توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا ينجح بوتين ويفشل غيره؟

  مصر اليوم -

لماذا ينجح بوتين ويفشل غيره

بقلم - عماد الدين حسين

هل تدخلت روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين فى الانتخابات الأمريكية الرئاسية والنيابية، وبعض الانتخابات الأوروبية، وأخيرا هل تدخلت فى تظاهرات «السترات الصفراء» فى فرنسا؟!.
الإجابة هى أن كل شىء وارد، على الرغم من نفى روسيا الدائم والمتكرر. هذا ليس موضوعى الأساسى، لكن أنطلق منه للحديث حول موضوع أراه بديهيا جدا، وهو: لماذا يستغرب البعض فى المنطقة العربية والعالم من احتمال وجود هذا التدخل؟!
ما يدهشنى هو أن بعض كبار المثقفين يتعاملون مع الأمر، وكأننا نعيش فى عالم مثالى، وكأن التدخل والتأثير بل والتآمر، هى أمور غريبة على السياسة الدولية!!
قبل الدخول فى صلب التفاصيل، أؤكد مرة أخرى، أننى أتحدث فى الشكل وليس المضمون، وبالتالى لا أناقش هل حدث تدخل روسى أم لا، بل السؤال: أليس احتمال حدوث تدخل هو أمر طبيعى فى السياسة الدولية؟!
المفارقة الغريبة هى أن الولايات المتحدة ومعها غالبية أوروبا الغربية كانت تتفاخر طوال عقود، بأنها أسقطت الاتحاد السوفييتى السابق عام ١٩٩٠ بالتكنولوجيا، وأفلام هوليوود ومطاعم الوجبات السريعة وزجاجات المياه الغازية.
نعلم جميعا أن وسائل الإعلام الغربية شنت حملات دعائية ممنهجة طوال مهلة الحرب الباردة «١٩٤٥ ــ ١٩٩٠» ضد الاتحاد السوفييتى والكتلة الشرقية الاشتراكية. وبالمثل شنت موسكو وحلفاؤها الشيوعيون حملات مماثلة ضد المعسكر الغربى.
كلا الطرفين حاول التأثير فى الآخر، لكى يجعله يتبنى وجهة نظره، أو حتى يسقطه. وقد نجحت الولايات المتحدة فى هذه الحرب بفضل قوتها الناعمة المتمثلة فى التعليم والجامعات والثقافة والأدب والسينما والمسارح والحرية والمطاعم، إضافة لقوتها الخشنة المتمثلة فى الأسلحة والحصار واستنزاف موسكو اقتصاديا، وكذلك دور المخابرات المركزية الأمريكية فى ضعضعة الروح المعنوية لرعايا المعسكر الشرقى. 
وفى المقابل أيضا فإن الطرف الآخر ــ وهو الاتحاد السوفييتى ــ فعل نفس الشىء فى حدود إمكانياته، ولكنه فشل فشلا ذريعا، وانهار معسكره الشرقى وحلفه العسكرى فى وارسو من دون طلقة رصاص واحدة، والسبب الجوهرى، كان هو التدخل الأمريكى والغربى المستمر!!
أذكر هذا الأمر لأؤكد أن هذا الصراع القديم، وكل طرف حاول أن يؤثر فى الآخر، فلماذا نندهش الآن، إذا حاولت روسيا التأثير فى المعسكر الآخر؟!
المدهش الحقيقى من وجهة نظرى فى هذا الموضوع، هو أن الولايات المتحدة وأوروبا، تعترف عمليا وبصورة واضحة أن روسيا صارت قوة عظمى تكنولوجية أسطورية قادرة على التحكم فى شئون العالم، وإسقاط الحكومات الغربية، أو تحويل هزيمة مرشح إلى فائز!!
إذا كان هذا الأمر صحيحا، فكيف وصلت روسيا إلى هذه القوة الخارقة، والأهم كيف انهارت نظم المقاومة التقنية الغربية فى مواجهة نظيرتها الروسية؟!
المنطقى أن أمريكا هى من اخترعت الإنترنت والفيسبوك وجوجل وسائر وسائل التواصل الاجتماعى، وبالتالى يفترض أن تكون هى الأفضل والأقوى والأشد فى اختراق نظم البلدان الأخرى، وليس العكس. وبالتالى فعندما تتمكن روسيا من اختراق الانتخابات الأمريكية، فالسؤال الجوهرى: لماذا لم تكتشف أمريكا هذا الاختراق أولا، ولماذا لم تسدد ضربات وقائية أو حتى هجمات مرتدة للتأثير فى الانتخابات الروسية، أو أى من مناحى الحياة فى روسيا بحيث توجع وتؤلم بوتين وأجهزته؟!
هناك شىء غامض وغريب فى مسألة الاتهامات الغربية لروسيا، أقول ذلك، ليس لتبرئة الأجهزة الروسية، فربما كانت متورطة فعلا، لكن لأن الموضوع يبدو عصيا على الفهم والاستيعاب والمنطق، ثم لأن استمرار الاتهامات الغربية يحول روسيا إلى دولة عملاقة أسطورية قادرة على التحكم فى مصير العالم، ما دامت تستطيع التحكم المطلق فى الانتخابات الأمريكية والأوروبية.
كانت أمريكا تتباهى طول الوقت بأنها أسقطت الاتحاد السوفييتى من دون رصاص، فإذا صح أن بوتين يتدخل ويؤثر، فهذا حقه، ويصبح السؤال الجوهرى: ما الذى تغير بحيث تصبح المجتمعات الغربية سهلة المنال أمام التدخل الروسى؟! 
مرة أخرى نسأل إذا كان بوتين بهذه القوة والتأثير، فأين هى الأسلحة الأمريكية والغربية المماثلة، ولماذا لا تتدخل هى الأخرى حتى تقنع بوتين بأن يتوقف؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا ينجح بوتين ويفشل غيره لماذا ينجح بوتين ويفشل غيره



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon