توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان: شاعر القرآن

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان شاعر القرآن

بقلم-سمير عطا الله

قال أعظم كاتب روسي فيودور دوستويفسكي عن أعظم شعرائها، إنه تجسيدٌ للروح القومية الروسية في كل ما تمثّله من قدرة على استيعاب عبقريات الأمم. إنه تعبيرٌ عن روسيا فيما تحمله من رسالة كونية إلى البشرية: كان إنجليزياً مثل شكسبير، وإسبانياً مثل سرفنتس، وألمانياً مثل غوته، ولكن أهم من كل شيء كان عربياً لشدة تأثره بالقرآن، وانغماسه في القراءات الإسلامية، وانبهاره بالروحانيات التي تنبثق من آيات التنزيل.

لم يكن بوشكين الشاعر الوحيد الذي تأثر بالقرآن إلى هذا المدى. فما قبل موجة العداء للإسلام التي رافقت الحروب العثمانية، ظهرت أيضاً في الغرب موجة من التفهم والتعاطف والإعجاب، والدعوة إلى عدم الربط بين العسكرية التركية المندفعة وبين تعاليم الإسلام. غير أن ما كتبه ألكسندر بوشكين في الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان على الأرجح أعمق ما كتبه الغربيون والأكثر ابتهالاً. وعزا بعض النقاد والدارسين ذلك إلى الدماء الإسلامية التي حملها شاعر روسيا من جدٍّ أفريقي بعيد. غير أن في ذلك بعض التذاكي. فالواضح أنه كشاعرٍ وإنسان عظيم، وجد في القرآن الكريم، وخصوصاً في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تلك الرؤية التي بحث عنها في كل مكان آخر. وقد رسم لظهور النبوة في الفلاة الصحراوية الهائلة لوحة عاطفية إيمانية: «وناداني صوت الله من عل - انهض أيها الرسول وتأمل – لب إراداتي – واذهب في البحار والأراضي - وألهب بدعوتك قلوب العالمين».
أخفى بوشكين إلى حين انبهاره بالإسلام خوفاً من غضب القيصر. لكن ذلك لم يدم طويلاً خصوصاً بعدما نُفِي إلى بلاد القوقاز، وعاش بين المسلمين عن قرب، وأمضى المزيد من الوقت في قراءة القرآن وفي طرح الأسئلة على أصدقائه العارفين. والواضح في القصيدة التحفة أنها في مجملها استلهام للآيات ونقل شعري عنها. ثمة ترجمات كثيرة إلى العربية، كما لسواها من اللغات، وجميعها محيرٌ بالنسبة لمن لا يعرف الروسية. لذلك؛ فهي تحمل في النص الفرنسي إيقاعاً روحياً مغموراً بنغمٍ من فرنسا. فيما تحمل في النص الإنجليزي وترجماته المتعددة نغماً يوحي أنه أكثر دقة، وإن يكن أقل شاعرية. وفي اعتقادي أن الترجمة العربية في حاجة الآن إلى المزيد من المراجعة بعدما ازداد عدد المستعربين الروس، كما ازداد عدد طلاب الروسية بين العرب. ولعل الكرملين يرسل إلينا بين سوخوي وأخرى بعضاً من آلاف الدراسات التي وضعت في الجمهوريات الإسلامية حتى في أيام السوفيات. ثمة كنوزٌ تراثية لا مثيل لها في تلك الجمهوريات المنسية لم تلقَ الاهتمام الكافي، لا من الروس ولا من المسلمين، وليست قصيدة بوشكين سوى درة في عقدٍ ذهبي وسيع.
إلى اللقاء.

نقلا عن الشرق الاوسط 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان شاعر القرآن وجوه من رمضان شاعر القرآن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon