توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أربع إلى ست ساعات

  مصر اليوم -

أربع إلى ست ساعات

بقلم - سمير عطا الله

هناك علاقة رهيبة بين الزعماء الآيديولوجيين وبين الخطب. لم أفهم أسبابها عندما كنت أتابع كلمات الديكتاتوريين الذين عشنا مراحلهم، ولا أعتقد أنني أفهم هذه الظاهرة الآن. عندما اقتنيت مجموعة خطب لينين في السبعينات، كانت تقع في أكثر من 200 مجلد. ماذا كان الفارق بين الأول والأخير والوسط؟ لست أدري. وقد قرأت خطباً كثيرة لنيكيتا خروشوف، لا أذكر منها، ولا أعتقد أن أحداً يذكر، سوى خطابه الأول والأكثر شهرة في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي عام 1954، عندما قرر، في شجاعة خارقة، أن يفكك أسطورة سلفه ستالين.

تسنّى لي مرة أن أقتني نصوص الخطب الرئيسية التي ألقاها الدكتور فيدل كاسترو. وربما كان الزعيم الكوبي الأكثر إطالة في الخُطب عبر التاريخ، إذ كان معدل إلقائها من أربع إلى ست ساعات. ولا بد هنا من الإشادة، بشجاعة وصبر وقدرة الجماهير المصغية على التحمّل.

حيث إن أحداً لا يترك المكان من أجل حاجته أو أي اضطرار آخر.

لم تكن الخطب الطويلة سمة ديكتاتوريي اليسار فقط، فاليمين كان أعلى صوتاً وأكثر إيماءاتٍ، وأحياناً، مسرحيات. تعلَّم هتلر كيف يأسر الجماهير الألمانية والنمساوية طوال ساعات، رغم أنها شعوب عملٍ وكدِّ وصناعة، لا شعوب ثرثرة مقاهٍ. وكان الإيطاليون يطربون لموسيليني، ويتمنون أن تستمر خطبه دون انتهاء. وإذا حاولت اليوم أن تعيد قراءة تلك النصوص، وجدت شبهاً مذهلاً في رتابتها وشعاراتها وألفاظها وتعابيرها. في الكثير منها، ما عليك سوى أن تغيّر اسم المكان، أو تاريخ الخطاب. ولست أقول ذلك مازحاً أو مبالغاً، لكن المكان يضيق هنا في إثبات المقارنات.

حاول أطباء النفس على مرّ العقود، تحليل هذه الظاهرة، وأعطوها، على طريقتهم، أسباباً كثيرة ومختلفة، منها العلاقة مع الأم أو الأب، ومنها المنشأ أو البيئة، ومنها عقدٌ جسدية. لكن أحداً لم يشرح ظاهرة «المونولوغ»، أي مخاطبة النفس طوال هذا الوقت. ويروي إيناسيو رامونيه، الذي كتب سيرة كاسترو، وكان أقرب الصحافيين العالميين إليه، أنه كان يحدّثه ذات يوم في روايات المؤلف الأميركي إرنست همنغواي، واتخذ النقاش معظم أعمال حامل نوبل. سأله رامونيه ما الذي يعجبه في همنغواي أكثر من غيره: هل هي جمله القصيرة؟ هل هي شجاعته في الحروب؟ هل هي مشاركته في الحرب الأهلية الإسبانية؟ لا شيء من كل هذا. أجاب كاسترو: «لقد قرأت معظم رواياته أكثر من مرة، خصوصاً (لمن تُقرع الأجراس)، و(وداعاً للسلاح)، وفي هاتين الروايتين يجعل البطل يتحدث دائماً إلى نفسه. هذا ما أحبه في همنغواي. المونولوغات الطويلة، عندما يتحدث الأبطال إلى أنفسهم».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربع إلى ست ساعات أربع إلى ست ساعات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon