توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان: زهرة السجن

  مصر اليوم -

الزعيم والإنسان زهرة السجن

بقلم - سمير عطا الله

لم تشذ قواعد الثورات عن بعضها بعضاً، في أي تاريخ وفي أي مكان: ما إن ينتصر الرفاق على الأعداء حتى يبدأوا بأعناق بعضهم بعضاً. أحمد بن بلة كان رمز الثورة على الاستعمار الفرنسي، وأول رئيس للجزائر المستقلة. والثورة غير الدولة. فما أراد أن يطبقه من أحلام بدا أفكاراً رومانسية معرقلة. انقلب عليه العقيد هواري بومدين ولكن بشيء، أو بكثير من الاحترام: بدل غياهب السجون وأضيق وأظلم الزنازين، منزل ضيق ناءٍ لا يسمح بالمجيء إليه إلا لأمه.

وأمه كانت أماً. أي كانت جميع الأمهات. وأحمد الذي كان بطلاً وطنياً، ثم رئيساً، أصبح الآن سجيناً. وفي وحدته أرادت أمه له شيئاً واحداً: تزوج يا بني يا أحمد.

كانت تلك أول جملة قالتها له بعدما سُمح لها بزيارته المرة الأولى بعد ثمانية أشهر من احتجازه. ظلت تكرر الجملة، وظل يكرر الجواب: كيف يمكن لسجين أن يعثر على رفيقة العمر بين هذه الجدران العالية؟ دع عنك. القدر سوف يقدم لك الحل.

ذات يوم سُمح للصحافية زهرة سلامي، من مجلة «الثورة الأفريقية»، مقابلة الرئيس السابق. وجاءت زهرة ومعها مدافع من الأسئلة. فهي تعتبر أن بن بلة متخاذل رجعي ومنحرف عن الثورة. لم يحاول أن يقنعها برؤيته، ولم تقنعه بثوريتها. لكن والدته أقنعته بالزواج من زهرة سلامي. وبعد عامين من الزواج توفيت الأم، لكن لم يُسمح لأول رؤساء الجزائر المستقلة حضور جنازتها. كأن تقول... قلوب الرفاق.

كانت زهرة سلامي تصغر زوجها بثلاثين عاماً. وقد قضت معه في السجن ثماني سنوات، توفي بعدها هواري بومدين وكان أول قرار لخلفه، الشاذلي بن جديد، العفو عن مؤسس الجمهورية. لكن السجين الطليق اختار الإقامة في سويسرا، قريباً من المنفى، بعيداً عن الحبس.

مثل بومدين، لم يرزق بن بلة بأبناء. لكنه وزهرة «تبنيا» صبياً وابنتين من الأطفال المختلفين، أو ذوي الحاجات الخاصة. ومع مجيء عبد العزيز بوتفليقة رئيساً عام 1990، عاد إلى البلاد للإقامة. سبقته زهرة إلى الحياة الأخرى، فلم يطق العيش من بعدها طويلاً. ذوت - فذوى، ولكن بعد مسيرة دامت 95 عاماً، منها 14 عاماً في السجن.

وضع بن بلة الدستور الأول للجزائر مبنياً على حكم الحزب الواحد، وبالتالي، الرجل الواحد. لكنه أمضى الأعوام الأخيرة من حياته يدعو إلى عودة الديمقراطية في الجزائر، ونادى بالعودة إلى الاعتدال في الإسلام، معتبراً أن كل تطرف خروج عليه. وانضمت إليه زهرة في هذا المسرى الحياتي، بعدما كانت قد حاولت، في البداية، مجادلته في أهمية الفكر «الماوي» وضرورة «الثورة الثقافية».

إلى اللقاء..

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزعيم والإنسان زهرة السجن الزعيم والإنسان زهرة السجن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon