توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جلال أمين... العكس صحيح أيضاً

  مصر اليوم -

جلال أمين العكس صحيح أيضاً

بقلم - سمير عطا الله

رأينا في الحلقات السابقة موقف الدكتور جلال أمين المعادي لكل من حاول تلقيح الأصالة بالمعاصرة. إنه مصري عربي فلاحٌ ولا شيء آخر. ولذلك رفض يوسف شاهين رفضاً كاملاً، واعترض على معظم أعمال محمد عبد الوهاب، وغمز من تأثر توفيق الحكيم بالمسرح والأدب الغربي وعاب عليه أن كعبته كانت في باريس.
فماذا يأخذ إذن على عملاقٍ مثل نجيب محفوظ رفض طوال عمره الخروج من القاهرة، أو زيارة أي عاصمة غربية، أو حضور أي مسرحٍ في الغرب أو مهرجانٍ سينمائي. إليكم حرفياً رأي الدكتور جلال في هذا النمط الذي عاشه صاحب نوبل: «إنه رجل يجلس مع الكتاب والورق والقلم أكثر بكثير مما يجلس مع الناس. إنه يهوى الاستماع إلى الناس بلا شك، ولكنه فيما يبدو يعشق القراءة أكثر من ذلك بكثير. وهو زاهد جداً في رؤية بلاد جديدة، وكذلك، على الأرجح، في مقابلة أشخاص جدد.
هل يتصور أحد بسهولة أن هذا الرجل العظيم ليست لديه تجربة في الريف إلا تجربة وحيدة تنحصر في إقامته في الفيوم أسبوعاً واحداً وهو طفل صغير، وقد أصرّ على عودته إلى القاهرة فخضعوا لطلبه، وأنه لم يذهب إلى الصعيد في حياته ولا مرة واحدة، ولم يرَ الأقصر وأسوان أو أياً من الأماكن الأثرية المشهورة هناك؟ يقول إن معرفته بالريف المصري والصعيد جاءت فقط من خلال قراءة الأعمال الأدبية كـ«دعاء الكروان» و«الأيام» لطه حسين، وإنه اكتفى في التعرف على الصعيد بالقراءة والاستماع إلى ما يقوله الآخرون، والسبب هو «الكسل». ولكني لا أصدق هذا التفسير بسهولة، أو هو على الأقل كسل من نوع خاص جداً. فنجيب محفوظ أبعد الناس عن الكسل، سواء في أداء عمله أو في تريضه اليومي، أم مجرد الافتقار إلى الرغبة في رؤية أماكن جديدة.
الأغرب من هذا زهد نجيب محفوظ في السفر إلى الغرب. فهل يستطيع أحد منا بسهولة أن يتصور أن هذا الرجل الحكيم، العاشق للفن والأدب، لم يبذل أي جهد لرؤية أوروبا وأميركا، على الأقل لكي يرى بنفسه هذا «الغرب» الذي شكل الموقف منه أهم مشكلة فكرية واجهت مفكري أمته، جيلاً بعد جيل، منذ رفاعة الطهطاوي، الذي يلخّص الموقف منه مشكلة التقدم والتخلف كلها. كيف استطاع نجيب محفوظ، هذا الرجل الذي لا شك في قوة ما لديه من حب الاستطلاع، أن يقاوم الرغبة في استطلاع هذا العالم الغربي لتكوين رأيه الخاص فيه؟ لا بد أن يعتري الواحد منا الشعور بالأسف، إذ يجد نفسه حُرم من معرفة رأي هذا الرجل العاقل، المبني على المعاينة المباشرة للغرب، ولا بد من أن يعتري المرء منا التحفظ عندما يقرأ إشارات نجيب محفوظ المختصرة والمتناثرة إلى موقفه من الحضارة الغربية ومن التقدم والتخلف».

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلال أمين العكس صحيح أيضاً جلال أمين العكس صحيح أيضاً



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon