توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولة المتوكلة

  مصر اليوم -

الدولة المتوكلة

بقلم - سمير عطا الله

حاولت، من خلال أبحاث محدودة، أن أعرف من هي أول دولة، أو حكومة، طبّقت، أو ابتكرت، نظام «الضمان الاجتماعي». للأسف لم أتوصل إلى خلاصة مؤكدة. لكنه في الولايات المتحدة، مثلاً، مرتبط باسم الرئيس فرانكلين روزفلت (1932)، الذي ظل الأميركيون يجدّدون انتخابه حتى وفاته (1945). وعلى قول أحد الكوميديين، إلى ما بعدها.

لم يستطع روزفلت حسم الحرب العسكرية، لكنه ربح الحرب ضد أن يجوع مواطنوه. أتأمل أحوال أميركا وأوروبا في كل زيارة، أو إقامة، وأتساءل ماذا كان يمكن أن يحصل لهؤلاء الملايين، لولا هذه الأعجوبة البشرية: الضمان الصحي، والتقاعد، وراتب البطالة، وعشرات المساعدات الأخرى؟ ربما ستكون بعض شوارع أوروبا مثل أرصفة الهند: مكان الولادة والحياة والموت. لكن فرنسا تعامل أبناءها الذين في أزمة، من أي نوع، مثلما تعامل أغنى المواطنين: يدخلون المستشفيات نفسها، والمدارس نفسها، وعندما يذهبون إلى الصيدلية، يحملون كل ما هو موصوف لهم من الأدوية من دون أن يدفعوا فرنكاً واحداً. الدولة صديقة المواطن، وأحياناً أمه وأبوه. ونظام الضمان الاجتماعي يحمل صاحبه رقماً لا اسماً، لكي لا يكون هناك أي تمييز. وهذا الرقم في بريطانيا هو هويتك، وتاريخك، وسجلك.

تتمتع الدول الإسكندنافية بضمانات أعلى وأرقى من دول أوروبا الأخرى. وتعادلها ربما كندا. لكن النظام الاجتماعي في كل مكان ينوء تحت ضغوط كبرى، خصوصاً منها ضغط اللاجئين.

والمحزن أن معظمنا، دولاً وشعوباً، ينتمي إلى الفريق الآخر في عالم الضمانات. لا الدولة ضامنة، ولا المواطن مسؤول. والملايين من الناس يؤتى بهم إلى الحياة من دون أن يكون لهم حق، أو أمل، بسقف، أو رغيف، أو دواء، أو مدرسة، أو علاج. وعندما تتطلع يومياً إلى الصور الآتية من المخيمات، لا ترى أمامك سوى الأطفال الجدد القادمين إلى الذل والعذاب.

شوارع المدن الكبرى هي أيضاً مخيمات مفتوحة. لماذا ندفع إلى الشوارع بالمزيد من البائسين الذين لا مكان لهم، في أي مكان، من سلالم الحياة؟

وإذا كان تنظيم النسل غير مرغوب فيه، فلا حل إلا بأن تتحمل الدولة مسؤوليتها: تهيّئ للقادمين ما يكفي من مدارس وأعمال ومستشفيات. وإلا، فإن الزيادة لن تكون في عدد المواطنين، بل في عدد المتسولين والهاربين واللاجئين والمعذبين. وتلك الفئات من البشر التي تتحول حياتها إلى جناية عليها.

أتساءل دائماً أيهما أكثر أهمية في لبنان، الرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري، أم الرئيس سليمان فرنجية، الذي أقام نظام الضمان الاجتماعي، أو أي الاستقلالين أكثر معنى؟

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة المتوكلة الدولة المتوكلة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon