توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجوه من رمضان قائد لواء المصالحات

  مصر اليوم -

وجوه من رمضان قائد لواء المصالحات

بقلم - سمير عطا الله

تميز القرن الماضي بعلامات الخراب وانهيار الدولة. فبعد انحسار الاستعمار وقيام الحكم الوطني خيّل لجميع الناس أن الأمة أصبحت على عتبة الجنة. لكن الحلم كان قصيراً والكابوس كان بلا نهاية. لقد ترك الاستعمار نظاماً ديمقراطياً على الأقل من حيث الشكل والمبدأ. أي الاحتكام إلى الشعب من خلال التمثيل البرلماني كما هو الأمر في بلاد الاستعمار نفسه. لكن سرعان ما أطلّ الضباط من ثكناتهم، وفتحوا أبوابها أمام الدبابات، وأطلقوها في أثر الحياة المدنية. أطلقت على تلك الانقلابات شتى ألقاب التمجيد، وانتقل النقاش بين الناس من المجالس والمدارس إلى القصف الجوي والفرقة الثامنة واللواء العاشر. امتدت العدوى العسكرية إلى معظم الأمكنة بعدما بدأها العقيد حسني الزعيم في دمشق عام 1949. وعندما جاء دور مصر، أدرك مفكرو العرب أن الحياة المدنية في المنطقة سوف تنتقل من الذبول إلى الأفول. وصار يخيّل لكل ملازم أنه عبد الناصر بلده. وتمدد العنف العسكري بديلاً للقانون وتحوّل التناوب على السلطة إلى تناوب الانقلابيين على البلاغ رقم واحد.
السودان كان - إلى فترة غير طويلة - النموذج الآخر. ففي المرة الأولى نزل الشعب إلى شوارع الخرطوم لكي يعيد بصدره الدبابات إلى مرائبها. وفي المرة الثانية سجل المشير سوار الذهب أول وآخر نبل عربي عندما أعلن تخليه عن السلطة من القصر الرئاسي، مسلّماً الحكم إلى رئيس الوزراء المنتخب الصادق المهدي، ورئيس البرلمان الميرغني.
رمى سوار الذهب العمل السياسي من النافذة مرة واحدة وإلى الأبد. وانصرف بكل قواه وتقواه إلى العمل الدعوي. وبقي خارج المعارضة والموالاة على السواء. وإذا كان من أمرٍ في مساعدة دولته أو البحث عن هنائها، فقد تطوع إلى ذلك دوماً من دون الانخراط في أي جبهة أو حزب.
قبل أن يترك سوار الذهب الحكم أعطى السودان أفضل ما لديه، أي الدستور الوطني الذي أشرف على استفتائه في أنزه عملية اقتراعية ربما في تاريخ العرب. وتكرس لكل ما هو خير ومصالحة داخل السودان وخارجها. وليس هناك من يعرف على وجه الضبط حجم الأعمال الخيرية التي تولى رعايتها، ومنها بناء 800 مسجد و160 مدرسة لتحفيظ القرآن، وإنشاء مئات الملاجئ ودور الإيواء والمستشفيات المدنية للاجئين.
لا يمكن أن تعرف مدى ذهبية هذا الرجل وتواضعه وسعة قلبه إلا إذا عرفته عن قرب. عندها تدرك لماذا كان أرفع من السلطة وأغنى من الحكم، وطيباً مثل السودان.
إلى اللقاء.

المصدر : جريدة الشوق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجوه من رمضان قائد لواء المصالحات وجوه من رمضان قائد لواء المصالحات



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon