توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتبهوا لصوت السيدة الغاضبة على الطريق الدائرى

  مصر اليوم -

انتبهوا لصوت السيدة الغاضبة على الطريق الدائرى

بقلم : عماد الدين حسين

 صباح الأربعاء الماضى أرسل لى أحد الأصدقاء فيديو على الواتس آب لمواطنة مصرية، تصرخ فى الشارع بأعلى صوتها بسبب شلل الطريق الدائرى بفعل الأمطار الغزيرة.

قالت السيدة: «إحنا هنا على الطريق الدائرى من ثمانى ساعات من العاشرة ليلا، لحد ما النهار طلع علينا. أنا وأمى وبنتى فى العربية، بنتصل بالنجدة ولا حد بيرد علينا، بل يتم إغلاق الخط فى وجوهنا..عشان شوية مطرة البلد اتقفلت. مش عارفين نروح بيوتنا، لما حد رد علينا قالوا: العربيات بتشفط ميا.. تشفط ميا فين.. أنا عايزة حد يرد عليا.. أنا وبنتى وأمى نبات فى الشارع عشان مية بتتشفط ليه؟.. فين المسئولين يشوفوا اللى احنا فيه؟.. انتو معندكوش أى إحساس؟.. بنتصل بالمسئولين بنبوس إيديهم.. بنتى هتموت من البرد والجوع.. ثمانى ساعات!!!. حسبى الله ونعم الوكيل.. إنتم مسئولين فشلة، واحنا كلنا فشلة».

لم أكتب كل ما قالته السيدة نصا، لأن بعضه شديد الانفعال ويحتوى على ألفاظ يصعب ذكرها هنا.
للموضوعية تعاطفت مع السيدة تماما. هى صغيرة السن، وربما تحت الثلاثين.

آخر شىء يمكن أن نتهم به السيدة، أنها إخوان.. ملابسها توحى بأنها ليست كذلك بالمرة، وفى نهاية الفيديو يبدو أن أمها وجهت لها اللوم على حديثها الصريح، فصرخت قائلة: «طيب مين المسئول عن ده، لازم فيه حد يكون مسئول عن ده؟!»

خلال حديث السيدة، كانت هناك أصوات من بعض أصحاب السيارات تقول: «والله برافو عليك»، و«أقسم بالله انتى مية مية».

أتمنى أن يستمع كل المسئولين لحديث السيدة بجدية، ولا ينظروا إليه باعتباره نتاج حالة غضب مؤقتة، هى حالة موجودة لدى كثيرين، وتنفجر مع أى حالة إخفاق.

لا أعرف كيف يمكن لطريق أن يتوقف ثمانى ساعات كما قالت السيدة؟. لكن فى نفس الليلة ظللت نحو ساعة كاملة فى المسافة من مركز البحوث فى الدقى حتى كوبرى قصر النيل.

ليلتها أيضا قابلت العديد من الأصدقاء، وبعضهم كان قادما من أكتوبر لوسط البلد، حيث استغرقت الرحلة ثلاث ساعات، واحد الأصدقاء قال إن سائقه الخاص ظل فى الطريق من التجمع للجيزة أكثر من أربع ساعات، بفعل العاصفة الترابية التى انتهت بأمطار غزيرة طوال الليلة.

أين هى المشكلة؟!.

مبدئيا العواصف والأعاصير والسيول والأمطار الغزيرة تقع فى العالم كله، بل إنها محدودة فى مصر مقارنة ببلدان كثيرة بعضها يشهد ظواهر التسونامى!.

المشكلة تكمن فى مواجهة السلطات المحلية لهذه الكوارث الطبيعية. قبل نحو عام أجلت السلطات الأمريكية ملايين الناس من مكان لمكان لتجنب الأعاصير، من دون مقتل شخص واحد، وكان ذلك بفضل انضباط الهيئات والمؤسسات المحلية، واستعدادها الدائم لمثل هذه الكوارث.

فى كل مرة تهطل الأمطار أو تحدث السيول نكرر نفس الكلام من دون اتخاذ حلول جذرية، أو حتى من دون معرفة لماذا تم الإهمال فى إنشاء البنية التحتية؟!.

مثلا: لماذا لا نفكر فى معرفة المسئول أو المسئولين الذين أجرموا فى حق هذا البلد وسمحوا بهذه العيوب القاتلة فى الطريق الدائرى والمحور؟!. وهل كان ذلك بسبب قلة الميزانية أم التوفير أم التواطؤ والفساد؟!.

كيف نفهم إنفاق المليارات فى التجمع الخامس وشرق القاهرة عموما، فى حين أن جزءا من بنيتها التحتية بهذه الهشاشة، أو «أسمنت بالكريم شانتيه»، كما قال البعض ساخرا!، وهل صحيح أن مسئولى جهاز القاهرة الجديدة، أغلقوا على أنفسهم مكاتبهم ولم يردوا على التليفونات ولم يحركوا سيارات الشفط؟!.

صوت هذه السيدة ــ ذات الرداء الأسود ــ وهى تصرخ من قلبها، ينبغى أن يتم الانتباه إليه. حسنا فعلت الحكومة بتشكيل غرف عمليات، لكن للأسف فقد حدث ذلك بعد «خراب مالطة»، كما يقولون!.

لماذا لا يكون هناك الحد الأدنى من الاستعداد، ولماذا لا يبادر المسئولون إلى التدخل السريع بعد وقوع الكوارث.. ولماذا لم يفكروا حتى فى توزيع زجاجات مياه وسندوتشات على آلاف المصريين المحاصرين داخل سياراتهم، لكى يقولوا لهم نحن معكم؟!.نتمنى أن تسفر جولة اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية مساء الأربعاء عن قرارات حاسمة ضد الفاسدين والمهملين.

بالمناسبة هؤلاء المسئولون المقصرون والفاسدين أخطر على هذا البلد من أعتى الإرهابيين والمتطرفين؟!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

دولة في غزة كُبرى؟

GMT 11:56 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الوطن والشعب.. وأنا

GMT 08:20 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

درع العرب (1) نواة القوة المشتركة

GMT 09:54 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مسقط... رؤية مختلفة

GMT 08:32 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عودة الوحش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتبهوا لصوت السيدة الغاضبة على الطريق الدائرى انتبهوا لصوت السيدة الغاضبة على الطريق الدائرى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon