يراه أمرا غريبا: «البعض من العرب يرسل أموالا لحماس عبر إسرائيل. حماس ترسل بعض هذه الأموال لأنصارها فى الضفة، حتى ينفذوا عمليات ضد إسرائيل، فتقوم الأخيرة بضربنا أو حصارنا أو تجويعنا أو حجز أموالنا نحن!».
يضيف: «المفارقة أن الأموال التى نرسلها لحماس يستولون عليها ويعطونها لأنصارهم، ويبيعون الكهرباء والمياه والدواء للناس ويأخذون الأموال لهم، هم لا ذمة لهم، وأنتم المصريون أكثر الناس الذين جربتموهم هؤلاء «فالشيخ واحد للفريقين هنا وهناك!!».
أبومازن يعود بالذاكرة للوراء، ويقول حينما كنا نعد للانتخابات التشريعية عام ٢٠٠٦، رفضت إسرائيل فى البداية أن تجريها فى القدس، وقلت لهم لا انتخابات من دون القدس الشريف، ففوجئت بقيادى حماس محمود الزهار يقول ما هى المشكلة.. القدس ليست مكة، حتى نعلق الانتخابات عليها، فقلت له وقتها: مكة مقدسة لنا، والقدس أيضا لها مكانة دينية ورمزية وسياسية».
فى لقاء سابق قبل عامين حكى لنا محمود عباس أنه أخبر الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين بأن حماس ستفوز بانتخابات ٢٠٠٦ وأنه يريد التأجيل لشهور قليلة، حتى تستعد حركة فتح جيدا، لكن المفاجأة أن الأمريكيين هددوه بقطع الاتصالات معه إذا أجّل، أما المفاجأة فكانت أن إسرائيل وافقت على إجراء الانتخابات فى القدس الشرقية، وسمحت لحماس بعمل الدعاية أيضا!.
قبل نهاية اللقاء قال أبومازن إنه يشعر أحيانا أن الآية الكريمة: «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَقُوا اللَهَ لَعَلَكُمْ تُفْلِحُونَ»، نزلت أساسا لتخاطب الفلسطينيين فى محنتهم.
يقول أبومازن، إن أحد مشاكلنا هى الغوغائية والشعارات الفارغة من أى مضمون. نحن نريد عملا حقيقيا. فلسطين لن يحررها فقط هتاف: «على القدس رايحين بالملايين»، بل أن ندرس العدو ونفهم كيف نفكر!.
قد نكون ضعفاء الآن، لكن لن نقبل بأى حل غير عادل، ولن أفرط فى القدس حتى أرضى الأمريكيين، ولن أنهى حياتى خائنا.
المفارقة أنه بينما كان أبو مازن بالقاهرة، اقتحم خمسة مجهولين مقر تلفزيون فلسطين الرسمى فى حى تل الهوى جنوبى غزة، والعبث بمحتوياته، تبعه انتقاد كبير من «فتح» لحماس، وانتهى بإغلاق حماس جميع مكاتب فتح بالقطاع حتى إشعار آخر.
أبومازن قال لنا خلال اللقاء إنه سيوقف تحويل الـ٩٦ مليون دولار الشهرية لحماس إذا لم يقبلوا بالمصالحة، وإذا ضغطت بعض الأطراف العربية على حماس ومن يمولهم ويوجههم، فسوف يتوقفون فورا عن تعطيل المصالحة، التى تصب فقط فى صالح إسرائيل.
بعدها قررت السلطة سحب ممثليها من معبر رفح، وأرسلت حماس جنودها، ولا أحد يعلم ما هى الخطوة التالية، لكن المؤكد أن المصالحة بينهما تجمدت حتى إشعار آخر.
وبغض النظر عن من المخطئ ومن المصيب فيهما، فالمؤكد أكثر أن إسرائيل هى الفائز الوحيد فى هذا العبث غير المفهموم بين فتح وحماس.!!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل أبومازن وحماس وبينهما إسرائيل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon