توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

30 يونيه.. بعد خمس سنوات

  مصر اليوم -

30 يونيه بعد خمس سنوات

بقلم - عماد الدين حسين

فى ٣٠ يونيه ٢٠١٣، شاركت مع ملايين المصريين فى هذه الثورة العظيمة، وحتى الآن لم أندم على ذلك، رغم العديد من الملاحظات السلبية فيما يتعلق ببعض السياسات اللاحقة.

فى تقديرى أن أهم ما فعلته ثورة ٣٠ يونيه أنها أنقذت مصر من التحول لدولة ظلامية.

لم أكن أستسيغ عبارة «مش أحسن من سوريا والعراق!»، لكن على الأقل أدرك الآن خطورة ما هو أسوأ من سوريا والعراق، وهى الحالة الليبية المجاورة، والتى لا أعرف لماذا يتجاهلها معظمنا رغم أنها فى صميم الأمن القومى لمصر؟!.
القذافى دمر هذا البلد تمامًا، والليبيون ثاروا عليه من أجل حياة حرة كريمة، لم نلتفت وقتها لخطورة التدخل الغربى المدعوم خليجيًا وتركيًا، ثم فوجئنا بقرار قطرى يمنع جمع السلاح من الميليشيات، وتفككت بقايا الجيش الوطنى، وهيمن المتطرفون على السلطة، ثم رفضوا الاعتراف بهزيمتهم فى الانتخابات التالية، بعدها اختفى ما كان موجودًا من مؤسسات، وصارت الكلمة العليا للميليشيات الجهوية الدينية.

التيار الذى يضم إخوانًا وسلفيين ومتطرفين هناك، لا يؤمن إلا باستمرار سيطرته حتى لو كانت على مساحة واحد فى المائة من أراضى ليبيا، وكل ما يشغله أن تكون تحت أيديه حقول النفط ليضمن استمرار تحكمه فى الناس بدعم من تركيا وقطر.

لماذا أتحدث تفصيلا عن ليبيا فى هذه المناسبة؟ لأن ٣٠ يونيه أنقذتنا من مصير أن يتحكم فينا بعض المتطرفين الذين يزعمون أنهم يحكموننا باسم السماء.

رأينا نتائج حكم أو سيطرة أو هيمنة تجار الدين، ليس فقط فى منطقتنا، بل وتشويههم للدين الإسلامى فى كل العالم بفعل ممارسات داعش.

شخصيا كنت أتمنى قبل ٣٠ يونيه أن نصل إلى شىء شبيه بالتجربة التونسية القائمة على عدم إقصاء أى طرف من الأطراف، لكن ومع كل التقدير لهذه التجربة ــ التى يشيد بها كثيرون ــ فإن أداء جماعة الإخوان فى مصر، كان مأساويًا.

أصدروا الإعلان الدستورى الذى أمم كل شىء لمصلحتهم، وتوسطوا بين حماس وإسرائيل فى نوفمبر 2012، ورفضوا الانتخابات المبكرة، لم يؤمنوا بالتوافق أصلا، يريدون إما الكعكة كاملة أو المظلومية حتى النهاية، والأسوء أنهم لم يجروا أى مراجعة أو نقد ذاتى لمسيرتهم، خصوصا من 25 يناير حتى الآن، يتحدثون مع الغرب عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، والحريات لكنهم يلقنون أعضاءهم كلاما مختلفا تماما جوهره السمع والطاعة.

30 يونيه أنقذتنا من كل هذا، لكن مثلها مثل أى ثورة، فقد رأينا سلبيات كثيرة أعقبتها، أهمها أنها لم تستطيع الحفاظ على التحالف الشعبى الواسع الذى شارك فيها.

كنا نتمنى من جبهة الإنقاذ التى قادت التحركات السياسية ضد الإخوان أن تتوصل إلى صيغة مع «النواة الصلبة»، تضمن ألا نصل لطريق سياسى مسدود.

وكنا نتمنى من نظام الحكم ألا يتخلى عن كل شركاء ٣٠ يونيه، لكن للأسف فإنه لم ينجح فى ذلك.

دعونا ننظر للمستقبل ونؤكد أنه فى بلد عدد سكانه يزيد على مائة مليون نسمة، لابد من وجود أكبر توافق وطنى ممكن، لمواجهة التحديات الضخمة خصوصا الإرهاب والأزمة الاقتصادية الطاحنة، ومن دون ذلك سنظل «محلك سر».
تحتاج الحكومة لمد يدها لكل قوى المجتمع المؤيدة والمعارضة، طالما أنها تؤمن بالقانون والدستور والدولة المدنية.
استمرار الصيغة الراهنة أى الخصام أو التعالى على الجميع، هو الذى قد يعطى قبلة الحياة للقوى الظلامية والمتطرفة، فى أن تعود مرة أخرى، خصوصا فى ظل الظروف الاقتصادية.

أتفق مع الحكومة تماما فى أهمية وحتمية برنامج الإصلاح الاقتصادى، لكن هناك حتمية كبرى تتمثل فى أن تسعى الحكومة لبذل كل الجهود من أجل توزيع أعباء هذا البرنامج بصورة عادلة، لا تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا.
٣٠ يونيه كان لها إيجابيات كثيرة، لكنها ساهمت أيضا فى عودة العديد من المظاهر التى ثار عليها المصريون فى ٢٥ يناير ٢٠١١.

وبالتالى فإن نظام الحكم يحسن صنعا إذا درس تجربة السنوات الخمس الماضية، واستخلص منها العبر والدروس.
النوايا الطيبة ممتازة، لكنها لا تصلح بمفردها، ليس عيبا التراجع عن أى سياسات أو ممارسات يتفق غالبية المراقبين على أنها خاطئة.

أهم درس من ٣٠ يونيه أن تعود الحكومة وأجهزتها للإحساس بنبض الناس وهموهم، وألا تتعامل معهم باستخفاف، أو بعنف لأن ذلك بالضبط، هو الذى دفع ملايين الناس للثورة على حسنى مبارك.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

30 يونيه بعد خمس سنوات 30 يونيه بعد خمس سنوات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon